تاريخ النشر: الأربعاء 15 صفر 1443 هـ - 22-9-2021 م التقييم: رقم الفتوى: 447679 1269 0 السؤال ما هي حقوق الأقارب؟ وما هي حقوق الجار؟ إن قابلت جاري ألقيت السلام، وإن كانت امرأة في أغلب الأحوال لا ألقي السلام. فهل مجرد عدم أذية الجار حتى وإن لم ألق السلام حتى على الجيران الرجال؟ هل إن اكتفيت بأني لا أؤذي أحدا من الجيران أكون آثما؟ ما هي حقوق المسلم على المسلم والمسلمة؟ ما هي حقوق المسلم على الكافر؟ أرجو ذكر الحقوق التي بتركها يأثم الشخص في حق الأشخاص الذين ذكرتهم من قبل. والأمور التي لا يأثم الشخص بتركها. فأرجو الفصل بين الواجب والمستحب. أرجو الإجابة، وجزاكم الله خيرا، فقد استفدت منكم الكثير الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فراجع في الواجب والمستحب من حقوق الجار الفتوى: 440338. وفي حد الرحم الواجب صلتها، وحد الصلة الفتوى: 123691. فضل كف الأذى عن الناس - إسلام ويب - مركز الفتوى. وفي حقوق المسلم الفتوى: 115407. وفي حكم إلقاء السلام والرد عليه الفتوى: 22278. وفي حكم إلقاء السلام على المرأة الأجنبية الفتويين: 6158 ، 362218. ونعتذر للسائل عن استقصاء ذلك، وعن التفصيل الفقهي بين الواجب والمستحب من هذه الحقوق، فضلا عن بقية ما ذكر في السؤال.
بعض الناس يتساءل هل الصبر على أذى الناس ضعف في الشخصية؟، بالطبع لا فالله تعالى أمر المسلمين بالصبر، وقال والكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس، فالصبر قوة لا يقدر عليها إلا ذوي العزم. أنواع الأذى في الإسلام هناك العديد من أنواع الأذى التي يمكن أن يلق بها المرء بأخيه، ويجب أن يعرفها كل شخص ويمتنع عن فعلها حتى لا يكون فاسد في الأرض مؤذي لغيره ظالم لعباد الله، وتتمثل أنواع الأذى في الحديث الكريم الذي حرم الرسول كل هذه الأفعال التي وردت فيه، إذ يقول"لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذُله.
الأذى هو فعل ما يكره الإنسان ويشعره بالضيق أو الدونية، وهو إيصال المكروه إلى شخص لا يستحق ذلك، بمعنى أن يتسبب شخص في ضرر لشخص أخر، أو يؤذيه في ماله أو بيته أو حياته، كما أن الأذى قد يكون لفظاً أو فعلاً أو مكيدة، فأي نوع من أنواع الأذى محرم ومكروه. فالله تعالى طيب لا يقبل غلا طيبن وكل فعل يقوم به الإنسان تسجله عليه الملائكة، لذا يجب أن ينظر المرء ما يفعل، وما يقترف من أفعال وذنوب، ولا أسوأ من بث الحزن والغم في قلب مؤمن أو مسلم أو شخص من أهل الكتاب أو أي مخلوق من مخلوقات الله حتى الحيوانات يجب معاملتها برفق ولين، فكف الأذى هو منع الأذى عن الناس، وعدم السماح بالمساس بحياتهم أو تخويفهم أو فزعهم، فكلما حاول الإنسان أن يبعد الأذى عن غيره رزقه الله من فضله وكان جزائه في النهاية الجنة. فضل كف الأذى عن الناس من فضل كف الأذى عن الناس أنه عبادة مهمة يجازى المرء عليها خيراً، وقد ينال الجنة جراء إنه منع الأذى وكفه عن غيره، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز" قَوْلٌ َّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيم" معنى ذلك أن القول الطيب أجمل من الصدقة عند الله عز وجل [5].
من أروع قصص التوبة التي يمكن أن تسمعها قصة مالك بن دينار ، وهو رجل من التابعين كان يحيا حياة السكر والعربدة ، حتى مر بمحنة كبيرة وتحولت حياته من نقيض إلى نقيض بفضل طفلة وهبها الله له فغيرت له الكون وأذاقته طعم النعيم ، وأصبح بفضل عطية الله رجلًا من أهل الجنة كما جاء في حلمه ، وللقصة بداية سأقصها عليكم. قصة مالك بن دينار: بعد توبة مالك بن دينار ، أخذ يحكي قصته ، ويرددها على مسامع الحاضرين ، لعله يوجد من بينهم من يجد فيها العبرة ، وتكون سبب لهدايته ، ويقول فيها: لقد اشتريت جارية بجمال فتان ، وأنجبت منها طفلة كانت هي النعيم. وكنت حينها أعاقر الخمر ، ولا أتركه من يدي ، وعندما شبت ابنتي قليلًا بدأت تلاعبني ، وكلما أمسكت كأس الخمر أسقطته من يدي كأنها تقول لي: أبي لا تشرب ،وظلت على هذا الحال معي حتى جعلتني أترك الخمر من أجلها ، وصارت هي لهوي وفرحي ، فكان ضحكها بالنسبة لي هو السعادة بعين ذاتها ، حتى قدر الله أن تفارقني ، وترحل إلى بارئها. فغضبت بعدها غضبًا شديدًا ، وحزنت أحر الحزن على فقدها ، وعدت إلى الخمر ، وكل أشكال الفتن ، وما وجدت فاحشة إلا وفعلتها حتى جاءت ليلة النصف من شعبان حدث ما لم أكن أتخليه ، ومن يومها تركت الخمر ، وابتعدت عن معصية الله.
