في نهاية مقال ما هو لقب خديجه زوجة الرسول تعرفنا على سيرة حياة السيدة خديجة وعلى لقب السيدة خديجة وكنيتها وتعرفنا على قصة حياة السيدة خديجة كاملة بشكل مختصر، وتعرفنا على صفات السيدة خديجة وعلى أزواج خديجة بنت خويلد وأولادها قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
إنها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمة، قال الذهبي- رحمه الله -: "كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، حتى إن عائشة كانت تقول: "ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة من كثرة ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - لها" [1]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أَتَى جِبرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "يَا رَسُول الله: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ، مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا، وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ" [2]. والقصب: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، والصخب: اختلاط الأصوات، والنصب: التعب. لقب خديجه رضي الله عنها بنت. قال السهيلي: "وإنما بشرها ببيت في الجنة من قصب - يعني قصب اللؤلؤ - لأنها حازت قصب السبق إلى الإيمان، لا صخب فيه ولا نصب؛ لأنها لم ترفع صوتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تتعبه يوماً من الدهر، فلم تصخب عليه يوماً ولا آذته أبداً" [3].
البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، (3732). [3] مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا وإنه يأرز بين المسجدين، (145) عن أبي هريرة رضي الله عنه، والترمذي (2629)، وابن ماجه (3986)، وأحمد (3784). [4] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، واللفظ له، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (161).
الصَّبر على الأذى ونصرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فالسيدة خديجة هي المرأة العاقلة لم تتزعزع ثقتها برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا بدعوته التي كانت سببًا لحقد بعض من أهله عليه وإيذائهما في تطليق بناتهما، بل كان عاقبة صبرها ودعائها أن أبدلهما الله بأزواجٍ أكثر خُلُقا وغنىً، ولا يمكن نسيان رضاءها واحتسابها وثباتها في محنة الحصار في الشعب ودعمها المستمر للإسلام والمسلمين.