ماهي معركة داحس والغبراء
- قال أبو عبيد: ذات الإصاد ردهة في ديار عبس وسط هضب القليب، وهضب القليب: علم أحمر فيه شعاب كثيرة في أرض الشّربّة. - قال الأصمعي: هضب القليب بنجد جبال صغار، والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد، وهو اسم من أسمائها، والردهة: نقيرة في حجر يجتمع فيها الماء، وذكر ابن الفقيه: في أودية العلاة من أرض اليمامة> - الإصَادُ: بالكسر: اسم الماء الذي لطم عليه داحس فرس قيس بن زهير العبسيّ، وكان قد أجراه مع الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري، كان قد أوقف له قوما في الطريق فلما جاء داحس سابقا لطم وجهه حتى سبق، فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين عامًا. وقال قيس بن زهير: ألم يبلغك، والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد كما لاقيت من حمل بن بدر وإخوته، على ذات الإصاد - قال أبو عبيدة: حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان ابني بغيض بن ريث بن غطفان، وكان السبب الذي هاجها أن قيس بن زهير، وحمل بن بدر، تراهنا على داحس والغبراء أيهما يكون له السبق، وكان داحس فحلًا لقيس بن زهير، والغبراء حجرًا لحمل بن بدر، وتواضعا الرهان على مائة بعير، وجعلا منتهى الغاية مائة غلوة، والإضمار أربعين ليلة، ثم قادوهما إلى رأس الميدان بعد أن أضمروهما.
وحينما انكشف الأمر بعد ذلك وعُرفت الخديعة التي تعرض لها داحس وصاحبه قيس العبسي اشتعلت نار الفتنة بين قبيلتي عبس وذبيان فتطاول (حذيفة الذبياني) على (قيس العبسي) فهجم قيس العبسي على حذيفة فأرداه قتيلا.. فثارت قبيلة ذبيان على قبيلة عبس وقتلوا منهم (مالك العبسي) وهو شقيق (قيس العبسي).. وهكذا امتدت نار الفتنة وبدأت الحرب بينهما تلك الحرب التي عرفت باسم (حرب داحس والغبراء).