[٦] وقيل بالسلف ما ظهرت بدعة إلا وكانت سببًا في موت سنة، والمُسلم العاقل يأخذ القرآن الكريم ليقرأ ويجعلهُ منهج لحياته، أما من تتحكم عواطفه به يوجه سؤال لماذا لا أُقبل كلام الله؟ فتأتي الإجابة أن البدع تقتل السنن، وحديثًا انتشرت بعض البدع ويفعلها بعض الأشخاص بقناعة تامة أنها تعظيمًا للإسلام مثل الوقوف أثناء الأذان وهذا التصرف لم ينص عليه النبي الكريم، ولذلك حكم الوقوف أثناء الأذان مثل حكم تقبيل المصحف الكريم، وحسب أهل العلم أن البدع مهما كانت صغيرة فهي ضلالة وكل ضلالة في النار ، لذلك يجب على المُسلم أن يتقيد بالسنة الشريفة ويبتعد عن البدع وتزيين الشيطان.
الحمد لله. لا نعلم دليلاً على مشروعية تقبيله ، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه أنه كان يقبل المصحف ويقول: هذا كلام ربي ، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته ، ولكن لو قبله الإنسان تعظيماً واحتراماً عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، روى الحاكم والطبراني والخطيب البغدادي وغيرهم عن ابن أبي مليكة قال [كان الصحابي عكرمة بن أبي جهل يضع المصحف على وجهه ويقبله ويقول: كلام ربي كلام ربي]. قال القواريري [كتب عندي أحمد بن حنبل هذا الحديث في السجن، وبهذا احتج الإمام أحمد بجواز تقبيل المصحف].