الآية الثالثة عشر: قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، في هذه الآية خطاب للبشر، وتذكير لهم بأنهم سواسية، وأن لا فرق بينهم أمام الله إلا ب التقوى. فضل سورة الحجرات لسورة الحجرات فضائل كثيرة، فهي السورة التي أتت لتوجه وترشد المؤمنين إلى الحق والصواب وإلى الفضائل الإيمانية والأخلاقية، فهي تدعو المؤمن للتحلي بالأخلاق الحميدة، ونشر الألفة بين الناس، وتدعوهم إلى الإصرار على مبدأ الأخوة الإسلامية، والسعي إلى التسامح والتفاهم فيما بينهم، دون أن يعلوا صوت واحد على الآخر، مما يؤدي إلى المزيد من المشاحنات والكراهية والخصومة بينهم. من فضائل سورة الحجرات أيضًا أنها تدعو للحرص على الدعوة الحسنة، والنهي عن الظلم، والوقوف مع المظلوم ورد حقه، وعدم المفاضلة بين الناس بناءً على تصنيفات من صنع الانسان، فلا يحاسب الانسان ويفضل على غيره إلا بتقواه ومخافته لله عز وجل. ثواب قراءة سورة الحجرات … – مدرسة أهل البيت عليهم السلام. [١] سبب تسمية السورة بهذا الاسم اختلفت الآراء التي فسرت سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم، فكما ذكرنا من قبل أنها سميت على اسم حجرات الرسول، وهنا نرى من يقول بأنها سميت بهذا الاسم لتأديب مجموعة من الأشخاص الذين نادوا الرسول صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات بصوت مرتفع، والحجرات هي بيوت أمهات المؤمنين زوجات الرسول الكريم، والكلمة مأخوذة من كلمة الحجر ويعني المنع، أما بالنسبة للاسم الثاني وهو الأخلاق، أو الآداب، وهي تمثل الصورة التي يجب على المؤمن أن يكون عليها ويطبقها في المجتمع الإسلامي، إضافة إلى الإرشادات المقدمة إليه لتسهل عليه الأمر.
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قرأ سورة الحجرات في كل ليلة ، أو في كل يوم ، كان من زوار محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر بعدد من أطاع اللّه تعالى وعدد من عصاه عشر مرات ، ومن كتبها وعلقها عليه في قتال أو خصومة أمن خوف ذلك ، وفتح اللّه تعالى على يديه باب كل خير» «2». وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من كتبها وعلقها عليه في قتال أو خصومة ، نصره اللّه تعالى وفتح له باب كل خير» «2». القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحجرات - الآية 8. وقال الإمام الصادق عليه السّلام: «من كتبها وعلقها على المتبوع أمن من شيطانه ولم يعد إليه ، وأمن من كل ما يحذر من الخوف ، والمرأة إذا شربت ماءها درت اللبن بعد إمساكه ، وحفظ جنينها ، وأمنت على نفسها من كل خوف ومحذور بإذن اللّه تعالى» «3». ___________________ (1) ثواب الأعمال ، ص 144. (2-3) تفسير البرهان ، ج 7 ، ص 251.
قال: فليبلغ الشاهد الغائب ".. أخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن درة بنت أبي لهب قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال: " خير الناس أقرؤهم وأتقاهم لله عز وجل وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم ".. أخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بعبده خيراً جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبده شراً جعل فقره بين عينيه ".
[4] جاء جماعة من العرب فقالوا هيا بنا نذهب ونسمع من ذلك الرجل يقصدون رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-)، فإن كان نبيّاً فرحنا به، وإن كان مَلَكا أخَذَنا تحت جناحه. وقد ورد هذا الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قَالَ: "اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ "لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ". [5] قال أبو جبيرة بين الضحاك: فينا بَني سَلِمةَ قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11]، قال: قَدِمَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليس مِنَّا رَجُلٌ إلَّا وله اسْمانِ أو ثلاثةٌ، فجَعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: يا فلانُ، فيقولون: مَهْ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّه يَغضَبُ من هذا الاسمِ، فأُنزِلَتْ هذه الآيةُ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}.