حكمــــــة قال مالك بن دينار رحمه الله: كفى بالمرء شرًا أن لا يكون صالحًا ويقعَ في الصالحين. قال مالك بن دينار رحمه الله: اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع. قال مالك بن دينار: إن العالم إذا لم يعمل زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا. (القطر: المطر، الصفا: الحجر الأملس) كان مالك بن دينار يقول: من لم يأنس بحديث الله عن حديث المخلوقين ، فقد قل علمه، وعمي قلبه، وضيع أمره. قال مالك بن دينار رحمه الله: جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم. مر والي البصرة بمالك بن دينار يرفل فصاح به مالك: أقل من مشيتك هذه فهم خدمه به. فقال: دعوه، ما أراك تعرفني. فقال له مالك: ومن أعرف بك مني، أما أولك فنطفة مذرة وأما آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة. فنكس الوالي رأسه ومشى. قال مالك بن دينار رحمه الله: من غلب شهوات الدنيا فذلك الذي يفرق الشيطان من ظله. قال مالك بن دينار رحمه الله: لا يصطلح المؤمن والمنافق حتى يصطلح الذئب والحمل. كان مالك بن دينار يبكي ويبكي أصحابه ، ويقول في خلال بكائه: « اصبروا على طاعته ، فإنما هو صبر قليل وغنم طويل ، والأمر أعجل من ذلك » قال مالك بن دينار رحمه الله: أقسم لكم لو نبت للمنافقين أذناب ما وجد المؤمنون أرضا يمشون عليها.
وفي هذا الباب: حدث المغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار أنه قال: يموت مالك بن دينار وأنا معه في الدار ولا أدري ما عمله. قال: فصليت العشاء الآخرة ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون الليل. قال: وجاء مالك فقرب رغيفه فأكل ثم قام إلى آخر الصلاة، فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: «إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار» فو الله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلاً ويؤخر أخرى يقول: «يارب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرّم شيبة مالك بن دينار على النار» فما زال كذلك حتى طلع الفجر. ومن وصاياه قوله: «إن من الناس ناساً إذا لقوا القراء ضربوا معهم بسهم، وإذا لقوا الجبابرة وأبناء الدنيا أخذوا معهم بسهم، فكونوا من قراء الرحمن بارك الله فيكم».
موقف الوفاة عن عمارة بن زادان أن مالك بن دينار لما حضره الموت قال: لولا أني أكره أن أصنع شيئًا لم يصنعه أحد كان قبلي؛ لأوصيت أهلي إذا أنا مت أن يقيدوني وأن تجمعوا يدي إلى عنقي فينطلق بي على تلك الحال حتى أدفن كما يصنع بالعبد الآبق. لما مات ما وجدوا في بيته شيئًا إلا خلق قطيفة وسندانة، ومطهرة وقطعة بارية. وفاته مات مالك بن دينار سنة سبع وعشرين ومائة. وقال يحيى: مات قبل الطاعون وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين وقال خليفة بن خياط وغير واحد: مات سنة ثلاثين ومائة استشهد به البخاري في الصحيح. المصادر رواة التهذيبيين - سير أعلام النبلاء - الدر المنثور - حلية الأولياء - شعب الإيمان - الرضا عن الله بقضائه - الرقة والبكاء - إحياء علوم الدين - تفسير القرطبي - المتمنين - التهجد وقيام الليل - الرقة والبكاء - الهواتف - الكشاف - وفيات الأعيان - كرامات الأولياء - مجابوا الدعوة - العقوبات - فتح القدير - تفسير البغوي - الهم والحزن - العقل وفضله - تلبيس إبليس - التوابين - محاسبة النفس - الفرج بعد الشدة - المحتضرين تهذيب الكمال.
الحمد لله. أولا: مالك بن دينار ، أبو يحيى البصري ، الزاهد ، كان أبوه من سبي سجستان. وقيل: كان كابليا. مولى امرأة من بني ناجية من بني سامة بن لؤي ، ويقال: مولى خلاس بن عمرو بن المنذر بن عصر بن أصبح بن عبد الله. كان عالما زاهدًا كثير الورع ، قنوعًا لا يأكل إلا من كسبه ، وكان يكتب المصاحف بالأجرة. وروي عنه أنه قال: قرأت في التوراة: أن الذي يعمل بيده ؛ طوبى لمحياه، ومماته. وكان يومًا في مجلس وقد قص فيه قاص ، فبكى القوم ، ثم ما كان بأوشك ما أن أتوا برؤوس، فجعلوا يأكلون منها ، فقيل لمالك: كل. فقال: إنما يأكل الرؤوس من بكى ، وأنا لم أبك ، فلم يأكل. ويقال: إنه أقام أربعين سنة لا يأكل من رطب البصرة، ولا من تمرها، وإنه وقع حريق بالبصرة، فقال شباب الحي: بيت أبي يحيى مالك بن دينار ، فخرج من منزله متزرا ببارية وبيده مصحف وقال: فاز- أو نجا -المُخِفُّون. مات رحمه الله سنة سبع وعشرين ومئة. وينظر ترجمته في: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (56/ 393) ، "وفيات الأعيان" (4/ 139)، "قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر" (2/ 92)، "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (27/ 137)، "سير أعلام النبلاء" (5/ 362). ثانيا: القصة المشار إليها ذكرها ابن قدامة في "كتاب التوابين" (ص: 124) ، فقال: وروي عن مالك بن دينار ، أنه سئل عن سبب توبته فقال: " كنت شرطيًا ، وكنت منهمكا على شرب الخمر ، ثم إنني اشتريت جارية نفيسة ، ووقعت مني أحسن موقع ، فولدت لي بنتا ، فشغفت بها ، فلما دبت على الأرض ازدادت في قلبي حبا ، وألفتني وألفتها.