ولعل السؤال الذي يفرض نفسه؛ ما سبب اندثار مثل هذه الأعمال، بعد أن كان للأوبريت التلفزيوني حضوره المميَّز، حيث بقي في الأذهان لسنوات تتناقله الأجيال؟ ويبدو أن هذه المواد كانت تستمد جزءا كبيرا من قوتها وقدرتها على الوصول للجمهور من التلفزوين عندما كان متسيِّدا للمشهد الإعلامي، حيث حظيت أغلب المواد التي كانت تُبث عبر شاشته باهتمام كبير من المشاهدين، ما ساهم في ترسيخ وجودها، وتناقلتها أجيال بعد أجيال، لكن بمضي الوقت فقد التلفزوين بريقه، وظهرت العديد من الوسائل المنافسة له، وانتقلنا من عصر التفصيل والتدقيق إلى تكثيف المحتوى الفني والإعلامي.
الخلب: 40 مشاركاً في الأمسية بين عازف ومطرب واستعراضي قال جمال الخلب: «قدمنا اليوم اسكتشات الراحل عبدالحسين عبدالرضا، حيث دمجنا بين (بساط الفقر) و(قاصد خير) و(درب الزلق)، من خلال عزف الفرقة الموسيقية، وغناء الكورال. تخلل الغناء لوحات استعراضية تعبِّر عن المشاهد الأصيلة، ما بين العراقي والهندي والمصري، مع الحفاظ على الأزياء التي تعبِّر عن هوية كل لوحة استعراضية». وأشار إلى أن هذا الأوبريت المميَّز الذي جمع بين الراحل بوعدنان وسعاد عبدالله مطبوع في ذاكرة الجمهور. وأضاف: «هو عمل متكامل لا نملك إلا استحضاره مجددا بشكل جديد، مع الحفاظ على الثيمة الأساسية، لنقدم كلمة شكر لقامة من قامات الفن الكويتي، الذي طالما أسعدنا، وأدخل البهجة إلى قلوبنا». وكشف المايسترو أن التحضيرات للأوبريت استغرقت أسبوعين، لتدريب الكورال، وتوحيد الأصوات مع عزف الفرقة الموسيقية، وقال: «كما تابعتم ساعة من العزف والغناء المتواصلين، وأنتهز الفرصة لأشكر د. صالح حمدان، صاحب الفكرة، الذي كلفني تنفيذها، وبذلنا جهدا كبيرا أتمنى أن يكون قد نال رضا الحضور، في ظل مشاركة 40 شخصا، ما بين عازف ومطرب وراقص استعراضي». وتدور قصة أوبريت «بساط الفقر» حول ثلاثة أشخاص يتقدمون لخطبة فتاة؛ أحدهم غني، والثاني جميل، والفقير الذي وافقت عليه، وهو لا يملك سوى «البساط»، فيسافران به إلى العراق ومصر ولبنان ثم الهند، التي يسرق فيها البساط، فلا يتمكن البطلان من العودة إلى ديارهما.