باب ما جاء في اللو وقول الله تعالى: يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا [آل عمران:154]، وقوله: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا [آل عمران:168]. في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا، وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان)) [1769] رواه مسلم (2664). قال النووي: (والمراد بالقوة هنا، عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد، وأسرع خروجًا إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة، والصوم، والأذكار، وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها، ومحافظةً عليها، ونحو ذلك) [1770] ((شرح النووي على صحيح مسلم)) (4/2052). - وعن عمرو بن ميمون الأودي قال: كان سعد يعلِّم بنيه هؤلاء الكلمات، كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر، فحدثت به مصعبًا فصدقه)) [1771] رواه البخاري (2822).
- ومنها ما ذكر في الحديث: «فإن لو تفتح عمل الشيطان»: فعلى المسلم أن يتجنب هذه المداخل والأسباب وغيرها حتى لا يدخل عليه الشيطان، وأن يقوي حصونه الداخلية من طاعة الله تعالى، وذكره، وقراءة كتابه، والإكثار من الأعمال الصالحة. أعاذنا الله من الشيطان وشره وكيده ومكره، وجنَّبنا شرور أنفسنا، وأعاننا عليها، إنه سميع قريب. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رواه أبوداود في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، رقم: (5067)، والترمذي في الدعوات، باب منه [دعاء: (اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض.. )]، رقم: (3392). (2) رواه البخاري في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، رقم: (3292)، ومسلم في الرؤيا، باب في كون الرؤيا من الله، وأنها جزء من النبوة، رقم: (1434). مصطفى عبد القادر: لو التي لا تفتح عمل الشيطان. (3) رواه البخاري في بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعب الجبال، رقم: (3303)، ومسلم في الذكر والدعاء، باب استحباب الدعاء عند صياح الديك، رقم: (2729). (4) رواه أحمد في (مسند المكثرين)، رقم: (13913، 14854)، والترمذي في الرضاع، باب [التحذير من ذلك لجريان الشيطان مجرى الدم]، رقم: (1172)، والدارمي في الرقاق، رقم: (2728).
لأنه إذا فكر في ما فاته فقال لو أني فعلت كذا لكان كذا جاءته وساوس الشيطان فلا تزال به حتى يفضي إلى الخسران وهذا هو عمل الشيطان المنهي عن تعاطي أسبابه وليس المراد ترك النطق بـ «لو» مطلقاً.. فإن مثل هذا لا يختلف في جواز إطلاقه وليس فيه فتح لعمل الشيطان ولا ما يفضي إلى تحريم (انتهى كلامه)... من هذا كله نفهم جواز استعمال كلمة لــو وأنها ليست محرمة لذاتها وأن الاستثناء الوحيد هو استعمالها للاعتراض على مشيئة الله مثل قول الكافرين: (وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا)!!.. بقي أن أشير إلى أن كل ما سبق كان «مقدمة» طالت حتى تحولت إلى مقال مستقل (ولا تستغرب ذلك، فمقدمة ابن خلدون طالت حتى غدت أهم من الكتاب ذاته).. ضيق المساحة يجبرني على التوقف والاكتفاء اليوم بتوضيح الفرق بين لـــو كحرف شرط وتمني وبين لــو التي تفتح عمل الشيطان..... في المقال القادم سأخبركم بكيفية استخدام (لــو) لفـتح نوافذ الإبداع وتوليد الأفكار واقتحام مجالات جريئة وغير مسبوقة...
فيجوز إطلاقها لمن جزم بمشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا رأي ابن حجر العسقلاني في الفتح. وإن كان العمل للاستقبال فيجوز ذلك، وهو قول القاضي عياض المالكي ، تقول: لو أتت العطلة الصيفية لحفظت القرآن، أما الماضي فلا يجوز عند القاضي عياض ، لكن سوف يرد عليه أهل العلم برد وهو ما كان فيه مصلحة وفائدة، كان يتحسر عليها ويقول: لو أني استطعت أن أذهب إلى الجهاد لذهبت وفي الحديث: {لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي} فالرسول عليه الصلاة والسلام تحسَّر على أمر فات ومضى. نواصل مع البخاري في صحيحه ثم نأتي إلى المسائل التي في الحديث. قال عطاء: أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء، فخرج عمر رضي الله عنه، فقال: الصلاة يا رسول الله! رقد النساء والصبيان، فخرج ورأسه يقطر يقول: {لولا أن أشق على أمتي -أو على الناس- لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة} الحديث. (لولا) هنا ليست كـ(لو) فإن لو أداة امتناع الشيء لامتناع غيره، تقول: لو أتاني الضيف لأكرمته، فما أكرمته لامتناع مجيئه، لو ذاكر الطالب لنجح، امتنع نجاحه لامتناع مذاكرته. _______________ جزء من محاضرة: ( احرص على ما ينفعك) للشيخ: ( عائض القرني)
اللهم صلي على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلي على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار وصلي على محمد عدد مكاييل البحار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّ هِ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ". رواه مسلم في صحيحه (2664).
ملحق #1 2016/09/18 بالخط العريض منهي عنها ملحق #2 2016/09/19 أبوبكر وجزاكم مثله وبارك فيكم