مدة الفيديو 04 minutes 01 seconds من الأمثال الشائعة التي يتداولها العرب بكثرة في حياتهم المثل القائل "كلّ يغني على ليلاه"، فما حكاية هذا المثل؟ وإلى أي زمن يعود؟ للعودة لأصل المثل لا بد من الإشارة إلى قبيلة بني عامر، حيث كانت تعيش فيها فتاة تدعى ليلى العامرية، وهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة ابن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وكان لها ابن عم يدعى قيس بن الملوح، وعاشا في عهد الخليفة الأموي مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان. وكانا يرعيان الأغنام معًا منذ الصغر فهام بها حبًّا، وكان يسير بين الناس يقول فيها شعرًا حتى لقّبه الناس بالمجنون، ولكن لما كبر قيس وليلى منعها أهلها عن قيس حسب العادات التي قضت بعدم تزويج الفتاة بمن شبّب بها، فجعل ينظم الشعر عن حبّ ليلى وفراقها؛ حتى أصابه الضعف والهزال ومسّه الجنون، فعرف بين أهل القبيلة "بمجنون ليلى". ومن أشعار قيس في ليلى: وخبرتماني أن تيماءَ منزلٌ لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا فهذي شهور الصيف عنّا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا وفي إحدى الروايات أن قيسًا لم يكن مجنونًا، ولكنه ادّعى الجنون حتى لا يفتك به أهلها، ويقول فيها من الشعر ما يحلو له، ويبدو أن الأمر راق لشعراء كثيرين فنظموا الأشعار يتغزّلون بحبيباتهم ويسمّونهنّ ليلى، ونسبوها إلى المجنون حتى لا يُفتضح أمرهم.
علي بن محمد كلن يغني على ليله - YouTube
اما اليوم فلم يبق من تلك الذاكرة سوى مشاهد وصور، تكاد تمحى خصوصاً انّ الانهيارات التي يعاني منها البلد لم تستطع جمع تلك المعارضة في جبهة لغاية اليوم، تحت حجة ردّدها اركانها: «الظروف لا تشجّع ابداً على وجود جبهات مضادة، وخلافات إضافية في ظل كل هذه المآسي، فالناس مستاءة من الوضع ومن كل الاحزاب والتيارات، ولا يهمها سوى تأمين معيشتها والمستلزمات الضرورية، خصوصاً انّ الأولوية اليوم تكمن في معالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية»، هذا بإختصار السبب الذي منع تشكيل جبهة معارضة خلال تلك السنوات بحسب قولهم. الى ذلك وتعليقاً على ما يجري في هذا الاطار، ابدى سياسي حزبي عتيق إستياءه مما وصلت اليها قوى المعارضة، بسبب عدم تنسيقها وتشتتها مما أضاع عليها فرصة التغيير، قائلاً: عشت مراحل عدة من السياسة اللبنانية، بكل طلعاتها ونزلاتها، لكني لم اشهد مثل هذه الخيبات التي تعود الى الموالاة والمعارضة، لان الجميع كان ولا زال يتطلّع نحو النتائج الخاصة التي سيُحققها، وليس النتائج الايجابية لمصلحة الوطن اولاً.
ليليت، كأي إلهة حب وخصب قديمة لا تتزوج وتبقى عذراء، ألهذا لم تتزوج ليلى من قيس ولا من غيره؟ و(المجنون) هو من يركبه الجن، فهل لهذا السبب كان كل شعراء بني عامر مجانين؟ وكل من أحب ليلى صار مجنوناً؟. هل أصبحت أسطورة الحب والخصب القديمة بمثابة (الصورة-المثال) الأفلاطونية، التي لا بد لكل من هام بحب حبيبته أن (يستنسخ) صورة واقعية عنها ويواري اسم حبيبته تحت اسم ليلى ويصبح هو من المجانين وتصبح هي بمثابة المعبودة؟ ربما؟ وربما أكون قد أخطأت في كل هذه العجالة. في البحث عن قيس وليلى