قال السمرقندي: قوله تعالى: {قَالَ يَا موسى إِنّى اصطفيتك عَلَى الناس برسالاتي} يعني: بنبوتي. قرأ ابن كثير ونافع برسَالَتِي. وقرأ الباقون برسَالاتي بلفظ الجماعة ومعناهما واحد أي: اختصصتك بالنبوة. {وبكلامي} أي بتكلمي معك من غير وحي {فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ} أي: اعمل بما أعطيتك {وَكُنْ مّنَ الشاكرين} لما أعطيتك. وقال القتبي: قوله: {وَأَنَاْ أَوَّلُ المؤمنين} أراد به في زمانه كقوله: {وَأَنّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين} [البقرة: 47]. تفسير فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين – عرباوي نت. اهـ.. قال الثعلبي: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصطفيتك عَلَى الناس بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ} أعطيتك {وَكُنْ مِّنَ الشاكرين} لله سبحانه على نعمه. أخبرنا أبو عمرو أحمد بن أحمد بن حمدون الفراتي. أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن بكير الرازي، حدثنا الحسن بن عليّ بن يحيى بن سلام الإمام، حدثنا أحمد بن حسان بن موسى البلخي. حدثنا أبو عاصم إسماعيل بن عطاء بن قيس الأموي عن أبي حازم المدني عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أعطى الله تعالى موسى الألواح فنظر فيه قال: يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرمها أحدًا قبلي قال: يا موسى إنّي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين، بجد ومحافظة وموت على حب محمد صلى الله عليه وسلم.
نتطلع إلى أسئلتك واقتراحاتك من خلال المشاركة معنا. نأمل أن تقوموا بمشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي Facebook و Twitter باستخدام الأزرار الموجودة أسفل المقال تنويه بخصوص الاجابة علي السؤال المطروح لدينا فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين تفسير اجابة السؤال – السعادة فور ، هو من خلال مصادر ثقافية منوعة وشاملة نجلبه لكم زوارنا الاعزاء لكي يستفيد الجميع من الاجابات، لذلك تابع البوابة الإخبارية والثقافية العربية والتي تغطي أخبار العالم وجميع الاستفهامات والاسئلة المطروحة في المستقبل القريب. #فخذ #ما #آتيتك #وكن #من #الشاكرين #تفسير #اجابة #السؤال #السعادة فور
قال ابن عطية: ثم إن الله تعالى قرر موسى على آلائه عنده على جهة الإخبار وقنعه بها وأمره بالشكر عليها وكأنه قال ولا تتعدها إلى غيرها، واصطفى أصله اصتفى وهو افتعل من صفا يصفو انقلبت التاء طاء لمكان الصاد، ومعناه تخيرتك وخصصتك، ولا تستعمل إلا في الخير والمتن، لا يقال اصطفاه لشر، وقوله: {على الناس} عام والظاهر من الشريعة أن موسى مخصص بالكلام وإن كان قد روي في تكليم الله غيره أشياء بما يشاء من أعظمها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن آدم فقال هو نبي مكلَّم. قال القاضي أبو محمد: إلا أن ذلك قد تأول أنه كان في الجنة فيتحفظ على هذا تخصيص موسى، ويصح أن يكون قوله: {على الناس} عمومًا مطلقًا في مجموع الدرجتين الرسالة والكلام. وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو وعاصم وابن عامر {برسالاتي} على الجمع إذ الذي أرسل به ضروب، وقرأ ابن كثير ونافع {برسالتي} على الإفراد الذي يراد به الجمع وتحل الرسالة هاهنا محل المصدر الذي هو الإرسال، وقرأ جمهور الناس و {بكلامي} ، وقرأ أبو رجاء {برسالتي وبكلمتي} ، وقرأ الأعمش {برسالاتي وبكلمي} ، وحكى عنه المهدوي {وتكليمي} على وزن تفعيلي، وقوله: {فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} تأديب وتقنيع وحمل على جادة السلامة ومثال لكل أحد في حاله، فإن جميع النعم من عنده بمقدار وكل الأمور بمرأى من الله ومسمع.
