ما الفرق في مرحلة الكتابة والتدوين بين الفترة الأولى والثانية؟ الفرق بين الفترتين هو أن الفترة الأولى كان يتم التدوين بإعتبار التفسير جزء لا يتجزأ من علم الحديث، بينما الفترة الثانية اعتبر التفسير وتدوينه على انه علم مستقل بذاته لا يخضع لعلم الحديث.
لنقل تفسير الرسول الكريم للقرآن الكريم للمسلمين والصحابة والتابعين. مراحل علم التفسير مر علم التفسير بعدد من المراحل حتى يصل إلينا بشكله المعروف، وقد ساهم في هذه المراحل نُخبة من الصحابة والعلماء الذين بذلوا عظيم الجهد في تفسير أشرف الكتب بشكل سليم وصحيح، وتضمنت هذه المراحل ما يلي: المرحلة الأولى: عصر الرسول الكريم ويُطلق عليها اسم مرحلة نشأة علم التفسير في العصور الأولى والذهبية للإسلام، ولم يكن علم التفسير معروفاً في ذلك الوقت لعدم وجود نص قرآني سابق، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من فسر القرآن ومارس تعليمه إلى المسلمين. فكان الرسول الكريم هو مصدرهم لفهم هذا الكتاب الكريم وتوضيح ما جاء به من معاني ومفاهيم، وكان منهجه في هذا الوقت هو قراءة القرآن على الناس وتوضيح معانيه وألفاظه وكيفية تلاوته أيضاً. ما الفرق في مرحلة الكتابة والتدوين بين الفترة الأولى والثانية. المرحلة الثانية: عصر الصحابة بدأت هذه المرحلة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، وامتدت إلى عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وتم الاعتماد خلالها على ما يُعرف بتفسير القرآن بالقرآن، أو تفسيره بأقوال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وكان دور الصحابة بعد ذلك هو اتباع منهج الرسول في التفسير ليكونوا أول طبقة من المفسرين بتاريخ هذا العلم، ولا نزعم أنهم كانوا جميعاً على علم كامل بعلم التفسير، بل نبغ به البعض أو النخبة منهم.
يوضح أخبار اللاحقين والسابقين من الناس. الهدف منه التعمق في كتاب الله الكريم، ودافعاً لتمسك الناس بكتاب الله الكريم، وقد ورد الدليل على ذلك في قول الله تعالى، (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ). يوضح المقصود من كلام الله سبحانه وتعالى بالمعنى الدقيق الذي ورد في كتابه الحكيم، وفي ذلك رضا من الله عز وجل. يُعتبر علم التفسير من العلوم التي تُهدي الناس إلى طريق الصواب والحق، لأنه يوضح مقاصد كتاب الله العظيم، وهو المنهج الحق الذي يوضح الأحكام والشرائع للناس، ويوضح ما هو سنة وفرض، والذي نزل من خلال الوحي على النبي الكريم. يدعو علم التفسير إلى حث الناس على عبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى وإخلاص النية له وحده بدون شريك. الدليل على أهمية علم التفسير أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كان يهتمون بعلم التفسير وبذلوا الكثير من الجهد لتوضيح معانيه وأسراره وذلك عملاً بقول الله سبحانه وتعالى، (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). تظهر أهمية علم التفسير مع مرور الوقت نتيجة للتقدم العلمي وانشغال الوقت، وبالتالي تزيد الحاجة لكتب متخصصة في التفسير توضح للناس معاني القرآن الكريم بعد ابتعاد الناس عن تعلم علوم اللغة.