جزاء التفرقة بين الأبناء خطيرة, وهي من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف عن المنهج الصحيح للشريعة، والصراط المستقيم، والتي تعد من أكبر أسباب العقوق للوالدين، والتي قد تؤدي إلى القتل والعياذ بالله, وهناك ما يشهد لهذا في الواقع، ونراه نصب أعيننا. العدل بين الأبناء في جميع الجوانب، فعلينا أن نعدل بين الأبناء، والبنات في العطية، والعدل بين الأبناء في المعاملة الحسنة، فالمفاضلة تختلف، فمنها المفاضلة في المحبة، والمفاضلة في المعاملة، أو غيرها من صور التفريق بين الأبناء، والتي منعها، وذمها الشرع الحنيف، لما له من الأسباب والعواقب الوخيمة، والجسيمة، وهناك من الآباء والأمهات من لا يعدل بين الأبناء ظلمًا وجورًا، وتعسفًا، فبالطبع هو يقع في الحرام، وإن كان لا يدري.
5-أدلة وجوب المساواة بين الأبناء لقد جاءت الكثير من الآيات، والأحاديث التي تحث علي وجوب العدل بين الأبناء، والتحذير من الحيف، والجور, أو التفريق بين الأبناء في الهبات، أو المعاملة، أو العطايا، أو غيرها من صور التفريق, فعلينا أن نعي مدى المفاسد، والعواقب الوخيمة التي تحدث حال التفرقة بين الأبناء، وهذا ما قد تطرقنا إليه في محورنا السابق من هذا الموضوع, ومن خلال هذا المحور سوف نسرد لكم عددًا من الأدلة، من كتاب ربنا، وسنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – على وجوب العدل بين الأبناء، وجزاء التفرقة بين الأبناء، وحكم العدل بين الأولاد في العطايا المالية، وغيرها من صور وأشكال العدل المختلفة. فمن الكتاب العزيز: 1-قوله – جل وعلا -: " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " النحل 76. 2- قوله – تعالى -: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " النحل 90.
إنّ عدم العدل يُفضي إلى العقوق, فيقول من حُرم العدل: أبي ظلمني وفضّل أخي عليّ ونحو ذلك، فهل ترضى -أيها الأب- ذلك، وأن يتهمك أبناؤك بأنك ظالم، ويتسلل إلى أنفسهم شيء من الكراهية لك، ويزرع الشيطان بذور الشحناء بين أبنائك بسببك، لأنك أعطيت هذا أكثر من هذا أو فضلته عليه، وقد جاءت الشّريعة بسدّ كلّ طريق يوصل إلى الحقد والشَّحْنَاءُ والعداوة والبغضاء بين المسلمين عموما فكيف بالأخ تجاه أخيه وشقيقه؟. فاحرصوا -ياعباد الله- على العدل بين أولادكم، وعدم التمييز بينهم، وإياكم من تفضيل بعضهم على بعض في العطاء، أو في المعاملة، أو في التودد، أو في غيرها من الأمور التي تشعرهم بالتحسس، وتولد بينهم المشاكل والإثارات. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا " [ مسلم (1827)]، فتأملوا في قوله -عليه الصلاة والسلام-: "الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا". صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
وتابع الدكتور محمد عبدالسميع، في الأغلب يقوم الآباء بالتفرقة بين أبنائهم بناءً على أكثر من محك أو سبب، الطفل ذكر أم أنثى، وعلى ذلك يقوم الآباء بالمفاضلة بينهم، الطفل الجميل والأقل جمالاً، المحبوب والأقل تعلقًا بالآخرين، الأبيض والأسمر، والمتفوق في الدراسة والأقل تفوقًا، كل هذه الأسباب من الممكن أن تؤدي إلى تعامل الآباء مع الأبناء بطريقة مميزة عن الآخر قائلاً: كل هذه الأنواع تؤدي إلى استشعار الطفل الذي يتم تفضيل أخيه عليه بالسلبية والانطوائية. وأوضح استشاري الطب السلوكي، أن هناك نوعًا من الآباء يمارسون العكس مع أبنائهم؛ حيث يقومون بتفضيل الابن الأكثر شغبًا أو الأقل جمالاً، وهذا يؤكد أن هناك نوعًا من التناقض الأسري، وعدم التوازن السلوكي في الأسرة بين السلوك المرغوب في اتباعه والسلوك غير المرغوب في اتباعه مع الأبناء. ووجَّه الدكتور محمد عبدالسميع رسالة إلى جميع الآباء أنه إذا كانت لديك محبة أكثر تقع في قلبك لطفل من أبنائك مقارنةً بآخر، فلا بأس أن تستمتع بهذا، لكن احذر أن يكون هذا قابلاً للملاحظة المباشرة من الأبناء؛ لأنه في نهاية الأمر من حق كل طفل في المنزل أن يُعامَل معاملة متساوية مع الآخر من جهة الأب والأم، حتى وإن كان بدينًا، أو ضعيف التحصيل في الدراسة، أو غير ذلك، لا يعطي للأب الحق أن يعامله معاملة أقل من معاملة الآخر؛ لأن هذه الحقوق كانت وما زالت ينص عليها الإسلام في كل زمان ومكان.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا في القول والعمل، إنه المرجو والأمل والله تعالى أعلم.
- الابن: يكون من حق الابن الحصول على معاش والده بشرط ألا يكون قد تخطى 21 عاما باستثناء ما يلى: 1 - الابن العاجز عن الكسب ويثبت العجز عن الكسب بشهادة من الهيئة المعنية بالتأمين الصحي. 2- الطالب بإحدى مراحل التعليم التي تتعدى الليسانس أو البكالوريوس متى توافرت في شأنه الشروط الآتية: - ألا يعمل لدى الغير ولا يزاول مهنة. - عدم بلوغ سن السادسة والعشرين. 3- الابن الحاصل على مؤهل نهائي لا يجاوز مرحلة الليسانس أو البكالوريوس متى توافرت بشأنه الشروط الآتية: - ألا يكون الابن قد التحق بعمل ولم يزاول مهنة. - ألا يكون قد بلغ سن السادسة والعشرين بالنسبة للحاصلين على مؤهل الليسانس أو البكالوريوس وسن الرابعة والعشرين بالنسبة للحاصلين على المؤهلات الأقل.
- يبدأ الطفل الذي عانى من إيثار أخيه عليه بكره هذا الأخ والغيرة منه وحسده على الحنان والرعاية، الأمر الذي يؤدي إلى أن يتمنى مكروهاً لأخيه المفضل لدى والديه، وتنشأ نظرة عدائية ضده وكره ممارس عليه بشكل يومي. - الكثير من حالات التمييز وعدم العدل تنتقل مع الأطفال حتى سن البلوغ، وقد تنعكس على معاملتهم مع أبنائهم مستقبلاً. - كذلك يؤدي الإحساس بالظلم والتمييز إلى الإصابة بأمراض نفسية عديدة، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والوقوع في صراع نفسي. علاج المشكلة لخصت الاخصائية نهى العديل فيما يلي عدة نصائح تساعدك على حل هذه المشكلة في حال وقعتِ بها: - يجب على الوالدين معرفة نفسية الأبناء وما يحتاجون إليه، وذلك من خلال إظهار المحبة لجميع الأبناء. - يجب الاستماع لهم جميعاً دون التمييز بينهم حين يعبروا عن مشاعرهم وحاجاتهم. - يجب عدم الاهتمام كثيراً بالطفل الصغير أمام أخيه الذي يكبره مباشرة، وذلك حتى لا يُفسّر الأمر بأنه نوع من التمييز بينه وبين إخوته. - اعملي على بث روح التعاون والمحبة بين الأطفال، وتكليفهم بمهام جماعية. - ناقشي طفلك في السلبيات التي يقوم بها على انفراد، ولا تقومي بتجريحه أمام أشقائه عند قيامه بخطأ ما.