الحنّان المنّان –سبحانه- لا يحبّ أن يرى عبده يبتعد عنه ويقترب من عدوّه إبليس، لذلك يبتليه ويعاقبه ليُقربه إليه، وليرى دموعه ويسمع اعتذاره، ويرى ضعفه وفقره وحاجته.. ولهذا قد يعاقب الرّؤوف الرّحيم سبحانه عبدا يحبّه، ولا يعاقب عبدا آخر من عباده لا يحبّه، فها هو سبحانه قد ابتلى نبيا من أنبيائه، يونس عليه السّلام، ولم يعاقب قوم يونس الذين عصوا وأصرّوا، ولذلك لا يجوز أبدا أن ننظر إلى البلاء الذي ينزل بعبد من عباد الله على أنّه دليل على غضب الله عليه أو مقته له، يقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" (متّفق عليه).
يحرص المسلمون في كل أنحاء العالم على الدعاء باستمرار خصوصا يوم الجمعة، وفيه أوقات استجابة للدعاء. ويتضرع المسلمون إلى الله بشكل كبير خلال هذه الفترة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، أملا في أن يرفع الله البلاء. وقالت الأزهر الشريف، إنه على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ في هذه الأيامِ الإكثارُ مِن دعوةِ سيِّدنا يونسَ عليه السَّلامُ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87، 88]. ويقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «دعوةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعا بها وهُو في بَطْنِ الحُوتِ: لَا إلَهَ إلَّا أنت سبحانَكَ إني كنتُ من الظَّالمينَ. دعاء يونس في بطن الحوت مكتوب – زيادة. لَم يَدْعُ بها رَجُلٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَه». أخرجَه أحمدُ والتِّرمذيُّ.
توبة قوم يونس عليه السلام بعدما ترك يونس القرية بدأ يظهر غضب الله على أهلها، قد بدأت السماء في السواد، ومليء الدخان القرية، وحينها علم أهل القرية أن عذاب الله قد حل بهم، وأسرعوا باحثين عن يونس عليه السلام لكي يدلهم على التوبة إلى الله، ولكنهم لم يجودنه، فذهبوا إلى شيخ كبير في القرية لكي يدلهم على طريق الرجوع إلى لله ليرفع عنهم البلاء، فقد جمعوا أنفسهم وأطفالهم ليتوسلوا إلى الله ليرضى عنهم بعد كل تلك السنين التي عارضوا فيها وأعترضوا على دهوة يونس عليه السلام. إقرأ أيضًا: دعاء طلب الحاجة وصيغة دعاء قضاء الحاجة وكيفية الدعاء للحاجة لله تعالى يونس عليه السلام عندما ترك قومه وفي هذا الوقت كان يونس عله السلام في سفينة مع قومًا آخرين ولم يشهد هذا الحدث العظيم، وعندما وصلت تلك السفينه بهم إلى نصف البحر خلت بهم السفينة وكادت أن تغرق، وكان لابد أن يخخفوا من حملها ووصلوا إلى أن أحدهم عليه ان يقفز من السنفية، وأقاموا القرع إلى أن وقع الاختيار على سيدنا يونس عليه السلام، ولكنهم كانوا يرون أنه رجلًا صالح، فككروا تلك القرعة ثلاث مرات وكانت النتيجة في كل مرة تقع على يونس عليه السلام لكي يلقي بنفسه إلى البحر.