{وَكُنْ مِّنَ الشاكرين} أي من المظهرين لإحساني إليك وفضلي عليك؛ يقال: دابة شَكُور إذا ظهر عليها من السِّمن فوق ما تُعْطَى من العَلَف. والشاكر معرّض للمزيد كما قال: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]. ويروى أن موسى عليه السلام مكث بعد أن كلمه الله تعالى أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات من نور الله عز وجل. قال الخازن: قوله: {قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي} يعني قال الله تعالى لموسى يا موسى إني اخترتك واتخذتك صفوة. الاصطفاء الاستخلاص من الصفوة والاجتباء والمعنى إني فضلتك واجتبيتك على الناس وفي هذا تسلية لموسى عن منع الرؤية حين طلبها لأن الله تعالى عدد عليه نعمه التي أنعم بها عليه وأمره أن يشتغل بشكرها كأنه قال له إن كنت منعت من الرؤية التي طلبت فقد أعطيتك من النعم العظيمة كذا وكذا فلا يضيقن صدرك بسبب منع الرؤية وانظر إلى سائر أنواع النعم التي خصصتك بها ويه الاصطفاء على الناس برسالاتي وبكلامي يعني من غير واسطة لأن غيره من الرسل منع كلام الله تعالى إلا بواسطة الملك. فإن قلت كيف قال اصطفيتك على الناس برسالاتي مع أن كثيرًا من الأنبياء قد ساواه في الرسالة قلت ذكر العلماء عن هذا السؤال جوابين.
اهـ.. قال أبو السعود: {قَالَ يَا موسى}. استئنافٌ مَسوقٌ لتسليته عليه الصلاة والسلام من عدم الإجابةِ إلى سؤال الرؤيةِ كأنه قيل: إن منعتُك الرؤيةَ فقد أعطيتك من النعم العظامِ ما لم أعْطِ أحدًا من العالمين فاغتنِمْها وثابرْ على شكرها {إِنْى اصطفيتك} أي اخترتُك واتخذتُك صفوةً وآثرتُك {عَلَى الناس} أي المعاصِرين لك. وهارونُ وإن كان نبيًا كان مأمورًا باتباعه وما كان كَليمًا ولا صاحبَ شرعٍ {برسالاتي} أي بأسفار التوراةِ وقرئ {برسالتي وبكلامي} وبتكليمي أياك بغير واسطة {فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ} من شرف النبوةِ والحكمة {وَكُنْ مّنَ الشاكرين} على ما أُعطيت من جلائل النعمِ، قيل: كان سؤالُ الرؤيةِ يوم عرفةَ وإعطاءُ التوراةِ يومَ النحر. قال الألوسي: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي}. {قَالَ يَا موسى} استئناف مسوق لتسليته عليه السلام من عدم الإجابة إلى سؤاله على ما اقتضته الحكمة كأنه قيل: إن منعتك الرؤية فقد أعطيتك من النعم العظام ما أعطيتك فاغتنمه وثابر على شكره {إِنْى اصطفيتك} أي اخترتك وهو افتعال من الصفوة بمعنى الخيار والتأكد للاعتناء بشأن الخبر {عَلَى الناس} الموجودين في زمانك وهذا كما فضل قومه على عالمي زمانهم في قوله سبحانه: {يا بنى إسرائيل اذكروا نِعْمَتِى التي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين} [البقرة: 47] {برسالاتي} أي بأسفار التوراة.
