ولا شك في أن فاطمة عليها السلام ما بلغت هذه المرتبة العالية التي لم يبلغها غيرها من نساء الأمة إلا لأنها كانت تتميز بفضائل كثيرة عظيمة ومناقب عالية شريفة لم تحزها غيرها من النساء على مر العصور. فاطمة الزهراء عليها ام. ومن جملة تلك المزايا أنها عليها السلام معصومة من الزلل, والخطأ, والنسيان, والسهو, والغفلة, والجهل, وأنها حجة من حجج الله تعالى, وأن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها, وأن من آذها فقد آذى الله ورسوله, وغير ذلك مما عُلم ثبوته لها من الفضائل المهمة التي دلت عليها أحاديث كثيرة متواترة أو مشهورة. إدراك ليلة القدر بمعرفة قدر فاطمة عليها السلام: قوله عليه السلام: «من عرف قدر فاطمة فقد أدرك ليلة القدر», يدل على أن إدراك ليلة القدر يحصل بمعرفة قدر فاطمة ، وهذه الفقرة لها أحد معنيين: الأول: أن من عرف قدر فاطمة آتاه الله سبحانه وتعالى من الأجر والثواب ما يعطيه لمن أدرك ليلة القدر، فقامها وعبد الله فيها، فحصل على ثواب العبادة الصحيحة في تلك الليلة المباركة التي نص الكتاب العزيز على أن العبادة فيها خير من ألف شهر من العبادة في غيرها. الثاني: أن من آثار معرفة فاطمة عليها السلام ومن بركاتها أدراك ليلة القدر, فإن كل عبد عرف قدرها عليها السلام فإن الله عز وجل يوفقه لكي يدرك ليلة القدر طيلة حياته.
ثمّ قالت(علیها السلام): «اجعلی فراشی وسط البیت»، وعندها ذعرت أسماء وارتعش قلبها، فقد عرفت أنّ الموت قد حلّ بالزهراء(علیها السلام). فصنعت لها ما أرادت، فاضطجعت الزهراء(علیها السلام) على فراشها، واستقبلت القبلة، وأخذت تتلو آیات من الذکر الحكیم حتّى فارقت الروحُ الجسد. ورجع الحسنان(علیهما السلام) إلى الدار فلم یجدا فیها أُمّهما(علیها السلام)، فبادرا یسألان أسماء عن أُمّهما، فقالت: إنّ أُمّکما قد ماتت، فأخبرا بذلک أباکما، وکان هذا الخبر کالصاعقة علیهما. فهرعا(علیهما السلام) مسرعین إلى جثمانها، فوقع علیها الحسن(علیه السلام) وهو یقول: «یا أُمّاه کلّمینی قبل أن تفارق روحی بدنی». احاديث عن فاطمة الزهراء عليها السلام. وألقى الحسین(علیه السلام) نفسه علیها وهو یعجُّ بالبکاء قائلاً: «یا أُمّاه أنا ابنک الحسین، کلّمینی قبل أن ینصدع قلبي». وأخذت أسماء تعزّیهما وتطلب منهما أن یسرعا إلى أبیهما(علیه السلام) فیخبراه، فانطلقا(علیهما السلام) إلى مسجد جدّهما رسول الله(صلى الله علیه وآله) وهما غارقان فی البکاء فأخبراه، فاضطرب الإمام(علیه السلام)، وطفق یقول: «بمن العزاء یا بنت محمّد، کنتُ بکِ أتعزّى، فَفیمَ العزاء من بعدک»؟. تجهیزها(علیها السلام) وعند انتشار نبأ رحیلها(علیها السلام) تجمّع أهل المدینة المنوّرة على باب الإمام علی(علیه السلام) فی انتظار تشییعها(علیها السلام)، فعهد الإمام(علیه السلام) إلى سلمان أن یقول للناس بأنّ مواراتها(علیها السلام) تأخّر هذه العشیة، فتفرّق الناس.
قال أبو الحسن ( عليه السلام): ( إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة). قال الإمام الصادق ( عليه السلام): ( وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الأُولى). 3ـ المباركة: البركة: النماء والسعادة والزيادة ، ولقد بارك الله في السيّدة فاطمة ( عليها السلام) أنواعاً من البركات ، وجعل الخير الكثير في ذرّية رسول الله ( صلى الله عليه وآله) من نسلها ، لظهور بركتها في الدنيا والآخرة. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله): ( يا فاطمة ، ما بعث الله نبياً إلاّ جعل له ذرّية من صلبه ، وجعل ذرّيتي من صلب علي). وفي تفسير قوله تعالى: ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قيل: الكوثر هو كثرة النسل والذرّية ، وقد ظهرت الكثرة في نسله ( صلّى الله عليه وآله) من وُلد فاطمة حتّى لا يحصى عددهم ، واتصل إلى يوم القيامة مددهم. 4ـ الطاهرة: لقد طهرّها الله تعالى عن العادة الشهرية ، وعن كلّ دنس ورجس ، وعن كلّ رذيلة. 1ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام): ( إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد الطاهرة لطهارتها من كلّ دنس ، وطهارتها من كلّ رفث ، وما رأت قط يوماً حمرة ولا نفاساً). مولد فاطمه الزهراء عليها السلام عليكم. 2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام): ( إنّ الله حرّم النساء على علي ما دامت فاطمة حية لأنّها طاهرة لا تحيض).
