لماذا سمي العام العاشر من البعثة بعام الحزن، حيث أرسل الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أجل هداية الناس أجمعين إلى دين الإسلام، وعلى الرغم من كافّة الشدائد الّتي واجهته أثناء تبليغه رسالة الدين الإسلامي استطاع أن يكمل هذه المهمّة، ومن هذه المصاعب عام الحزن الّذي وقع في العام العاشر من بداية بعثة النبي، وسيقدّم موقع المرجع سبب تسميته بهذا الاسم، مع شرح المصاعب الّتي واجهت النبي في هذا العام. لماذا سمي العام العاشر من البعثة بعام الحزن حصل في هذا العام العديد من الأحداث القاسية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحداث وفاة أقرب الناس إلى رسول الله وهم أبو طالب الّذي قام بكفالة الرسول منذ الصغر ومساندته في نشر الدعوة الإسلامية، وكذلك توفيت خديجة بنت خويلد زوجة النبي بعد أبي طالب بثلاثة أيام، وبقيت زوجته أربعة وعشرين عاماً ورزق منها أبنائه كما أنّها دافعت عنه وصدّقته عند نزول الوحي عليه، ومن خلال كل مما سبق نستنج أنّ إجابة سؤالنا هي: [1] سمي عام الحزن بسبب وفاة أبي طالب ووفاة خديجة بنت خويلد زوجة النبي وبسبب شدّة المصاعب الّتي واجهته في العام ذاته. شاهد أيضًا: لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم المصاعب الّتي واجهت النبي أثناء الدعوة بعد وفاة عم النبي أبي طالب وأم المؤمنين خديجة في العام العاشر من بعثته، قامت قريش باستغلال هذه المواقف وبدأت بالتضييق على المسلمين وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنّ أبا طالب والسيدة خديجة كانوا من أكثر المدافعين عن النبي وأكثرهم صلابة في مواجهة بني قريش، حيث كان أبو طالب الحصن الّذي يحمي الدعوة من هجوم السفهاء على الرغم من موته قبل أن ينطق بالتوحيد بسبب تأثّره بأبي جهل الذي كان متواجداً عندما جاءه الرسول على فراش الموت وطلب منه النطق بالتوحيد، ولكن رغم ذلك تأثر النبي كثيرا لوفاته.
وظل أبو طالب على ملته ومات على كفره. ووعده رسول الله أنه سيظل يستغفر له حتى يرضى الله عنه. وبعدها بفترة قليلة حوالي ما يقرب من ثلاثة أشهر، توفيت السيدة خديجة رضى الله عنها زوجته. كانت بمثابة الدعم والسند للرسول في إتمام دعوته وتبليغها للمسلمين. لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم - حياتكَ. وقفت السيدة خديجة بجوار سيدنا محمد وتؤاذره من الناحية المادية والنفسية. حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، خاصة وكانت المدة بين وفاة الاثنين لم تكن طويلة. استغل الكفار هذه الأحداث، وأذوا رسول الله كثيراً وألحقوا به الضرر. ذهب الرسول إلى مدينة الطائف من أجل أن يستنجد بهم، ولكنه ألحقوا به الأذى هو والصحابة أكثر من قومه.
عام الحزن هو العام الذي فَقَدَ النبي ( صلى الله عليه و آله) نصيرين عظيمين له و لرسالته ، فقد تُوفي في هذا العام عمُّه أبو طالب ( رضوان الله عليه) ، كما تُوفِّيت في العام نفسه زوجته المثالية العظيمة أم المؤمنين السيدة خديجة ( رضوان الله عليها) ، فكان لوفاتهما وقعاً كبيراً على قلب الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله) ، فإشتد مصابه و حزن عليهما ، فسمَّى النبي ( صلى الله عليه و آله) ذلك العام بعام الحزن. قال الفخار: لما مات أبو طالب و خديجة بنت خويلد زوج النبي ( صلى الله عليه و آله) سمى رسول الله ( صلى الله عليه و آله) العام الذي ماتا فيه " عام الحزن " و ذلك لشدة مصابه بهما و وَجده عليهما 1. و جاء في كشف الغُمة:... ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر و اجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتى عرف ذلك فيه... ما هو عام الحزن ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. 2. متى كان عام الحزن ؟ ذكر العلامة المجلسي ( رحمه الله): إن أبا طالب ( رضي الله عنه) توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول الله ( صلى الله عليه و آله) ثم توفيت خديجة رضي الله عنها بعد أبي طالب بثلاثة أيام ، فسمى رسول الله ذلك العام عام الحزن ، فقال ما زالت قريش قاعدة عني حتى مات أبو طالب 3.
