اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات..
أرأيتم التزامه بمبدئه، التزامه بشريعته، نعم أيها الإخوة الكرام. ولما قال فاطمة بنت محمد؟ لأن الذي سرقت اسمها فاطمة بن الأسود، فكانوا يحاجون عن فاطمة بنت الأسود فقال لهم: " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ". أيها الإخوة: وهذا ما يسميه الحقوقيون اليوم سيادة القانون هكذا يقول الحقوقيون، يتكلمون عن سيادة القانون بأنه لا يُستثنى من القانون أحد، هذا أرسى مبادئه -صلى الله عليه وسلم- ورسخها وأقسم هذا اليمين: " وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ".
نسأل الله أن يحسن ختامنا وختام المسلمين أجمعين.. أيها الإخوة الكرام: خاطب الله -تعالى- أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون بقوله –سبحانه-: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [البقرة:44]. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2- 3]. حين توصي غيرك بالحق وتدعوه إلى الخير وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر؛ ينبغي أن تكون قد سبقته إلى هذا كله؛ لئلا تكون ممن يتحدث بالمثاليات ويتحدث بالمبادئ وأنت بعيد عنها غائب عنها، بل ينبغي إذا تحدثت أن تكون أعظم الناس عملاً بما تقول، وأكثر الناس التزامًا بما تدعو إليه؛ لكي يكون قولك مصطبغًا بفعلك، ولتكون صاحب حال قبل أن تكون صاحب مقال. نعم أيها الإخوة: وقدوتنا وأسوتنا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد علمنا هذا فقد كان يبين لنا هذا في حاله وفي أفعاله عليه الصلاة والسلام، فلم يكن يعذر نفسه مما يقول ولم يكن يستثني نفسه مما يأمر به، بل كان أول الناس عملاً بما دعا إليه الناس جميعا. انظروا إليه -صلى الله عليه وسلم-حينما قال: " خيركم خيركم لأهله "، ثم قال: " وأنا خيركم لأهلي ".