"قصص قصيرة من قلب إفريقيا" مؤلف سردي، صدرت طبعته الثانية عن دار بدوي للنشر والتوزيع في ألمانيا، مستهل السنة الحالية 2022. وقد وقف على إنجازه وإخراجه مؤلفا ورقيا، أعني نقله من الشفوية L'Oralité إلى الكتابة L'Ecriture الكاتبان الأستاذان: عبد الله عثمان التوم ومحمد بدوي مصطفى. ففي الإهداء الذي مهره باسميهما هذان الأخوان، وتقدما به إلى (ملاكه الأصليين والذين حفظوا لنا هذا التراث القيم) كشفا لنا من خلال عبارتهم هذه وما سيليها أن النصوص السردية التي يتشكل منها متن هذا المؤلف تنتمي في الأصل إلى ما يتم تداوله من نصوص حكائية بين عموم ساكنة الشرق الإفريقي، مادام هذان الأخوان المؤلفان ينتميان إلى هذا الصقع الإفريقي المعروف باسم السودان. ومعلوم أن ما يتم تداوله في عموم القارة الإفريقية لا يتوسل عادة سوى اللغات واللهجات المحلية، ولا يتقدم سوى شفويا، وهو ما نستفيده منطبقا على هذه المجموعة من النصوص الحكائية، لا سيما والمؤلفان يقران بجمعهم لها من لدن غيرهم ممن تكفلوا باحتضانها وحفظها مع سردها، ثم نجدهما يسمان هؤلاء (الملاك الأصليين) بأن (جلهم أميون لم يدخلوا عالم الكتابة والقراءة) ص3. في العنوان، الذي تكلل به هذا المجموع الحكائي، اختار المؤلفان اصطلاح (قصص قصيرة) لتعيين النوع الأدبي الذي يرومان أن تنتمي إليه النصوص المشكلة لهذا المتن.
فمثلما تتنوع الخيرات النباتية والحيوانية في هذه القارة، فكذلك تتنوع أشكال التعبير عند الساكنة، إذ تشير الحكايالت إلى أن هذه الشعوب الأفريقية تتوفر على سرود وأغان وممارسات فرجوية خاصة بها، وهذه الفنون تورق وتزهر، مثلما تورق النباتات المتعددة والمختلفة وتتنور كما تتنور الأزاهير والورود، وتثمر كأما أشجار المانجو والجوافة والنخل. وبغاية الوقوف على ما زعمناه دعونا نقرأ نموذجين، هما: (البقرة سوداء) ص9 و(حجوة الذبابة) ص143. الكاتب د. محمد بدوي مصطفى وبروفسير عبد الله التوم قراءة في "قصص قصيرة من قلب أفريقيا" (الجزء الأول)
في الحكايات المذكورة آنفا كانت الجدات هن الساردات، وفي حكاية "الثعلب الوديع" قام بالسرد الجد (… على مسمع ومرأى حفيدته تونا التي تربعت عرشها بجانبه، اتكأت على جنبها الأيسر وغرست راحة يدها اليسرى في خدها وامتطت ساعتئذ براق الحكايات وسبحت تحلق في آفاق قصة جدها…)ص132. وكل هذا يفيد الدلالة على أن الكبار في السن هم من يتكفل بالحكي، وبذلك يقومون بتربية الصغار، فيعلمونهم أولا "حسن الإصغاء"، ألم يوص به أحد البلاغيين ابنه، حين سأله عن أول درجات البلاغة، فالصغار في الحكايات يأتون بصخبهم وتعاركهم، حتى إذا شرع الجد، أو الجدة، في الحكي التزموا الصمت وأحسنوا الإصغاء، وانطلقوا متفاعلين مع ما يحكى، وصائغين أسئلتهم التي تكشف لهفتهم وتعطشهم للمعرفة. إن قراءة متمعنة في نصوص هذا المتن الحكائي تسعف على وضع اليد على الطبيعة الخرافية لهذه الحكايات الأربع عشرة، وتمكن من تأكيد الرسالة التي أراد الأخوان (عبد الله عثمان التوم ومحمد بدوي مصطفى) إبلاغها إلى متلقي متنهما الحكائي هذا. لقد استهدف المؤلفان نقل ما كان يتداول شفويا عند أهلهم خوفا عليه من الضياع والتبدد بسبب النسيان وما تستجلبه الحياة المعاصرة والحديثة من انشغال عما توارثه الأخلاف عن الأسلاف، وبذلك راما تأكيد أن أفريقيا تمتلك ثقافة وحضارة تخصها وتشترك فيها الشعوب التي تعيش فوق ثراها متعايشة، مهما اختلفت إثنياتها وتباينت معتقداتها، ومهما تباعدت أصقاعها وتنوعت أنظمتها وأنساقها السياسية.
وقد أكد المؤلفان نفساهما، عبد الله عثمان التوم ومحمد بدوي مصطفى، هذا الأمر حين سجلا في المقدمة أن (…كليهما مهموم هميم ومضطرم القلب بالحكايات الجادة الأصيلة)، وحين نبها إلى إسهام غيرهما في صياغة وتشكيل بعض نصوص هذا المجموع الحكائي، فقد أوردا في ص 42 أن حكاية "الطفلة آيبا" تمت (بالتعاون مع نورين شرف الدين)، وفي ص 159 ذكرا أن حكاية "أميناتا" جاءت (بالتعاون مع سلمى محمد بدوي)، ثم إن قراءة متمعنة في النصوص الحكائية، التي يتشكل منها هذا المتن، تسعف على وضع اليد على الطبيعة الخرافية لهذه الحكايات الأربع عشرة. بل بدء من التوقف عند بعض عناوين هذه الحكايات يمكن اكتشاف البعد الخرافي الذي تتميز به هذه المجموعة من الحكايات. وإذا نحن تصفحنا عناوين الجزء الأول استوقفتنا العناوين التالية: *الغولة: عنوان الحكاية 05 الممتدة من ص119 إلى ص130. ثم عنوان الحكاية 06 *الثعلب الوديع من ص130 إلى ص142. ثم الحكاية 07 المعنونة *أحجية الذبابة (حجوة أم ضبيبينة) من ص143 إلى ص148. وأخيرا عنوان الحكاية08 *بنات السماء من ص149 إلى ص 157. فقد يكون الوقوف عند هذه العناوين معينا على كشف الطابع الخرافي الذي تتسم به هذه الحكايات، فهل ينحصر هذا الميسم على ما اشتمل عليه الجزء الأول فقط، ولا يطول النصوص التي تكون منها الجزء الثاني؟ لأنه إذا كانت بعض عناوين الجزء الأول قد اشتملت على ذكر كائنات لا وجود لها في الواقع العيني (الغول)، وكائنات ليس من المفروض اتصافها بالصفات والنعوت التي ذكرت بها في الحكاية (الثعلب الوديع والذبابة صاحبة الأحجية)، وهو ما يسمح للقارئ بتبين خرافية حكايات الجزء الأول.
التعليم الإلكتروني يجعل عملية التعلم بأكملها أكثر تسلية تختلف تقنية التعليم الإلكتروني عما اعتاد معظم الطلاب على هذه الأيام تتعلم عبر الإنترنت، ويمكنك التواصل مع الأشخاص في الدردشات والمنتديات، ويمكنك مشاركة تقدمك على وسائل التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك، وبعض الطلاب يعجبهم أكثر بهذه الطريقة ويجد البعض ببساطة هذا التغيير منعش، ويعلم الكثير من المعلمين أنه كلما كانت العملية التعليمية أكثر تنوعا كلما وجدها الطلاب أكثر إثارة للاهتمام، وحتى لو كان ذلك مجرد إضافة إلى التعلم التقليدي فإن هذا قد يكون تغييرا لطيفا. عيوب التعليم الالكتروني التعليم الإلكتروني يعتمد على التكنولوجيا كثيرا على الرغم من أن التعلم الإلكتروني قد يبدو كأداة تعليمية متاحة لأي شخص إلا أنه في الواقع لا، وليس كل الأشخاص يتمتعون بإمكانية وصول مستقرة للإنترنت وأجهزة كمبيوتر قوية بما يكفي لدعم البث عبر الإنترنت، على سبيل المثال قد يمتلك البعض كل التقنيات اللازمة ولكنهم يواجهون صعوبة في استخدامها، وعلى سبيل المثال ايضا قد يجد الطلاب الأكبر سنا صعوبة في إتقان جميع أحدث التقنيات، ومع ذلك يمكن حل هذه المشكلة من خلال تقديم بعض البرامج التعليمية المناسبة لهم.
تؤثر الثورة الرقمية على التعليم أيضا، وتغيير عملية التعلم بأكملها بعدة طرق، ولا تبدو كلمة "التعليم الإلكتروني" غير مألوفة للكثيرين منا هذه الأيام، علاوة على ذلك فإن معظمنا يربطه ليس فقط ب التقدم التكنولوجي ولكن أيضا بالفرص الكبيرة، ولكن هل التعليم الإلكتروني فعال بالفعل كما يبدو أو لا يمكن أن تحل محل التعليم الكلاسيكي (على الأقل في هذه المرحلة). مزايا التعليم الإلكتروني التعليم الإلكتروني يساعد في توفير التكاليف تساعد المؤسسات التعليمية والطلاب على حد سواء، ولا يتعين على الكليات تزويد الطلاب بمساحة للتعلم وبعض المواد الإضافية لتعليمهم، ولا يتعين على الطلاب السفر إلى مكان ما لبناء مهارات جديدة واكتساب معرفة جديدة، وفي حين لا يزال التعليم الإلكتروني يتطلب من المدرسين تسجيل محاضراتهم وإنشاء دورات تدريبية، يمكن استخدام هذه المواد التعليمية لفترة طويلة ويمكن تغييرها بسهولة عند الحاجة، لذلك توفر الكليات الأموال على المدربين والأساتذة أيضا. التعليم الإلكتروني يجعل التعليم متاحا بشكل أكبر بالنسبة لبعض الطلاب القادمين إلى بلد آخر لدراسة شيء مستحيل خاصة إذا كانوا يريدون فقط دراسة دورة معينة بدلا من الحصول على شهادة، ويعمل التعليم الإلكتروني على تبسيط العملية إلى حد كبير، مما يتيح للطلاب من جميع أنحاء العالم إكمال الدورات التدريبية التي أنشأتها أفضل الجامعات في العالم، وهذا يفيد الطلاب الأصليين أيضا مما يتيح لهم التواصل والدراسة مع أشخاص من ثقافات مختلفة، وبالتأكيد هناك كليات تقدم تجربة متعددة الثقافات أيضا، لكنها ليست متنوعة مثل مؤسسات التعليم عبر الإنترنت.
مفهوم التعليم الإلكتروني: أسلوب من أساليب التعليم يعتمد في تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم على تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشكل يتيح له التفاعل النشط مع المحتوى والمعلم والزملاء بصورة متزامنة أو غير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدرته, وإدارة كافة الفعاليات العلمية التعليمية ومتطلباتها بشكل إلكتروني من خلال الأنظمة الإلكترونية المخصصة لذلك. مميزات التعلم الالكتروني: 1- يجعل التعليم أكثر مرونة. 2- يساعد على الاتصال والتعاون والمشاركة بين أعضاء الهيئة التدريسية. 3- يشجع على التعليم التعاوني والعمل الجماعي وعلى ربط جماعات المتعلمين بعضهم بعض. 4- يراعي الفروق الفردية بين الطلبة. 5- يوفر التعليم للأشخاص الذين لاتسمح لهم طبيعة عملهم وظروفهم الخاصة من الالتحاق. 6- تعدد طرق وأساليب التدريس لتلائم الفروق الفردية ونوع المتعلم. 7- تحسين وإثراء مستوى التعليم وتنمية القدرات الفكرية. 8- يتيح الفرصة الكاملة للمتعلم للمناقشة والحوار حيث أن أدوات الاتصال تتيح لكل متعلم فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج. 7 من أهم مزايا التعليم الالكتروني - تعليم جديد. التعليم عن بعد: هو أحد أساليب التعلم الذي تمثل فيه وسائل الاتصال والتواصل المتوفرة دور أساسيا في التغلب على مشكلة المسافات البعيدة التي تفصل بين المعلم والمتعلم بحيث تتيح فرصة التفاعل المشترك، ويوفر هذا الأسلوب فرص التعلم لإعداد كبيرة من الراغبين في التعلم ممن لا يستطيعون التفرغ الكامل للالتحاق بالتعلم النظامي، وقد مر التعليم عن بعد بعدة مراحل كان في بدايتها يستخدم وسائل تقليدية كالبريد والإذاعة وصورته الحالية أنه أصبح شكلا من أشكال التعلم الإلكتروني، حيث تطورت التقنيات المستخدمة فيه إلى تقنيات إلكترونية.
في عام 2015 بلغ حجم سوق التعليم الإلكتروني عالميًا ما يقارب 165 مليار دولار، وهو رقم يُنتظر أن يرتفع خلال السنوات القادمة إلى ما يزيد عن 240 مليار دولار. وتنفق المدارس الخاصة والحكومات المليارات على إدماج الأجهزة التقنية في عملية التعليم داخل الصف المدرسي، حيث يُتوقع أن حجم السوق للفصول الذكية وحدها سيصل إلى حوالي 94 مليار دولار بحلول عام 2020. ويشبه الأمر برمته « حمى الذهب » التي انتابت الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث صار سوق التعليم الإلكتروني جاذبًا لكل أصحاب الأفكار والتكنولوجيات الجديدة، وصارت الحكومات والمؤسسات التعليمية شديدة التنافس على تبني التقنيات الجديدة والتفاخر بإدماجها في فصولها ونظمها؛ مما جعل ذلك السوق يتقدم بمعدل نمو كبير نسبيًا، حيث بلغ معدل نمو سوق التعليم الإلكتروني ما يزيد عن 7% سنويًا. وفي بعض البلدان يزيد هذا المعدل كثيرًا ففي بعض الدول الآسيوية يصل إلى 17% و 16% في بعض دول أمريكا اللاتينية. ومع كل هذا العمل الدؤوب والنداءات المتصاعدة بتحويل الدراسة إلى نشاط إلكتروني بحت، ظهرت موجة من المعارضات للإسراف في استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء التعليم.