(٢) أتأنق فيهن: أي أعجب بهن، واستلذ قراءتهن، وأتتبع محاسنهن. (٣) أخرجه أبو داود في الجهاد باب ٧١، والترمذي في الجهاد باب ١١، وأحمد في المسند ٤/ ٦٥، ٥/ ٣٧٧.
وقوله: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى} قيل: المراد أنهما يجريان إلى انقطاعهما بقيام الساعة، كما في قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]. وقيل: المراد إلى مستقرهما، وهو تحت العرش مما يلي بطن الأرض من الجانب الآخر، فإنهما وسائر الكواكب إذا وصلوا هنالك، يكونون أبعد ما يكون عن العرش؛ لأنه على الصحيح الذي تقومُ عليه الأدلة، قبة مما يلي العالم من هذا الوجه، وليس بمحيط كسائر الأفلاك؛ لأنه له قوائم وحملة يحملونه. ولا يتصوّر هذا في الفلك المستدير، وهذا واضح لمن تَدَبَّر ما وَرَدَتْ به الآيات والأحاديث الصحيحة، ولله الحمد والمنة. التفريغ النصي - تفسير سورة الرعد _ (1) - للشيخ أبوبكر الجزائري. وذكر الشمس والقمر؛ لأنهما أظهر الكواكب السيارة السبعة، التي هي أشرف وأعظم. من الثوابت، فإذا كان قد سخر هذه، فَلأن يدخل في التسخير سائرُ الكواكب بطريق الأولى والأحرى، كما نبه بقوله تعالى: {لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت: 37] مع أنه قد صرح بذلك بقوله {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].
فالمقصود الردّ على المشركين الذين زعموه كأساطير الأولين ؛ أو القصرُ حقيقي ادعائي مبالغة لعدم الاعتداد بغيره من الكتب السابقة ، أي هو الحق الكامل ، لأن غيره من الكتب لم يستكمل منتهى مراد الله من الناس إذ كانت درجات موصلة إلى الدرجة العليا ، فلذلك ما جاء منها كتاب إلا ونسخ العمل به أو عيّن لأمة خَاصة « إنّ الدين عند الله الإسلام ». ويجوز أن يكون عطف مفرد على قوله: { الكتاب} مفرد ، من باب عطف الصفة على الاسم ، مثل ما أنشد الفراء: إلى الملك القرم وابن الهمام *** وليث الكتيبة بالمزدحم والإتيان ب { ربك} دون اسم الجلالة للتلطف. تفسير سورة الرعد من 7 الى 11. والاستدراكُ بقوله: { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} راجع إلى ما أفاده القصر من إبطال مساواة غيره له في الحقية إبطالاً يقتضي ارتفاع النزاع في أحقيته ، أي ولكن أكثر الناس لا يؤمنون بما دلت الأدلة على الإيمان به ، فمن أجل هذا الخلق الذميم فيهم يستمر النزاع منهم في كونه حقاً. وابتداء السورة بهذا تنويه بما في القرآن الذي هذه السورة جزء منه مقصود به تهيئة السامع للتأمل مما سيرد عليه من الكلام.
{الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِۗ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (1) مقدمة السورة: هكذا سميت من عهد السلف. وذلك يدل على أنها مسماة بذلك من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذ لم يختلفوا في اسمها. وإنما سميت بإضافتها إلى الرعد لورود ذكر الرعد فيها بقوله تعالى { ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق}. فسميت بالرعد لأن الرعد لم يذكر في سورة مثل هذه السورة ، فإن هذه السورة مكية كلها أو معظمها. وإنما ذكر الرعد في سورة البقرة وهي نزلت بالمدينة وإذا كانت آيات { هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا} إلى قوله { وهو شديد المحال} مما نزل بالمدينة ، كما سيأتي تعين أن ذلك نزل قبل نزول سورة البقرة. وهذه السورة مكية في قول مجاهد وروايته عن ابن عباس ورواية علي بن أبي طلحة وسعيد بن جبير عنه وهو قول قتادة. القرآن الكريم - التحرير والتنوير لابن عاشور - تفسير سورة الرعد. وعن أبي بشر قال: سألت سعيد ابن جبير عن قوله تعالى { ومن عنده علم الكتاب} أي في آخر سورة الرعد أهو عبد الله بن سلام? فقال: كيف وهذه سورة مكية ، وعن ابن جريج وقتادة في رواية عنه وعن ابن عباس أيضا: أنها مدنية ، وهو عن عكرمة والحسن البصري ، وعن عطاء عن ابن عباس.
من مدها؟ أبوك أو أمك أم بنو فلان؟ إنه الله! من قال: نحن الذين مددنا الأرض؟ لا أحد يقول هذه الكلمة. إذاً: لا بد من ماد قد مدها، ما اسمه؟ إنه الله، رغم أنوف العلمانيين والشيوعيين والجاحدين! إنه الله رغم أنوف الذين لا يستحون ويقولون: (لا إله والحياة مادة)! هذا عمى وضلال، فقط قف يا هذا العبد، قف بين يدي أمك وانظر، لو كان هذا الخلق ليس بخلق العليم الحكيم، المدبر، الحكيم والله لخرج جيل من البشر كلهم عميان، لخرج جيل كلهم إناث، لخرج جيل كلهم شخص واحد، لا يبقى أب ولا أم. من يفصل هذا التفصيل؟ إنه الله. يقول الله: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ [الروم:22]، تقف البشرية كلها على صعيد واحد، فلا تجد اثنين لا تستطيع أن تفرق بينهما، هذا يدخل على امرأة هذا، وهذا يدخل على امرأة هذا، والله لا يوجد هذا، وهذا تدبير الله جل جلاله. يريدون أن يغطوه فيقولون: (لا إله)؛ ليستمروا في الزنا والفجور والكذب والخيانة والخداع والكبر والنفاق، لا شيء والله سوى هذا، لا يريدون أن يسلموا قلوبهم ووجوههم لله حتى يستقيموا، بل يريدون أن يعيشوا كالبهائم. سورة الرعد - تفسير تفسير ابن كثير|نداء الإيمان. آمنا بالله.. آمنا بالله ولقائه، فأدخلنا يا ربنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وصلى اللهم على نبينا وآله وصحبه أجمعين.