الجمعة 22 أبريل 2022 - 12:02 GMT آخر تحديث: الجمعة 22 أبريل 2022 - 04:37 GMT قراؤنا من مستخدمي فيسبوك يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال صفحتنا على فيسبوك إضغط هنا للإشتراك قد يفاجئ عنوان مقالنا لهذا الأسبوع القراء الكرام، وقد لا يعرف بعضهم من هو قس بن ساعدة، ومن ثم قد يقول من يعرفه ما لقس بن ساعدة، واحد من أشهر حكماء العرب قبل مقدم الإسلام في درء فتنة في السويد؟ كان قس بن ساعدة من أكبر خطباء وحكماء العرب، كان من قبيلة إياد، ولهذا لقب بالإيادي. سيرته وحكمه وخطبه كانت على لسان العرب، وتثني كتب التراث عليه وتنسب له حكما كثيرة وأساليب لغوية سبكها لأول مرة وما زالت معنا مثل استهلال الخطب أو الرسائل بالعبارة الرائجة حتى يومنا هذا وهي "أما بعد"، وكان قس بن ساعدة أسقفا لنجران. والأسقف رتبة دينية رفيعة لرجال الكنيسة. بعض القبائل العربية الكبيرة كانت قد تنصرت في الجاهلية، وبعد فجر الإسلام، منها من بقي على دينه ومنها من أسلم. نصرانية قس بن ساعدة ورتبته الدينية الرفيعة لم تنل من مكانته لدى العرب ولدى أشرفهم وأرفعهم شأنا وهو الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حيث ينقل المؤرخون أحاديث وأقوالا شريفة تشيد بخطيب العرب وحكيمهم في الجاهلية.
وآيات في إثر آيات ، وأموات بعد أموات. ضوء وظلام ، وليال وأيام ؛ وغني وفقير ، وشقي وسعيد ، ومحسن ومسيء. أين الأرباب الفعلة ؟ ليصلحن كل عامل عمله. كلا ، بل هو الله واحد ، ليس بمولود ولا والد ؛ أعاد وأبدى ، وإليه المآب غدا. أما بعد ؛ يا معشر إياد ؛ أين ثمود وعاد ؟ وأين الآباء والأجداد ؟ أين الحسن الذي لم يشكر ؟ أين الظلم الذي لم ينقم ؟ كلا ورب الكعبة ليعودن ما بدا ، ولئن ذهب يوم ليعودن يوم. قال: وهو قس بن ساعدة بن حذاق بن ذهل بن إياد بن نزار. أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية. وأول من توكأ على عصا. وأول من تكلم بـ " أما بعد ".
صحيح أن الأغلبية الساحقة من الشعب السويدي الذي يصل تعداده إلى نحو عشرة ملايين نسمة لا يمارسون أي طقوس دينية ولا يرتادون الكنائس، إلا أن الناس هنا تكن احتراما كبيرا للكنيسة ويدفعون الضرائب لها دون إكراه عالمنا بحاجة إلى أمثال هولرتز، رجل الدين السويدي الذي هزم عتاة المتطرفين في السويد بقرعة ناقوسه وذكرني هولرتز بأسقف نجران قس بن ساعدة الإيادي الذي كانت خطبه وهو متكئ على عصاه أو ظهر ناقته تهز سوق عكاظ وهو يخطب في الناس ويقول: "أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا"
تاريخ النشر: 23/01/2010 الناشر: منشورات الجمل النوع: ورقي غلاف عادي توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه) نبذة نيل وفرات: يسلط الدكتور "أحمد الربيعي" الأضواء على موضوع هام كان يشكل أهمية ذات دلالة في العصر الجاهلي، وهي "الخطابة" ومستواها الفني ومنزلة الخطيب وذلك نظراً لما كان يتمتع به الخطيب من أهمية عند العرب فقد كان يدعي الحرب أو للصلح، ويترأس الوفود من وفادة قومه على الملوك والأمراء عند ملاقاتهم... ملوك الأمم المجاورة، فضلاً عن التشادق بمآثرهم إلى آخر ذلك. من هنا تأتي أهمية الكتاب الذي بين يدينا "قس بن ساعدة الأيادي: حياته، خطبه، شعره"، كون قس بن ساعدة الإيادي واحداً من أقدم خطباء العرب في الفترة بن عيسى عليه السلام 33م، ومحمد صلى الله عليه وسلم 570م/11هـ، والذي خلدته خطابته الفنية بحملها القصيرة المسجوعة، ذات الكلمات الموزونة الخلابة التي اشتهر بها في الأسواق الموسمية حتى صار اسمه علماً عليها ومضرب المثل فيها. ونظراً للمنزلة الأدبية والدينية التي كان عليها قس بن ساهدة الأيادي وما كتب ونقل عنه، واختلاف ما روي عنه والتشكيك فيه من قبل القدماء والمعاصرين والمستشرقون.. دأب الباحث إلى جمع ما وقع عليه من أخبار قس في هذا الكتاب الفريد بأخباره وأسلوبه الأدبي الرفيع.
[٥] ما أهم مضامين خطبة قس بن ساعدة؟ لقد احتوت خطبة قس بن ساعدة على مواضيع كثيرة سبق بها قس أهل عصره، ومن ذلك: [٦] حتمية الموت: يؤكّد قس بن ساعدة أنّ الموت آتٍ ولا فرار منه، ويذكر ذلك في أكثر من جملة يريد من خلالها تأكيد هذا الأمر باستعمال أكثر من أسلوب بلاغي واحد، فيقول: "مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ" ، وهذا التأكي ينبع من عقيدته الإيمانية التي كان يعتنقها. الدعوة إلى التفكر والتأمل: وذلك سبيل إلى إقناع المُخاطَب بما يريد الخطيب إيصاله من رسائل، فاستعمل هنا الجمل الإنشائية تارة والجمل الخبرية تارة أخرى إذا أراد أن يلفت نظر الجمهور إلى حقيقة قاطعة، مثلًا يقول: "ليلٌ داجٍ، ونهارٌ ساجٍ، وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ"، ويقول: "إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَرًا". التنبيه إلى فكرة الغاية من الخلق: كانت العرب في الجاهلية تقول أرحام تدفع وأرض تبلع، فلم يؤمنوا بمسألة البعث بعد الموت، فأراد قسّ لفت نظرهم إلى مسألة الإيمان بأديان الله تعالى ، وبخاصة أنّه ألقى خطبته في شهر حرام، فيقول: "أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَمْرِ رِضًى لَيَكُونَنَّ سُخْطٌ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونَ، أَرَضُوا فَأَقَامُوا؟ أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟".