تاريخ النشر: الثلاثاء 26 رمضان 1438 هـ - 20-6-2017 م التقييم: رقم الفتوى: 355273 9659 0 192 السؤال هل الاستمناء عمدا مع خروج المني في نهار رمضان يبطل الصيام؟ أعلم أن بعض العلماء قالوا إنه يبطل الصيام؟ مع العلم أنه لا يضعف بدني، بل بالعكس يقوم بإخراج الشهوة تماما من قلبي دون النظر إلى المحرمات. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالاستمناءُ, أو ما يسمى بالعادةِ السرية من الأمور المحرمة إضافة إلى كونه مُفسدا للصوم إذا خرجَ المني عند أكثر أهل العلم, قال ابن قدامة في المغني: ولو استمنى بيده فقد فعل محرماً، ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه. انتهى.
[2] شاهد أيضًا: هل الاحتلام يبطل الصيام حكم من احتلم في نهار رمضان إنّ الاحتلام في نهار رمضان أثناء الصيام لا يبطل الصوم لأنّه أمرٌ خارجٌ عن قدرة الإنسان، وبعيدٌ عن طاقته ولا يمكن له أن يمنعه، فلو احتلم المسلم الصائم لا يفسد صومه، لأنّه خارج عن خياره، والاحتلام هو رؤيا المباشرة في المنام أو ما يراه الصائم من تصور الجماع، فمن احتلم وهو صائم فلا شيء عليه ولا إثم ولا كفارة ولا يؤثر على صيامه وعليه غسل الجنابة إذا كان قد أنزل في احتلامه والله ورسوله أعلم. [3] حكم صيام من أنزل بالتفكير ذهب جمهور أهل العلم في مسألة هل اخراج المني يبطل الصيام لو كان بالتفكير إلى أنّه لا يفطر سواءً كان تفكيرًا مستدامًا أو غير مستدام، وهو مذهب الجمهور من الأحناف والشافعية والحنابلة وحكي الإجماع على ذلك، فالله سبحانه وتعالى لا يحاسب العبد بما توسوس له نفسه، فالفكر من حديث النفس وهو معفوٌ عنه، ولا نص في السنة ولا في القرآن الكريم ينص على أنّ التفكير يفطر والله ورسوله أعلم. [4] شاهد أيضًا: هل يجب الاغتسال بعد الاحتلام حكم صيام من كرر النظر حتى أنزل اختلف أهل العلم فيمن كرر النظر حتى أنزل إن كان قد فسد صومه أم لا، فقد ذهب المالكية والحنابلة وبعض السلف أنّ من كرر النظر وهو صائم حتى أنزل فقد أفطر، لأنّ تكرار النظر فيه استدعاءٌ للمني، فيكون حكمه حكم الاستمناء، وفيه إنزالٌ يتلذذ به، ويمكن التحرز منه فأفسد الصوم، أما القول الثاني وهو قول الأحناف والشافعية وبعض السلف أنه لا يفطر لأنه إنزالٌ من غير مباشرة، فأشبه الاحتلام، وقد اختار الشيخ ابن باز وابن عثيمين القول الأول فهو يفطر عندهم ويلزمه قضاء من غير كفارة والله أعلم.
يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد
استمناء الصائم لا يأخذ حكما واحدا؛ وذلك لأن الاستمناء تارة يكون باليد وتارة يكون بالنظر بمعنى أن يسترسل الصائم في النظر إلى المناظر الجنسية والصور الإباحية حتى يخرج منه المني، وتارة يكون الصائم عالما بالحكم أو جاهلا، ولكل حكم، وبيان ذلك كما يلي: حكم استمناء الصائم بيده:- اختلف أهل العلم في تعمد الصائم الاستمناء وهو صائم – مع علمه بالحكم- هل يبطل صومه بذلك أم لا؟ فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الاستمناء مبطل للصوم، وذهب بعض أهل العلم من الحنفية كأبي بكر بن الإسكاف وأبي القاسم ووافقهم ابن حزم والشيخ الألباني إلى أن تعمد الاستمناء لا يفسد الصوم. والراجح هو أن تعمد الاستمناء مع العلم بالحكم يبطل الصوم؛ وذلك لأن تعمد الاستمناء يتنافي مع الحكمة التي من أجلها شرع الصوم، ألا وهي كبح جماح الشهوة، وتربية النفس على المجاهدة، ولذلك أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته الغالية فقال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه مسلم. وفي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال صلى الله عليه وسلم: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي…"، والذي تعمد الاستمناء لم يترك شهوته.
قال الرافعي: "المنِيُّ إن خرج بالاستمناء أَفْطَرَ؛ لأن الإيلاجَ من غير إنزالٍ مُبْطِلٌ، فالإنزال بنوع شهوةٍ أوْلى أن يكون مُفطرًا". عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله تعالى: إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي" [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وفي بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَةٌ"، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحَدُنَا شهْوَتَهُ ويكونُ له أجْرٌ؟! هل الاستمناء يبطل الصيام المتقطع. قال: "أرأيتم لو وَضَعَهَا في الحرام؛ أكانَ عليه وِزْرٌ؟ كذلك إذا وضعها في الحلال؛ كان لهُ أجْرٌ" [صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهنا يستدل أن الشهوة هي ذاتها المني. قال ابنُ قدامة في "المغني": "وَلَوِ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ، فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ". ما هو حكم الاستمناء في نهار رمضان للعلاج؟ إن تعمد الصائم الاستمناء في نهار رمضان مبطل للصيام في جميع الحالات، وحتى لو كان ذلك بهدف العلاج، حيث جاء في "رد المحتار" -من كتب الحنفية-: "الاستمناء بالكف إذا أنزل فعليه القضاء"، كما جاء في "حاشية الدسوقي" -من كتب المالكية-: "وترك إخراج المني يقظة بلذة معتادة"، ما يعني أن إخراج المني في هذه الحالة يفسد الصوم ويوجب القضاء.
واستدل الجمهور بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في "الصحيحَيْنِ" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله تعالى: إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ». وخروج المني من جملة الشهوة ؛ لأن اسم (شَهْوَة) يطلق عليه كما في قولُ الرَّسول - صلّى الله عليه وسلّم -: « وفي بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَةٌ » ثم قال: « كذلك إذا وضعها في الحلال؛ كان لهُ أجْرٌ » ؛ والذي يُوضَعُ هو المنيُّ. حكم الاستمناء للصائم - فقه. قال ابنُ قدامة في "المغني": "وَلَوِ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ، فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ". وقال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (2/ 361): "المني إذا خرج بالاستمناء، أفطر، وإن خرج بمجرد فكر ونظر بشهوة لم يفطر، وإن خرج بمباشرة فيما دون الفرج، أو لمس أو قبلة أفطر. هذا هو المذهب، وبه قال الجمهور" وعليه فالواجب على الأخ السائل التَّوبَةُ الصَّادِقَةُ، فالذَّنبُ في نهار رمضان أكبرُ إثمًا، فيُحتاج إلى توبةٍ نصوحٍ، وعملٍ صالحٍ، وإكثارٍ من القُرُبَاتِ والطاعات، وحظرٍ للنَّفس عن الشَّهوات المحرَّمة والمثيرات، وقضاء يوم،، والله أعلم.