والريح يائيّا يدلّ على جريان في المادّة ، فانّ الكسرة مع الياء فيها انخفاض وانكسار. ثمّ إنّ الريح مفردا يستعمل في العذاب كما في- ريح عاصف ، ريح فيها عذاب أليم ، الريح العقيم ، بريح صرصر عاتية. وفي الرحمة كما في- { وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ... } [يونس: 22] ، { إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} [الشورى: 33]. وفي آثار شخص وجريان أموره وظهور قدرته وقوّته وتجلّى أشعّة وجوده ، كما في- { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] - فيراد محو جريان- آثار وجودهم من النظم والقدرة والعظمة والقوّة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفرقان - الآية 67. وكما في- { إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94] - يراد احساس آثار وجوده من العلم والأدب والمعرفة والروحانيّة والعظمة. واحساس هذا الجريان في الآثار: امّا بالحواسّ أو بالبصيرة الباطنيّة. وأمّا استعمال صيغة الجمع في الرحمة: فباعتبار أنّ الريح الجارية في العذاب انّما تتحقّق في مورد خاصّ استثنائي ، وهي مفرد مخصوص. وأمّا الجريان الطبيعي في الريح: فانّما تحصل بسبب حركة الهواء الحارّ المنبسط من طبقة سفلى الى العليا ، أو من أماكن باردة الى الساخنة من برّ أو بحر. { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ} [الأنبياء: 81] { فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36] ،.
نخس: النَّخْسُ: تغريزك مؤخر الدابة بعودٍ أو غيره. وسمي النَّخاس لنَخْسِه الدابة حتى تنبسط. وفعله: النِّخاسة. ويقال لابن زنيةٍ: ابن نَخْسة، قال الشماخ: أنا الجِحاشيُّ شَمّاخٌ وليس أبي بِنَخْسةٍ- لدعي غير موجودِ أي: متروكٌ وحدهُ، ولا يقال: منه وحده. ونَخَسوا بفلانٍ: هَيَّجوه وأزعجوه، وكذلك إذا نَخَسُوا دابته وطردوه، قال: النّاخِسينَ بمروانٍ بذي خَشَبٍ والمقحمين على عثمانَ في الدارِ أي: نَخَسُوا به من خلفه حتى سيروه من البلاد. والنَّخِيسةُ: الزبدة والنِّخاسان: دائرتان في دائرة الفخذين كدائرة كتفِ الإنسان. والدابة منخوسةً: يتطير منها. كما يتطير من المهقوع والمقلوع والمكشوف، وغير ذلك. والنّاخِسُ: جربٌ يكون عند ذنب البعير [فهو مَنْخُوس]. والنِّخاسةُ: رقعة تدخل في ثقب البكرة لئلا يأكلها المحور، ويقال: أَنْخَسُوا البكرة، أي: سدوا ما أتسع منها بخشبةٍ، أو غير ذلك. سنخ: السِّنْخُ: أصل كل شيء. وسِنْخُ السكين: طرف سيلانه الداخل في النصاب. ورجع فلان إلى سِنْخه الكريم أو الخبيث. وأَسْناخُ الثنايا: أصولها. وسِنْخُ الكلمة: أصل بنائها. مامعنى كلمة قوامها كثيف جداً - إسألنا. والسّناخة: الرائحة المكروهة. نسخ: النَّسْخُ والانتساخُ: اكتتابك في كتابٍ عن معارضه.
فالحصل أَن تقرر الْمَاهِيّة وفعليتها وَإِن لم تنفك عَن اقتران الْوُجُود إِلَّا فِي اعْتِبَار الْعقل إِلَّا أَنَّهَا مستتبعة للموجودية والموجودية مسبوقة بهَا وفعلية تقرر الْمَاهِيّة بِجعْل الْجَاعِل معيار صِحَة انتزاع الموجودية بِالْفِعْلِ ومناط صدق حمل الْمَوْجُود فَتَأمل. قَالَ بعض الظانين أَن الْجعل الْمركب يَنْتَهِي إِلَى الْجعل الْبَسِيط الْمُتَعَلّق بِالضَّرُورَةِ أَو الاتصاف أَو لمَفْهُوم مَا فَلَا جعل إِلَّا الْجعل الْبَسِيط. ص749 - كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عطاءات العلم - من شر الفساد أن يمكن الحاكم المرأة من الولاية على زوجها في النفقة وغيرها مع أنها سفيهة - المكتبة الشاملة. وَهَذَا بعيد بمراحل عَن التَّحْقِيق إِذْ النِّسْبَة الَّتِي هِيَ الصيرورة أَو الاتصاف فِي هَذَا الْجعل إِنَّمَا هِيَ ملحوظة من جِهَة إِنَّهَا بَين المجعول والمجعول إِلَيْهِ غير مُسْتَقلَّة بالمفهومية ورابطة بَين الطَّرفَيْنِ ومرآة لمخلوطية إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى من غير أَن يتَوَجَّه الِالْتِفَات إِلَيْهَا برأسها وَمفَاده الْهَيْئَة التركيبية وَلم يتَعَلَّق الْجعل بهَا إِلَّا بِالْعرضِ من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة لَا من حَيْثُ نَفسهَا وذاتها المتقررة فِي مرتبَة تقرر الذَّات حَتَّى يصير أثرا لجعل الْبَسِيط. نعم إِذا لوحظت لَا من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة بل على الِاسْتِقْلَال وبالالتفات من حَيْثُ إِنَّهَا مَاهِيَّة مَا فَانْظُر فَإِنَّهُمَا حِينَئِذٍ ليسَا بمنظورين إِلَّا بِالْعرضِ فَأَيْنَ مُتَعَلق الْجعل الْمركب حَتَّى يتَعَلَّق بِهِ فَانْقَطع عرقه.
{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [النور: 6] ولا يصحّ التفسير بالأرواح: فانّ الروح لا يجوز له الموت أو القتل أو الشهادة أو غيرها ممّا في سائر الآيات الكريمة. { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7]. { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} [الإسراء: 25] النفوس جمع كثرة ويستعمل في مورد يراد منه الأفراد الكثيرة. كما أنّ الأنفس جمع قلّة ، ويستعمل في موارد مطلق إرادة الأفراد. فظهر لطف التعبير بالموادّ في الموارد المخصوصة.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح, عن يزيد بن أبي حبيب في هذه الآية: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا)... الآية, قال: كانوا لا يلبسون ثوبا للجمال, ولا يأكلون طعاما للذّة, ولكن كانوا يريدون من اللباس ما يسترون به عورتهم, ويكتَنُّون به من الحرّ والقرّ, ويريدون من الطعام ما سدّ عنهم الجوع, وقواهم على عبادة ربهم. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن العلاء بن عبد الكريم, عن يزيد بن مرّة الجعفي. قال: العلم خير من العمل, والحسنة بين السيئتين, يعني: إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا, وخير الأعمال أوساطها. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا مسلم بن إبراهيم, قال: ثنا كعب بن فروخ, قال: ثنا قتادة, عن مطرِّف بن عبد الله, قال: خير هذه الأمور أوساطها, والحسنة بين السيئتين. فقلت لقتادة: ما الحسنة بين السيئتين؟ فقال: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا)... الآية. وقال آخرون: الإسراف هو أن تأكل مال غيرك بغير حق. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا سالم بن سعيد, عن أبي مَعْدان, قال: كنت عند عون بن عبد الله بن عتبة, فقال: ليس المسرف من يأكل ماله, إنما المسرف من يأكل مال غيره.