ربما تُعجب الفتاة بأمها, أو بأختها, أو بعمتها, أو بخالتها, أو بأي امرأة أخرى من النساء المعاصرات أو غيرهن، فتجعلها لها قدوة، وتتأسى بها، فتصنع كما تصنع، وتحاول أن تحاكيها في كل شيء، حتى في لباسها وكلامها وأفعالها الأخرى وغير ذلك. لكن هل نساؤنا اتخذن فاطمة لهن قدوة؟ هل سعت واحدة من نسائنا أو أخواتنا وبناتنا لأن تتأسى بفاطمة في لباسها، أو في خلق من أخلاقها, أو في جانب من جوانب حياتها؟ كثير من الناس يتعاملون مع أهل البيت من منطلق المصلحة والمنفعة, فلا يلجؤون إليهم عليهم السلام ولا يتقربون منهم إلا إذا وقعت لهم مشكلة أو مصيبة, فيتوسلون بأهل البيت عليهم السلام لتخليصهم من هذه الشدة فقط. لقد صار متعارفاً عند النساء في مجتمعنا أن يعملوا سُفَراً للتوسل بأهل البيت عليهم السلام في قضاء حاجاتهن, وهذه السُّفَر أمر جيد في حد ذاته؛ لأنه يوثق الارتباط بين المؤمنات وبين أهل البيت عليهم السلام، لكن إذا كنا نريد أن نوثق الارتباط بأهل البيت أكثر وأكثر، فإن علينا بالدرجة الأساس أن نتقرب إليهم بالتأسي بهم في أخلاقهم وسلوكهم، وفي الأخذ بما جاؤوا به من أحكام وآداب حتى نكون لهم شيعة بحق. معرفة قدر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام - موقع الشيخ علي آل محسن. من أرادت أن تتوسل بسيدة النساء أو بأم البنين عليهما السلام فمن الأفضل - بدلاً من أن تقدم طعاماً - أن تعاهدهما بأن تتأسى بهما في شيء من جوانب حياتهما وفي الأخذ بطريقتهما في تعاملها مع زوجها, أو أبنائها, أو في خدمتها للنساء المؤمنات, وتفانيها في الإسلام وفي غير ذلك من جوانب حياة هاتين المرأتين الجليلتين ، فإن ذلك أدعى لإنجاح التوسل بهما أو بغيرهما من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وبهذا تكون تلك السُّفَر أرقى وأنفع.
هل عرفنا قدر فاطمة سلام الله عليها؟ إذا اتضح ما قلناه نتساءل: هل نحن فعلاً عرفنا قدر فاطمة عليها السلام؟ لا شك في أنا قد أطلعنا على الأحاديث التي أشرنا إليها آنفاً في فضائل سيدة النساء عليها السلام, ولكن هل نكون بذلك قد عرفنا قدر فاطمة أم لا؟ من المعلوم أن المعرفة تنقسم إلى قسمين: 1- معرفة علمية: وهي العلم بأن فاطمة سيدة نساء العالمين, والاطلاع على كثير من فضائلها الأخرى, وهذه المعرفة ربما يشترك فيها من يوالي فاطمة عليها السلام ومن لا يواليها. 2- معرفة وجدانية: وهي المعرفة التي تنفذ إلى وجدانك, وتنفذ إلى شعورك, وتعيش معك، فتشعر بما تعلم به وكأنه متجسد أمام عينك. هذا هو سر فاطمة "عليها السلام ". ولتوضيح الفرق بين المعرفة العلمية والمعرفة الوجدانية بمثال نقول: إن كل واحد منا يعلم أن الله تعالى مطلع على أفعاله ومراقب لسلوكه، ولكن من منا من يشعر بذلك شعوراً يمنعه من اقتراف المعاصي وارتكاب الذنوب، ويشعر فعلاً أنه سبحانه معه أينما كان يراقبه، ويحصي عليه ذنوبه وآثامه؟! ربما يكون أمثال هؤلاء قليلين جدًّا. وهكذا الحال بالنسبة إلى معرفتنا بفضائل سيدة نساء العالمين ، فنحن وإن علمنا بكثير من فضائلها، إلا أن ذلك ربما لم ينفذ إلى وجداننا ويعيش معنا، فلا نتصرف تجاهها بما يتناسب مع معرفتنا بما لها من فضل.
