لكن الخليفة لم يغضب و إنما أدرك فطرة و بلاغة الشاعر و نبل مقصده و خشونة تعابيره، و انه لملازمته البادية فقد اتى بهذه التشبيهات. ثم أمر للشاعر بدار جميلةٍ على شاطئ دجلة، لها بستان بديع، يتخلله نسيم لطيف يغذي الروح... بحيث يخرج الشاعر الى محلات بغداد يُـختلط بالناس و يشاركهم مظاهر مدينتهم و حضارتهم. و عاش الشاعر "علي ابن الجهم" فترة من الزمن على هذه الحال، و العلماء يتعهدون مجالسته و محاضراته. * من القــائــل ... ثم استدعاه الخليفة.. لينشده قصيدة جديدة. وتكون المفاجأة! قصيدة من أرق الشعر و أعذبه، عيون المها. يقول في مطلعها: عيون المها بين الرصافة و الجسر جلبن الهوى من حيثُ أدري ولا أدري أعدن لي الشوق القديــــم و لم أكن سلوت ولكــــن زدتُ جمراً على جمرِ سلمن، و أسلــمن القلــوب، كأنما تشك بأطــراف المُـثـقـفـــةِ السمــرِ خليــــلي، ما احلى الهوى، و أمـرَّهُ و أعرفـــني بالحـــلو منه و بالمُر بـما بــيننــا من حُــرمةٍ هل علمتما ارق من الشكوى، و اقسى من الهجرِ و أفضـــح من عين المُحب لسِـرهِ ولاسيــما إن اطـلقت عبرةً تجـــري قال المتوكل: انظروا كيف تغيرت به الحال، والله خشيت عليه ان يذوب رقة و لطافة! هناك من ينكر صحة هذه القصة بالدليل
ومثلها قصة الرجل الذي أقسم على الله أن يستجيب له، وكذلك قصة الشاب الذي أتى إليه عليه الصلاة والسلام طالباً منه السماح له بالزنا، وغير ذلك الكثير من المبادئ الخالدة.
الظاهر الجن معه في كل مكان!! !
تزخر كتب التراث والأدب العربي بالعديد من صور الوفاء وتذكر لنا قصصاً فيها من الدلالات والعبر ما يؤكد انسانية العربي وفي هذا المقال أستذكر بعضاً منها لعل الذكرى تنفع.
، فاستنطقه صادحاً بأغزل بيت قالته العرب.. نصه.. عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولاأدري جدير بالذكر إن ثمة روايات تاريخية تشكك في صحة هذه القصة، وعلى وجه التحديد، فيما يتعلق بشخصية بطلها "علي بن الجهم"، ومع ذلك "ما علينا! " فالقصة جميلة على كل حال، حتى لو كان مبعثها الخيال.. ، ولم لا؟! أوليس ما ينجزه الخيال إبداعاً بذاته؟!.. إذن فكبت "الخيال" قتل للعفوية، واستنبات لأشواك سوء الظن، وسهام الترصد، وأسنة الشك، فثمة "قتل مُتعمد" للجمال من خلال قتل الجميل من الروايات في التاريخ العربي، حين تجد من لا يتوانى عن التشكيك في الروايات المفعمة بالحب والمحبين، كتلك المذكورة آنفاً، إضافة إلى قصص الحب والهيام كقصة قيس وليلى، ومثلها قصة كثير عزة، وبعض من مغامرات عمر بن أبي ربيعة.. ، وغيرها الكثير مما لم يعجب "قاتلي العفوية" من المؤرخين.. سدنة الحزن وحراس الكآبة؟ فالحياة العفويات.. وموت العفوية هو موت معنوية الحياة، إذ العفوية "البراءة"، ولعمري من ذا الذي يحيي البراءة بعد موتها إلا الله سبحانه.. ؟! ومهما كان وسوف يكون.. فهلا تقوم الآن بتعداد كم مات "فيك".. أو منك من "عفوية؟! " لو لعلك بريء.. حكم تتحدّث عن الصبر - الصفحة 2 - هوامير البورصة السعودية. "حتى الآن.. ؟!
وفي أثناء ذلك جاء أحد أبناء السمؤال من رحلة صيد ، وفي طريقه إلى الحصن قبض عليه الملك ونادى السمؤال: هذا ابنك معي فإما أن تسلمني ما لديك وإما أن أقتله ؟! أبى السمؤال تسليم الأمانة فذبح الملك ابنه أمام حصنــه ، وعاد بجيشه من حيث أتي من غير أن يحصل على بغيته. يا الله! يرى ابنه يذبح أمامه ويأبى إلا أن يؤدي الامانة ويوفي بعهده!! أين نحن من وفاء هذا السمؤال؟! من القصص المشهورة كذلك عن وفاء العرب قصة عمير بن سلمى الحنفي، إذ استجار به رجل من بني عامر بن كلاب، وكانت معه امرأة جميلة، فرآها (قرين بن سلمى الحنفي) أخو عمير، وصار يتحدث إليها، فنهاها زوجها بعد أن علم فانتهت فلما رأى قرين ذلك وثب على زوجها فقتله ، وعمير غائب، فأتى أخو المقتول قبر سلمى وعاذ به، فلما قدم عمير أخذ أخاه وأبى إلا قتله أو أن يعفو عنه جاره، وأبى أخو المقتول أخذ الدية ولو ضوعفت، فأخذ عندئذ عمير أخاه وقتله لغدره وفاءً لجاره. وحدثت قصة شبيهة بهذه مع أوفى بن مطرالمازني فقد قتل اخاه لنفس السبب!! فهل يوجد من يضحي بأقرب الناس اليه من أجل كلمة نطقها! أنت كالكلب!بقلم:ميسون كحيل. ؟ في تلك الازمنة كان الرجل "يُربط من لسانه"!! ومن القصص الرائعة أيضاً قصة الملك والوزير والكلاب ، يحكى أن ملك أمر بتجويع عشر كلاب لكي يضع كل وزير يخطئ معهم ، فقام أحد الوزراء بإعطاء رأي خاطئ فأمر الملك برميه للكلاب ، فقال له الوزير أنا خدمتك عشر سنوات وتعمل بي هكذا.. وطلب منه أن يمهله عشر أيام ، فقال له الملك لك ذلك ، فذهب الوزير الى حارس الكلاب فقال له أريد أن أخدم الكلاب لمدة عشر أيام فقط، سأله الحارس وماذا تستفيد ؟ فقال له الوزير سوف أخبرك بالأمر مستقبلا فقال له الحارس لك ذلك.