فكيف كانت الزكاة طهارة؟ وكيف تتحول هذه النسبة من مال المسلم إلى وسيلة تنظيف وتطهير؟ هذا موضوع خطبتنا اليوم سائلين الله التوفيق. عباد الله: إذا كانت الطهارة هي إزالة الأوساخ، فإن هذه الأوساخ على نوعين: النوع الأول: أوساخ مادية تلوث المكان والثوب والبدن،فهذه قد شرع الإسلام لإزالتها أمورا: منها الوضوء والغسل والنظافة،والصلاة - وهي قرينة الزكاة- لا تصح إلا بطهارة الحدث وهو الوضوء والغسل، وطهارة الخبث وهي إزالة النجاسة عن الثوب والبدن والمكان. النوع الثاني: أوساخ معنوية تلوث الإيمان، وتنجس المعاملات، وتوسخ الأخلاق، وتطبع القلوب، وتكدر النفوس.
وقال ابن القيم: خصائص الجمعة الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية، ولرسوله بالرسالة، وتذكير العباد بأيامه وتحذيرهم من بأسه ونقمته، ووصيتهم بما يقربهم إليه وإلى جناته، ونهيهم عما يقربهم من سخطه وناره، فهذا هو مقصود الخطبة والاجتماع لها". قال شيخ الإسلام وغيره: لا يكفي في الخطبة ذم الدنيا, وذكر الموت, لأنه لا بد من اسم الخطبة عرفاً بما يحرك القلوب ويبعث بها إلى الخير. وذم الدنيا والتحذير منها مما تواصى به منكروا الشرائع, بل لا بد من الحث على الطاعة والزجر عن المعصية والدعوة إلى الله والتذكير بآلائه, وقال: ولا تحصل الخطبة باختصار يفوت به المقصود, وقد طال العهد وخفي نور النبوة على الكثير, فرصّعوا الخطب بالتسجيع والفِقَر وعلم البديع فعدم حظ القلوب منها وفات المقصود بها, وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم. شروط خطبة الجمعة - موضوع. وذكر ابن القيم وغيره أن خطبه صلى الله عليه وسلم إنما كانت تقريراً لأصول الإيمان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه, وذكر الجنة والنار, وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته, وما أعد لأعدائه وأهل معصيته, ودعوة إلى الله وتذكير بآلائه التي تحببه إلى خلقه, وأيامه التي تخوفهم من بأسه, وأمراً بذكره وشكره الذي يحببهم إليه, فيملأ القلوب من خطبته إيماناً وتوحيدا, ومعرفة بالله وآياته وآلائه وأيامه ومحبة لذكره وشكره, فينصرف السامعون وقد أحبوا الله وأحبهم.
بتصرّف. ↑ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425 هـ)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، الرياض: مدار الوطن للنشر، صفحة 251-255. بتصرّف. ↑ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين، شرح أخصر المختصرات ، صفحة 12، جزء 10. بتصرّف.
القول الثاني: أنها ركن فلا بد من اشتمالها على الموعظة، وتحين في ذلك لفظ الوصية بتقوى الله -تعالى-، وبهذا قال الشافعية في وجه عندهم(4) لكن قال عنه النووي: "وهذا ضعيف أو باطل"(5)، وهو المذهب عند الحنابلة، وعليه أكثرهم، وقطع به كثير منهم(6). القول الثالث: أنها سنة، وبهذا قال الحنفية(7) والمالكية (8). الأدلة: أدلة أصحاب القول الأول: أولا: استدلوا على الركنية بأدلة من السنة، والمعقول: فمن السنة: ما جاء في حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خطبتان، يجلس بينهما، يقرأ القرآن، ويذكِّر الناس"(9) (10). فالشاهد من الحديث قوله: "ويذكِّر الناس". أركان خطبة الجمعة وشروطها وسننها. قال النووي: "فيه دليل للشافعي في أنه يشترط في الخطبة الوعظ والقرآن"(11). مناقشة هذا الدليل: يناقش بأن هذا مجرد فعل، والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، بل على الاستحباب، وأن لفظ: (كان... ) لا يدل على المداومة، وإن دل عليها فإنها لا تدل على الوجوب كما تقدم(12). ومن المعقول: أن المقصود من خطبة الجمعة الموعظة، فلا يجوز الإخلال بها(13). ثانيا: واستدلوا على عدم تعين لفظ الوصية بتقوى الله -تعالى- بما يلي: أن الغرض هو الوعظ والحمل على طاعة الله -تعالى- فيكفي ما دل على الموعظة طويلا كان أو قصيرا، كأطيعوا الله وراقبوه، ولا يتعين لفظ التقوى(14).
بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح. ↑ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي، شرح عمدة الفقه ، صفحة 7، جزء 13. بتصرّف. ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 357، جزء 1. بتصرّف. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 177-178، جزء 19. بتصرّف. ↑ عطية بن محمد سالم، شرح بلوغ المرام ، صفحة 1، جزء 97. بتصرّف. ↑ سورة الأحزاب، آية: 56. ↑ سورة آل عمران، آية: 102. ↑ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (1425 هـ)، الصلاة وصفٌ مفصلٌ للصلاة بمقدماتها مقرونةً بالدّليل من الكتاب والسنّة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسُننها من التّكبير حتى التّسليم (الطبعة العاشرة)، الرياض: مدار الوطن للنشر، صفحة 249. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 357-359، جزء 1. بتصرّف. ↑ وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1311-1319، جزء 2.
(15) ذكر هذا الوجه صاحب الجوهر النقي بهامش سنن الكبرى للبيهقي 3/208. (16) ينظر: بدائع الصنائع 1/263، والفتاوى الهندية 1/146، ومراقي الفلاح ص (103). (17) ينظر: الإشراف 1/132، والفواكه الدواني 1/306. (18) ينظر: الإنصاف 2/387، والمبدع 2/158. (19) المغني 3/174. (20) ص (109). (21) ينظر: الحاوي 3/57 - 58، والوجيز 1/63، وحلية العلماء 2/277، والمجموع 4/519، وروضة الطالبين 2/24 - 25، ومغني المحتاج 1/285. (22) ينظر: الهداية لأبي الخطاب 1/52، وشرح الزركشي 2/175، والمغني 3/173 - 174، والفروع 2/109، والمحرر 1/146، والإنصاف 2/387. (23) الاختيارات ص (79 - 80)، ونقله عنه تلميذه ابن مفلح في الفروع 2/109، والمرداوي في الإنصاف 2/387، ونقل -أي المرداوي- عن المجد أنه اختار الصلاة على النبي أو يشهد أنه عبد الله ورسوله، فالواجب عنده ذكر الشهادة للرسول بالرسالة لا لفظ الصلاة. (24) ينظر: مغني المحتاج 1/285، والمغني 3/174، والمبدع 2/158. (25) ينظر: المبدع 2/158. (26) سورة الشرح، الآية رقم (4). (27) هكذا ذكره الزركشي في شرحه 2/175 مستدلا به، وذكره ابن قدامة في المغني 3/174 بمعناه، وقد عزاه الزركشي للخلال في كتاب العلم وكتاب السنة، ولم أعثر عليه فيما بين يدي من كتب السنة، وقد أخرج البيهقي في سننه الكبرى في كتاب الجمعة، باب ما يستدل به على وجوب ذكر النبي في الخطبة 3/209 عن مجاهد في قوله: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) قال: لا أذكر إلا ذكرت أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله".
الحنفيّة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ رُكن الخُطبة ينعقدُ بتحميدةٍ أو تهليلةٍ أو تسبيحةٍ، فالمأمور به مُطلق الذّكر ، سواء كان قليلاً أو كثيراً، وذهب الصاحبان من الحنفيّة إلى أنَّه لا بُدَّ من ذكرٍ طويل حتى تُسمّى خُطبة. وزاد بعضُ الفُقهاء على هذه الأركان، فقال بعضهم: أن يتمَّ رفع الصوت بها، والإرشاد فيها إلى الهَدي الصحيح، والتحذير من البدع والضلالات، [٧] ومَنْ قال بركُنيّة الصلاة على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- استدلَّ بقولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، [٨] وأمّا الوصيّة بالتقوى فجاءت في قولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). [٩] [١٠] سنن خطبة الجمعة تُوجد العديد من السُّنن لخُطبة الجمعة، وهي كما يأتي: [١١] [١٢] الترتيب بين الأركان؛ أي البدء بالحمد والثناء على الله، ثُمّ الصلاة على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ثُمّ الوصيّة بالتقوى، ثُمّ قراءة الآية، ثُمّ الدُعاء للمؤمنين، والدُعاء في الخُطبة الثانيّة لأئمة المُسلمين بالصلاح. وأن تكون الخُطبة على منبرٍ، والصلاة على آل بيت النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وسلام الخطيب على النّاس عند صُعوده، مع الإقبال عليهم بوجهه.
تعتبر التربة في دلتا النيل من أخصب أنواع التربة المعروفة بغناها بالمعادن والأملاح ، وذلك لكثرة الطمي والرواسب التي تتركها في طريقها إلى مصبها في البحر الأبيض المتوسط. في جمهورية مصر العربية ، تتركز غالبية الكثافة السكانية حولها ، والتي تقدر بنحو 95٪ من إجمالي السكان. مما سبق ، علمنا أن نهر النيل ينبع من هضبة البحيرات في أوغندا وتنزانيا وبوروندي. خاصة؛ في كل من بحيرات فيكتوريا وألبرت وثؤلول ، أحد أنهار العالم القديم. من أين ينبع نهر النيل وأين يصب - موضوع. وشهدت ضفافها وواديها ظهور أقدم الحضارات التي أثرت في تاريخ الحضارة الإنسانية عبر الزمن. المصدر:
[٣] وتُسمى المنطقة التي بعد ذلك نيل ألبرت حيث يصل النيل إلى جنوب السودان عند مدينة نيمولي عبر شلالات فولا المُسماه بحر الجبل، ثُم يتقابل مع نهر أسوا، ويمُر بعدها بالسدود التي تتكون من مُستنقعات كثيفة، و يتفرع منه بحر الزراف، ويتصل النيل ببحر الغزال، ويمُر شرقًا حيث يلتقي ببحر الزراف، ثُم نهر السّوباط النّابع من هضبة الحبشة، وبَعد ذلك يُمر شمالًا لمسافة 720 كم، ويُطلق عليه اسم النيل الأبيض في هذة المنطقة، وحتى مُروره بمدينة الخرطوم. [٤] النيل الأزرق ينبُع من بُحيرة تانا في أثيوبيا ، وهو يُوفر المياه العذبة لنهر النيل، لكن هذه المياه تصل في فصل الصّيف فقط خلال هُطول الأمطار الموسميّة علي هضبة الحبشة، يلتقي النيل الأزرق بنهري الرهد والدندر في السودان، ويُسمى أبّاي، بينما يُسمى النيل الأزرق بعد مُروره بالحدود الإثيوبية السودانية لمسافة 1400 كم؛ حتى يلتقي بالنيل الأبيض في الخرطوم، مرورًا بمصر وحتى المَصًب في البحر المُتوسط.