قصيده عبدالله بن عون - YouTube
– العلم إن لم ينفعك لم يضرك. – العلم في الصغر كالنقش على الحجر. – العلم ما نَفَع، ليس العلم ما حُفِظ. – الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب، لأنّ الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه. العلم لا وطن له، أما الفن فله وطن، وكل وطن له فن. قصيدة طلب عون 400 millions. – اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم من ثلاثة أمور: علم، وحال، وفعل. فأما العلم فهو معرفة ضرر الذنوب وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب، فإذا وجدت هذه المعرفة ثار منها حال في القلب، وهي التألم بخوف وفات المحبوب، وهو الندم، وباستيلائه يثور إرادة التوبة وتلافي ما مضى، فالتوبة ترك الذنب في الحال، والعزم على أن لا يعود، وتلافي ما مضى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( الندم توبة)، إذ الندم يكون بعد العلم كما ذكرنا. – العلم كالأرض، لا يمكننا أن نمتلك منه سوى القليل القليل. – من عمل على غير علم، كان ما يفسد أكثر مما يصلح. – من طلب العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال. – طلب العلم شاق ولكن له لذة ومتعة والعلم لا ينال إلّا على جسر من التعب والمشقة ومن لم يتحمل ذل العلم ساعة يتجرع كأس الجهل أبداً. – لن يستطيع العلم الحديث اختراع مهدئ للأعصاب أفضل من الكلمة اللطيفة التي تقال في اللحظة المناسبة.
وبالفعل حققت الحركة انتشاراً عظيماً في أوساط إفريقية؛ مثل: بلاد النيجر، والكنغو، والكامرون، وجهات بحيرة تشاد، وذاع خبر الحركة السنوسية في إفريقية من خلال طريق واداي وبرقو وكانم وأداموا والداهومي وغيرها، وبدأت الدول الأوروبية تشعر بخطر الحركة السنوسية، وشرعت في حبك دسائسها ومؤامراتها وتأليب الدولة العثمانية عليها، لقد صدمت الدول الأوروبية بالنتائج التي حققتها الحركة السنوسية، واشتاطت غضباً وحقداً على الإسلام، وهي ترى قبائل وثنية مثل التبو، والبرقو، والندى تدخل طائعة مختارة في الإسلام. كان الدعاة السنوسيون يعملون بالليل والنهار، والسر والإعلان، ويقطعون المسافات الشاسعة من أجل دعوة الله تعالى، وكان بعضهم يترك أهله وأطفاله في الجغبوب، ذات مرة دخلت السيدة صالحة البسكرية زوجة ابن السنوسي على محمد المهدي، وكان يجلها ويحترمها، وقالت له: إن نساء الإخوان قد سئمن كثرة أسفار أزواجهن، وطول تغيبهم، وعدم استقرارهم، فابتسم وقال: إن الجهاد طويل وشاق، وإن العمل يتطلب الجد، والشيء الذي ينتظرنا وينتظر إخواننا في المستقبل أشق مما هم عليه الان. وكان الإمام المهدي مهتماً بالبناء الداخلي للحركة، ولذلك أشرف بنفسه على إصلاح ذات البين بين القبائل، وكان يرى وحدة الصف والتربية الجهادية مهمة في مواجهة المعارك القادمة ضد الإسلام.
(انتشار الإسلام في القارة الإفريقية، د. حسن إبراهيم، ص 49). واستفادت الحركة السنوسية من هجرة القبائل العربية القديمة في إفريقية، وجددت الصلة معها، ونسقت معها في الدعوة وفي الجهاد ضد فرنسة، ومن أشهر هذه القبائل: أولاد سليمان، أولاد يعقوب، أولاد غنَّام، المحافيظ… وغيرها كثير، وكان قد استقر بعضها في مالي، وتشاد، والنيجر، ونيجيرية، والكاميرون. (جهاد الليبيين ضد فرنسة في الصحراء الكبرى ، محمد القشاط) وتمكن الإمام المهدي من أن يبني علاقات قوية مع الإمارات الإسلامية في واداي، وبرقو، وكانم وغيرها، واختط خطة حكيمة كانت مبنية على الحيطة والحذر من النفوذ الصليبي الأوروبي في إفريقية، ثم عدم التردد في مكافحة هذه الدول إذا جد الجد، كما فعل مع فرنسة. قصيده عبدالله بن عون - YouTube. وواصل المهدي السنوسي سيره في فتح المراكز الإصلاحية، والمدارس القرانية، وبناء المساجد التي اهتمت بنشر الإسلام، وقام بإرسال دعاة ومبشرين بالإسلام، ودين الله، اشتهر منهم العلامة محمد عبد الله السني، والشيخ حمودة المقعاوي، وطاهر الدغماري، وغيرهم كثير. وقام المهدي بتقوية الصِّلات التجارية بين الزوايا وبين مراكز التجارة والأسواق المختلفة، ونتج عن ذلك استتباب الأمن في هذه الربوع وانتشار الطمأنينة، فقد زاد نشاط القوافل وأقدم المسافرون والتجار على قطع الفيافي والصحارى من غير تردد، فظهرت بوادر العمران في الطرق الصحراوية، وأصبح من الميسور على دعاة الحركة أن يصحبوا هذه القوافل وهؤلاء المسافرين والتجار في رحلاتهم وأسفارهم، ويدعوا إلى الإسلام، ويقضوا على الوثنية، ويعطلوا بذلك أعمال التنصير الذي تدعمه الدول الأوروبية في إفريقية.