تاريخ النشر: السبت 15 صفر 1423 هـ - 27-4-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 15906 23156 0 400 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم ربي كل خير. أود أن أسألكم عن أمر لطالما جعلني أشعر بالذنب والحزن. أنا امرأة متزوجة وأؤدي كافة الفروض والحمد والشكر لله. المشكلة أن زوجي عند أتفه الأسباب يغضب علي ويظل يكرر هذه العبارة لأنه يعلم أنني أخاف ربي كثيراً وأخاف أن أغضبه. فماهي الحالات التي يحق للرجل فيها أن يغضب على زوجته وتكون مستجابة. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنوصي هذا الزوج أولاً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث جاءه رجل فقال للنبي صلى الله عليه وسلم، أوصني قال "لا تغضب. فردد مراراً قال: لا تغضب" رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وروى الطبراني من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله قل لي قولاً أنتفع به وأَقلل: قال "لا تغضب ولك الجنة". قال ابن التين: جمع صلى الله عليه وسلم في قوله "لا تغضب" خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينتقص ذلك من الدين. تحميل كتاب لا تغضب ولك الجنة pdf - محمد العريفي - مكتبة زاد. ولو رأى الغضبان نفسه في حال غضبه لا ستحيا من قبح صورته، ثم إن الحياة الزوجية لابد أن تقوم على التفاهم والتغاضي عن الهفوات.
فردّد ذلك مراراً ، قال لا تغضب. رواه البخاري لا تغضب ولك الجنة حديث صحيح: صحيح الجامع. أن تذكر ما أعد الله للذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده ، فهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب ، ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء) حسنه الالباني. الدرر السنية. معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه.
ولو تصفَّحت كتاب الله تعالى ستجد أن الله تعالى امتدح عباده المؤمنين الذين يَملكون أنفسهم عند الغضب، ويغفرون، ويصفحون، ويَحْلُمون، ويعفون بقوله تعالى: { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى:37]، وقال تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134]. تحقيق حديث لا تغضب ولك الجنة. وقال صلى الله عليه وسلم مُبينًا أنَّ الرجل الشديد، والفارس الشجاع ليس هو الذي يَصْرَعُ الرجالَ ولا يَصْرَعونه، ولكنَّ الشديدَ هو الذي يَملك نفسه عند الغضب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ »؛ (متفق عليه). وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت:34]، قال: " الصبر عند الغضب، والعفوُ عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله، وخضع لهم عدوُّهم"، وقال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: "مكتوبٌ في الحِكَم: يا داود إيَّاك وشدةَ الغضب، فإن شدةَ الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم". بالله عليكم يا مسلمون، كم من مسلم اليوم بسبب لحظة غضب هَدَمَ أُسرته، وشتت شملها!
نقف اليوم؛ لكي نتحدث إليكم عن ظاهرةٍ ذميمة، عن ظاهرة سيئة، عن ظاهرة شيطانية، هذه الظاهرة انتشرت في طبقات المجتمع، وفي أسواقنا، وشوارعنا، ودوائرنا، وبيوتنا، بل حتى في مساجدنا، هذه الظاهرة تؤدِّي إلى سلوك غير محمود، تؤدي إلى هدم البيوت، وقطع المودَّة بين المسلمين. ما صحة حديث لا تغضب ولك الجنة. هذه الظاهرة حذَّرَ منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه الكِرام، وجعل ثواب المبتعد عنها الجنة ، هذه الظاهرة قال عنها الإمام علي - رضي الله عنه -: "أول هذه الظاهرة جنون، وآخرها ندم"، فهل عرفتَ - أخي المسلم - هذه الظاهرة؟ إنَّها الغضب. هذا رجل اسمه جَارِيَةُ بن قُدَامَةَ، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له: يا رسول الله، قلْ لي قَوْلاً وأَقْلِلْ عَلَيَّ؛ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَغْضَبْ))، إياك أن تتصف بهذه الصفة الشيطانية، فَرَدَّدَ مِرَارًا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له: ((لا تَغْضَبْ))؛ رواه أحمد. انظر وا إلى هذه الوصية الغالية التي نطق بها أشرفُ فمٍ، وهو فَمُ الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - وَصِيَّة لم يُرِدْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بها أن تكون "لجارية" فقط، لا، بل أراد أن تكون لكل المسلمين على امتداد العصور، جيلاً بعد جيل، حتى يَرِث الله الأرض ومَن عليها، بل اسمع إلى أبي الدرداء، وهو يقول: قلتُ: يا رسول الله، دُلَّنِي على عمل يدخلني الجنةَ، قال: ((لا تَغْضَبْ، ولكَ الجنة))؛ رواه الطبراني.
أمّا في البيوت، فإنّ الغضب كثيرا ما يفعل فعلته ببعض الآباء الذين يتحوّلون إلى وحوش كاسرة، ويعتدون على زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، بالسبّ واللّعن، والضّرب الذي ربّما يصل ببعض الأزواج إلى قتل زوجاتهم أو فلذات أكبادهم لأجل نومة أو وجبة، وبأزواج آخرين إلى تطليق زوجاتهم لأتفه الأسباب!. إنّ هذا الواقع الذي أصبح سمة بارزة لبعض الجزائريين في رمضان، يدلّ على أنّهم ما عرفوا لهذا الشّهر قدره، وما همَّهم أن يتحرّوا حقيقة الصّيام ولبّه؛ تصوم أفواههم عن الحلال من الأطعمة والأشربة، وتفطر قلوبهم على الغلّ وألسنتهم على السبّ والفحش وأيديهم على البطش بإخوانهم.