( عسى ربه إن طلقكن) أي طلق النبي أزواجه ( أن يبدله) بالتشديد والتخفيف ( أزواجا خيرا منكن) خبر عسى والجملة جواب الشرط ولم يقع التبديل لعدم موقوع الشرط ( مسلمات) مقرات بالإسلام ( مؤمنات) مخلصات ( قانتات) مطيعات ( تائبات عابدات سائحات) صائمات أو مهاجرات ( ثيبات وأبكارا) 6. تفسير سورة التحريم - منتديات كرم نت. ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم) بالحمل على طاعة الله ( نارا وقودها الناس) الكفار ( والحجارة) كأصنامهمم منها يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر لاكنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه ( عليها ملائكة) خزنتها عدتهم تسعة عشر كما سيأتي في المدثر ( غلاظ) من غلظ القلب ( شداد) في البطش ( لا يعصون الله ما أمرهم) بدل من الجلالة أي لا يعصون أمر الله ( ويفعلون ما يؤمرون) تأكيد والآية تخويف للمؤمنين عن الارتداد وللمنافقين المؤمنين بألسنتهم دون قلوبهم 7. ( يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) يقال لهم ذلك عند دخولهم النار أي لأنه لا ينفعكم ( إنما تجزون ما كنتم تعملون) أي جزاءه 8. ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) بفتح النون وضمها صادقة بأن لا يعاد إلى الذنب ولا يراد العود إليه ( عسى ربكم) ترجية تقع ( أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات) بساتين ( تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله) بادخال النار ( النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم) أمامهم ويكون ( وبأيمانهم يقولون) مستأنف ( ربنا أتمم لنا نورنا) إلى الجنة والمنافقون يطفأ نورهم ( واغفر لنا) ربنا ( إنك على كل شيء قدير) 9.
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ يا أيها الرسول، جاهد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان وإقامة الحدود، واشتدّ عليهم حتى يهابوك، ومأواهم الذي يأوون إليه يوم القيامة هو جهنم، وساء المصير مصيرهم الذي يرجعون إليه.
والثانية ما رواه ابن القاسم في المدونة عن مالك عن زيد بن أسلم قال: حرم رسول الله أم إبراهيم جاريته فقال والله أطؤك ثم قال: هي علي حرام فأنزل الله تعالى { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك}. وتفصيل هذا الخبر ما رواه الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة فوجدته حفصة معها ، وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها. فقالت حفصة: تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك. تفسير سورة التحريم - محمد إسماعيل المقدم. فقال لها: لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها. قيل: فقالت له حفصة: كيف تحرم عليك وهي جاريتك فحلف لها أن لا يقربها فذكرته حفصة لعائشة فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرا فأنزل الله تعالى { يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله لك}. وهو حديث ضعيف. أغراض هذه السورة ما تضمنه سبب نزولها أن أحدا لا يحرم على نفسه ما أحل الله له لإرضاء أحد إذ ليس ذلك بمصلحة له ولا للذي يسترضيه فلا ينبغي أن يجعل كالنذر إذ لا قربة فيه وما هو بطلاق لأن التي حرمها جارية ليست بزوجة ، فإنما صلاح كل جانب فيما يعود بنفع على نفسه أو ينفع به غيره نفعا مرضيا عند الله وتنبيه نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن غيرة الله على نبيه أعظم من غيرتهن عليه وأسمى مقصدا.
وهي معدودة الخامسة بعد المائة في عداد نزول سور القرآن نزلت بعد سورة الحجرات وقبل سورة الجمعة. ويدل قوله { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} أنها نزلت بعد سورة المائدة كما سيأتي. وسبب نزولها حادثتان حدثتا بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. إحداهما: ما ثبت في الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شرب عسلا عند إحدى نسائه اختلف في أنها زينب بنت جحش ، أو حفصة ، أو أم سلمة ، أو سودة بنت زمعة. والأصح أنها زينب. تفسير الجلالين سورة التحريم المصحف الالكتروني القرآن الكريم. فعلمت بذلك عائشة فتواطأت هي وحفصه على أن أيتهما دخل عليها تقول له إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير والمغافير صمغ شجر العرفط وله رائحة مختمرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن توجد منه رائحة وإنما تواطأتا على ذلك غيرة منهما أن يحتبس عند زينب زمانا يشرب فيه عسلا. فدخل على حفصة فقالت له ذلك ، فقال: بل شربت عسلا عند فلانة ولن أعود له ، أراد بذلك استرضاء حفصة في هذا الشأن وأوصاها أن لا تخبر بذلك عائشة لأنه يكره غضبها فأخبرت حفصة عائشة فنزلت الآيات. هذا أصح ما روي في سبب نزول هذه الآيات. والتحريم هو قوله: { ولن أعود له} لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا صدقا وكانت سودة تقول لقد حرمناه.
وهذا يومىء إلى ضبط ما يراعى من الغيرة وما لا يراعَى. وفعل { تحرم} مستعمل في معنى: تجعل ما أحلّ لك حراماً ، أي تحرّمه على نفسك كقوله تعالى: { إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} [ آل عمران: 93] وقرينتهُ قوله هنا: { ما أحل الله لك}. وليس معنى التحريم هنا نسبة الفعل إلى كونه حراماً كما في قوله تعالى: { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [ الأعراف: 32] ، وقوله: { يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً} [ التوبة: 37] ، فإن التفعيل يأتي بمعنى التصبير كما يقال: وسِّعْ هذا الباب ويأتي بمعنى إيجاد الشيء على حالة مثل ما يقال للخياط: وسِّعْ طَوْق الجبّة. تفسير سوره التحريم للاطفال. ولا يخطر ببال أحد أن يتوهم منه أنك غيّرت إباحته حراماً على الناس أو عليك. ومن العجيب قول « الكشاف »: ليس لأحد أن يُحرّم ما أحلّ الله لأن الله إنما أحله لمصلحة عرفها في إحلاله إلخ. وصيغة المضارع في قوله: { لم تحرم} لأنه أوقع تحريماً متجدداً. فجملة { تبتغي} حال من ضمير { تحرم}. فالتعجيب واقع على مضمون الجملتين مثل قوله: { لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} [ آل عمران: 130]. وفي الإِتيان بالموصول في قوله: { ما أحل الله لك} لما في الصلة من الإِيماء إلى تعليل الحكم هو أن ما أحله الله لعبده ينبغي له أن يتمتع به ما لم يعرض له ما يوجب قطعه من ضر أو مرض لأن تناوله شكرٌ لله واعترافٌ بنعمته والحاجة إليه.
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ وضرب الله مثلًا للذين آمنوا بالله وبرسله أن صلتهم بالكافرين لا تضرّهم، ولا تؤثر فيهم ما داموا مستقيمين على الحق بحال امرأة فرعون حين قالت: يا رب، ابنِ لي بيتًا عندك في الجنة، وسلّمني من جبروت فرعون وسلطانه، ومن أعماله السيئة، وسلّمني من القوم الظالمين لأنفسهم بمتابعتهم له في طغيانه وظلمه. ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ وضرب الله مثلًا للذين آمنوا بالله وبرسله، بحال مريم ابنة عمران التي حفظت فرجها من الزنى، فأمر الله جبريل أن ينفخ فيه، فحملت بقدرة الله بعيسى بن مريم من غير أب، وصدّقت بشرائع الله، وبكتبه المنزلة على رسله، وكانت من المطيعين لله بامتثال أوامره والكفّ عن نواهيه.