ويروى أنه حينما حضرت أبو طالب الوفاة دخل عليه النبي صل الله عليه وسلم، وكان عنده أبو جهل، فقال رسول الله: «أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله»، فقال أبو جهل: يا أبا طالب ترغب عن ملة عبدالمطلب، فقال له النبي صل الله عليه وسلم: «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك»، فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56]. فقدان المعونة والرعاية الداخلية "وفاة السيدة خديجة": وفي نفس العام ماتت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أم المؤمنين وزوج رسول الله صل الله عليه وسلم، وأم أولاده، ومعينه على مصاعب الحياة ومخففة آلامه، تقدم له الدعم الروحي والمعنوي للتغلب على الصراعات الدائمة مع الكفار والمشركين، وقد ظلت معه خمس وعشرون سنة وحينما ماتت قالت له خولة بنت حكيم رضي الله عنها: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خَلّة، قال: «أجل كانت أم العيال، وربة البيت». السبب وراء تسمية هذا العام بعام الحزن: لم يتوقف حزن الرسول صل الله عليه وسلم عند وفاة عمه أبو طالب، وزوجه خديجة بل كان هناك من الأسباب ما تجعله اكثر حزنًا وضيقًا، فقد أعقب وفاة كل منهما من أحداث وصراعات أدت إلى انغلاق معظم أبواب الدعوة الإسلامية في وجهه، وذلك مما كانت تكفله له رعاية عمه أبو طالب من أعدائه من المشركين وحريته في توجيه تعاليم الإسلام لأتباعه، وجهره بالدعوة دون أي مضايقات من الكفار، الذين فرحو لموت أبو طالب وخلو الرسول من أي حماية له.
وتابعه ابن منظور المتوفى سنة (711هـ) في "لسان العرب" (13/111). أما أبو حيان التوحيدي فنسبه لثعلب فأسقط ابن الأعرابي فقال في " البصائر والذخائر " (4/179): "قال ثعلب: مات أبو طالب وخديجة في عام واحد وهو عام الهجرة، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحزن". والأظهر نقل ابن سيدة، فبقى الأمر على ما قال الإمام -رحمه الله-: " إنه معلقاً بدون إسناد "، وابن الأعرابي مات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. كما في " سير أعلام النبلاء " (20/205). أما تلميذه ثعلب فقد مات سنة إحدى وتسعين ومائتين كما في " سير أعلام النبلاء " (14/7). فيكون بينهما وبين والنبي - صلى الله عليه وسلم - مفاوز!! ولعل صاعد أخذه عن ابن الأعرابي، ولم يذكر ذلك، لما عرف من حاله، ثم إنه ينقل عن ثعلب وابن الأعرابي في كتابه ( الفصوص) وقد ذكر ابن حجر في " لسان الميزان (3/520) بعض ما نقله عنهما فقال: "وحكى فيه عن أبي سعيد عن الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال كان: يغشى مجلسي أبو محلم... ". والله أعلم. وقد أحسن الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- في كتابه " مختصر سيرة الرسول " (ص/131) حيث ذكرها بصيغة التمريض، فقال: "وقيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمي ذلك العام: عام الحزن".
إقرأ أيضا: ما هو دليل مقام النهاوند هجرة المسلمين هجرة المسلمين الى الحبشة كانت هجرة اضطرارية بسبب الاذى الشديد الذي تعرض له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهجرة الحبشة هي هجرة المسلمين والتابعين الى سيدنا محمد من مكة المكرمة الى الحبشة التي كان يحكمها في ذلك الوقت النجاشي ، والسبب الرئيسي للهجرة هو الاذى الشديد الذي كان يلقاهم اليه اهل قريش ، فعندما اشتد الاذى على المسلمين قرر سيدنا محمد الهجرة الى الحبشة في العام الخامس من البعثة. إقرأ أيضا: كلية تربية حلوان بتقبل من كام للدبلومات
موت أبي طالب بن عبد المطلب ويعدُّ موت أبي طالب بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثاني الأسباب التي أحزنت رسول الله كثيرًا في تلك الفترة، فقد كان أبو طالب يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضدَّ كفار قريش ويدفع عنه أذاهم وما يفعلونه من إساءة تجاهه. المقاطعة الاقتصادية من قريش في تلك الفترة نفسها التي توفي فيها أبو طالب والسيدة خديجة، فرض كفار قريش على بني هاشم حصارًا اقتصاديًا لمدة ثلاث سنوات، عانى فيه المسلمون خصوصًا وبنو هاشم جميعًا من الجوع والمرض والعذاب طيلة تلك الفترة في شعب أبي طالب، وبعد أن فك الحصار عن بني هاشم توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها.