ثم أسهب الشيخ رحمه الله في شرحه للحديث قائلا: نعم أمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء. طلب الدعاء من الغير. لكن هذا خاص به؛ لأنه كان رجلا بارا بأمه، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة. ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلب أحد من أحد أن يدعو له، مع أن هناك من هو أفضل من أويس؛ فأبوبكر أفضل من أويس بلاشك، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة، وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحدا أن يطلب الدعاء من أحد. فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلا صالحا، وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين، أما إذا كان الدعاء عاما، يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام، كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك، فلا بأس؛ لأن هذا لمصلحة غيرك، كما لو سألت المال للفقير، فإنك لا تلام على هذا ولا تذم. وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته، يسألونه أن يدعو الله لهم، كما قال الرجل حيث حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقام عكاشة بن محصن قال: ادع الله أن أكون منهم، قال " أنت منهم" ثم قام رجل آخر، فقال صلى الله عليه وسلم:" سبقك بها عكاشة".
نعم، أمر النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مَن رأى أُويسًا القَرَْني -أو القَرَْني- أن يَطلب منه الدُّعاء، لكن هذا خاص به؛ لأنه كان رجلًا بارًّا بأمِّه، وأراد الله -سُبحانه وتَعالى- أن يَرفع ذِكرَه في هذه الدُّنيا قبل جزاء الآخرة. ولهذا لم يأمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-بأن يَطلب أحدٌ مِن أحد أن يدعوَ له -مع أن هناك مَن هو أفضل مِن أويس-؛ فأبو بكر أفضل مِن أويس -بلا شكٍّ-، وغيره من الصَّحابة أفضل منه -مِن حيث الصُّحبة-، وما أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أحدًا أن يطلب الدُّعاء مِن أحد. طلب الدعاء من الغير - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية. فالصَّواب: أنه لا ينبغي أن يطلب أحدٌ الدُّعاء من غيره -ولو كان رجلًا صالِحًا-؛ وذلك لأن هذا ليس مِن هدي النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ولا مِن هدي خلفائه الرَّاشدين. أمَّا إذا كان الدُّعاء عامًّا ؛ يعني: تريد أن تطلب مِن هذا الرَّجل الصَّالح أن يدعو بدُعاء عامٍّ؛ كأنَّ تطلب منه أن يدعو الله بالغيث، أو يرفع الفتن عن النَّاس، أو ما شابه ذلك؛ فلا بأس؛ لأنَّ هذا لمصلحة غيرِك، كما لو سألتَ المال للفقير؛ فإنك لا تُلام على هذا ولا تُذم. وكذلك النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: فإن سؤال الصَّحابة له مِن خصوصياته؛ يَسألونه أن يدعو اللهَ لهم، كما قال الرَّجل حين حدَّث النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن السَّبعين ألفًا الذين يَدخلون الجنَّة بغير حساب ولا عذاب، فقام عكاشة بن محصن، قال: ادعُ الله أن يجعلني منهم.
فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء أما غيره فلا. نعم لو أراد الإنسان أن يسأل غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير، يعني تريد أن يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه، أو أن الله تعالى يستجيب دعوته، لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله، فالأعمال بالنيات، فهذا لم ينو لمصلحة نفسه خاصة بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء، فالأعمال بالنيات.
ادع الله لنفسك؛ لأن دعاءك الله عبادة، سواء أجابك أو لم يجبك، ودعاؤك لربك صلة بينك وبينه، فألح على الله بالدعاء بدل أن تقول لشخص من الناس ادع الله لي، وحديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله له: ( لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك) حديث ضعيف. الشيخ محمد بن صالح العثيمين
لا نستطيع إدراك عظيم الخير الذي أسداه إلينا من سبقنا بالإيمان، ولا نستطيع تأدية ثمنه، فهم الجسر الذي عبْرهم وصلنا ما وصلنا من ميراث النبوة إيمانا وعلما وعملا وسلوكا وجهادا. ولما عز علينا القيام بتأدية ثمنه علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تعويض ذلك بالدعاء. دعاء نرد به الجميل وفي نفس الوقت يربطنا بموكبهم النوراني الجهادي. يقول الله عزوجل يعلمنا هذا الدعاء: ﴿ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوفٌ رحيم﴾. ماحكم طلب الدعاء من الغير ..! - هوامير البورصة السعودية. أخرج أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الميت في قبره مثل الغريق يتعلق بكل شيء، ينتظر دعوة من ولد، أو والد، أو أم، أو أخ، أو قريب". وإنه ليدخل على قبور الأموات من دعاء الأحياء من الأنوار مثل الجبال. ينبغي لكل مؤمن -والأفضل وقت السحر عندما ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا يدعونا هل من تائب وسائل-أن يفتح دعاءه الرابط بالفاتحة ثم يستغفر الله لذنبه، ويسأله لنفسه ووالديه وأهله وولده وذوي رحمه خير الدنيا والآخرة، ويصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنبياء الله ورسله.