بقلم | superadmin | الثلاثاء 23 ابريل 2019 - 01:58 م للإسلام مراتب يُقصد بها الدرجات التي يصل إليها المسلم، ولا نقصد بهذه المراتب أو الدرجات أنّها تقسيماتٌ طبقيّة أو أنّها رتبٌ يتميّز بها المُسلمونَ عن بعضهِم البعض، بل هي خُلاصة أعمال العبد ومدى تقرّبهِ إلى مولاهُ عزّ وجلّ. ومن الواجب على المُسلم أن يعِيَ أهمّ الأمور الأساسيةِ في دينهِ، وأنْ يكونَ على معرفةٍ بأصول دينه وأركانهِ الرئيسيّة والتي هيَ في الأساس أركان الإسلام والإيمان ومن ثُمّ بعد ذلك الإحسان الذي يُعدّ من أعلى المراتب.
ثم ذرهم في خوضهم يلعبون)) ، و (( قل)) هنا تعني (( كن)) وههنا مقام الشرائع الفردية. وحين يرقى السالك في مدارج الرسالة الثانية من مدخل الرسالة الأولى على النحو الذي بينا يكون قد قطع درجات السلم السباعي ، من درجة الإسلام ، إلى الإيمان ، إلى الإحسان ، إلى علم اليقين ، إلى عين اليقين ، إلى حق اليقين ، إلى الإسلام من جديد ، ثم يبدأ من جديد ، على مستوى جديد ، دورته الجديدة ، وهكذا دواليك. إن الإسلام سلم لولبي ، أوله عندنا في الشريعة الجماعية ، وآخره عند الله ، حيث لا عند ، وحيث لا حيث.. والراقي في هذا السلم لا ينفك في صعود إلى الله (( ذي المعارج)) فهو في كل لحظة يزيد علمه ، ويزيد ، تبعا لذلك ، إسلامه لله. مراتب الدين على شكل هرم - ووردز. وتتجدد بكل أولئك حياة فكره ، وحياة شعـوره.. ودخول العارج ، في هذه المراقي ، على مرتبة الشريعة الفردية ، أمر محتم ، وليس هو بالمقام البعيد المنال ، وإنما محك الكمال ، الذي تقطع دونه الأعناق ، هو أن تكون حقيقتك عند الله وأن تكون شريعتك الفردية طرفا من حقيقتك هذه. وهيهات!! هيهات!!. فإن ذلك سير في الإطلاق.. وليس في هذا القول مثالية ، لأنه في طرفه العملي ، قد تنزل إلى أرض الناس ، وأخذ يشدهم إلى المطلق ، على تفاوت في التحصيل بينهم ، كل حسب مبلغه من العلم.
خاتمة أما بعد فان فيصل القول في أمر الرسالة الأولى ، والرسالة الثانية ، هو أن للدين شكلا هرميا قمته عند الله ، حيث لا عند ، وقاعدته عند الناس.. (( إن الدين عند الله الإسلام)) ، ولقد تنزلت هذه القاعدة من تلك القمة.. تنزلت إلى واقع الناس ، وحاجتهم وطاقتهم البشـرية ، والماديـة ، فكانت الشريعة.. وستظل قمة هرم الإسلام فوق مستوى التحقيق ، في الأبد ، وفي ما بعد الأبد ، وسيظل الأفراد يتطورون في فهم الدين ، كلما علموا المزيد من آيات الآفاق ، وآيات النفوس.
وهذا الصنيع هو ما يسمى بتطوير التشريع.. فهو ارتفاع ، من نص فرعي ، يستلهم أكثر ما يمكن من التسامي نحو نص أصلي.. هو ارتفاع من نص إلى نص. وهناك تشريع متداخل بين الرسالة الأولى والرسالة الثانية كتشريع العبادات ، وهذا لا يدخل فيه ، من التطوير ، إلا ما يجعل قمته مفتوحة على منازل الشرائع الفردية ، لكل فرد تسامى ، بفضل الله ، ثم بفضل إتقان التقليد ، إلى تحقيق فرديته التي ينماز بها عن أفراد القطيع. فالشريعة الجماعية ليست أصلا، وإنما الأصل الشريعة الفردية ، ذلك ، وبنفس القدر الذي به الجماعة ليست أصلا ، وإنما الأصل الفرد.. ولكن الناس لكثرة ما ألفوا المعيشة في الجماعة ، ولشدة أثر غريزة القطيع عليهم ، ظنوا الأمر بعكس ذلك. فأنت تراهم يستغربون ، ويستوحشون عندما تكلمهم عن الشرائع الفردية. ولأمر آخر أيضا ، فإن الشريعة الفردية مرتبة رجولة ، ومرتبة مسئولية. والناس لا يزالون أطفالا ، يحبون أن يحمل غيرهم عنهم مسئوليتهم ، ويطيب لهم أن يظلوا غير مسئولين.. أو هم إن احتملوا المسئولية فإنما يحتملونها في القطيع ، وعلى الطريق المطروق. أما أن يكون المسئول وترا ، وأن يطرق طريقا بكرا ، فإنه أمر مخيف ، ولا يجد في النفوس استعدادا ، ولا ميلا.
سورة البقرة: قال تعالى: {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. سورة لقمان: قال تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. شاهد أيضًا: ما معنى الإلحاد في أسماء الله وصفاته ما هي مراتب الإحسان إنّ إجابة سؤال ما اعلى مرتبه من مراتب الدين هي الإحسان، والإحسان كما أنّ للدّين مراتبٌ فله مراتب، وقد أخبر عن ذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ مراتب الإحسان تكون على درجتين، والمحسنين لهم مقامين متفاوتين: [3] المقام الأول: وهو الأعلى بين مراتب الإحسان، وهو أن يعبد المرء خالقه كأنّما يراه، فيتنوّر قلبه بالإيمان، وتمتلؤ بصيرته بنور الهداية، فيقبل على الله ويحب طاعته، وقد جاء في الحديث المرسل عن الحارث بن مالك الأنصاري: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لهُ: يا حارثةُ كيفَ أصبحتَ ؟ قال: أصبحتُ مؤمنًا حقًّا. قال: انظرْ ما تقولُ ، فإنَّ لكلِّ قولٍ حقيقةً. قال: يا رسولَ اللهِ عزفتْ نفسي عَنِ الدنيا فأسهرتُ ليلي وأظمأتُ نهاري وكأنِّي أنظرُ إلى عرشِ ربي بارزًا ، وكأني أنظرُ أهلَ الجنةِ في الجنةِ يتزاورونَ فيها ، وكأنِّي أنظرُ إلى أهلِ النارِ في النارِ كيفَ يتعاوونَ فيها.