وأخرج آدم بن أبي إياس في كتاب العلم عن ابن مسعود قال: لما قرب الله تعالى موسى نجيًا أبصر في ظل العرض رجلًا فغبطه بمكانه فسأله عنه فلم يخبره باسمه وأخبره بعلمه فقال له: هذا رجل كان لا يحسد الناس على ما أتاهم الله تعالى من فضله، برًا بالوالدين، لا يمشي بالنميمة ثم قال الله تعالى: يا موسى ما جئت تطلب؟ قال: جئت أطلب الهدي يا رب. قال: قد وجدت يا موسى. فقال: رب اغفر لي ما مضى من ذنوبي وما غبر وما بين ذلك وما أنت أعلم به مني وأعوذ بك من وسوسة نفسي وسوء عملي فقيل له: قد كفيت يا موسى. قال: يا رب أي العمل أحب إليك أن أعمله؟ قال: اذكرني يا موسى. قال رب: أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال رب: أي عبادك أغنى؟ قال: الذي يقنع بما يؤتى. قال رب: أي عبادك أفضل؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: رب أي عبادك أعلم؟ قال: الذي يطلب علم الناس إلى علمه لعله يسمع كلمة تدله على هدي أو ترده عن ردي. قال: رب أي عبادك أحب إليك عملًا؟ قال: الذي لا يكذب لسانه، ولا يزني فرجه، ولا يفجر قلبه. قال: رب ثم أي على أثر هذا؟ قال: قلب مؤمن في خلق حسن. قال رب: أي عبادك أبغض إليك؟ قال: قلب كافر في خلق سيء. قال: رب ثم أي على أثر هذا؟ قال: جيفة بالليل بطال بالنهار، وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات.
لقد كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كباقي الخلق في ثوب واحد ولكن تم تكفينه في ثلاثة أثواب. دفن رسول الله ببيته وهو المكان الذي قُبضت به روحه كما قال أبوبكر رضى الله عنه عما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن تاريخ وفاة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو تاريخ فاجعة على المسلمين والصحابة فهو تاريخ فراق أشرف الخلق.
فلما قربت خروج روحه صلى الله عليه واله وسلم قال لعلي عليه السلام ضع راسي في حجرك فقد جاء امر الله تعالى ، فاذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ، ثم وجهني الى القبلة وتول امري وصل علي اول الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي واستعن بالله تعالى. فاخذ علي عليه السلام راسه فوضعه في حجره وفاضت روحه الشريفة في حجر علي بن ابي طالب عليه السلام فاكبت فاطمة عليه تبكي وتندبه ، انا لله وانا اليه راجعون « وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم... » وكان ذلك في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة احدى عشرة من هجرته صلى الله عليه واله وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة ، ولم يحضر دفن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اكثر الناس: لما جرى بين المهاجرين والانصار من التشاجر في امر الخلافة وفي سقيفة بني ساعدة ، ولم يصلي عليه اكثرهم...!!!..................
أما سيدنا أبو بكر رفيق الرسول وثاني اثنين إذ هما بالغار كان أكثر صمودًا من سيدنا عمر فقد خطب في الناس أنه من كان يعبد محمد فإن محمدًا قد مات والله حي لا يموت وتلي أبو بكر قول الله تعالى: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (144) سورة آل عمران. فقد تم نقل ما قال أنس بن مالك رضوان الله عليه في هذا اليوم من شدة حزنه أنه قال فيما معناه أن يوم وفاة النبي كان أكثر الأيام قبحًا بالنسبة له لما حدث من فقد أغلى الخلق وأشرفهم. قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم والمدينة تعج بالمنافقين فكان أكثر ما يشغل المسلمين في ذلك الوقت جمع صفوف الناس على قلب وكلمة واحدة.
تجهيزه(صلى الله عليه وآله) تولّى الإمام علي(عليه السلام) تجهيزه ولم يشاركه أحد فيه، فقام(عليه السلام) بتغسيله وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه، ووقف على حافة قبره قائلاً: «إنّ الصبر لَجَميل إلّا عنك، وإنّ الجزع لَقَبيح إلّا عليك، وإنّ المُصابَ بك لَجَليل، وإِنّه بَعدَكَ لَقليل» (6).
ذكر الشيخ أن من عناصر المحاضرة: نبذة مختصرة عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقائع وخبر وفاته صلى الله عليه وسلم ثم ما يتلو ذلك من وقفات حول هذا الموضوع وقد ألقيت هذه المحاضرة بتاريخ 1427/1/19هـ بجامع الأمير فيصل بن فهد ، ضمن فعاليات ملتقى الدعوة السادس 1427هـ بعنوان: سيرة خاتم المرسلين