عباد الله.. ومن بركة ماء زمزم أنَّ الله تعالى اختار أن ينبثق في أطهر بقعة على وجه المعمورة، وبجوار بيته المعظم ، وفي الوادي الخالي من مظاهر الحياة؛ ليظهر بذلك عظيم قَدْره، إذ اختار له هذا المكان المُحرَّم، وأحاطه بهذه الخاصية النادرة، وجعله سُقْيا مباركة لحجاج وعمار البيت العتيق، بل للناس أجمعين. لقد كانت زمزمُ - وما زالت - من أعظم النعم والمنافع المباركة التي وهَبَها الله تعالى لخليله إبراهيم - عليه السلام - استجابةً لدعائه: ﴿ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ ﴾ [إبراهيم: 37]، ما جعل هذا الماءَ المبارك سبباً أوَّلياً لعمارة مكة، ونشوء الحياة فيها وازدهارها على مرِّ السنين، وعلى رأس هذا الازدهار: عمارة البيت الحرام، وما يعقب ذلك من مجيء الناس من كلِّ فجٍّ عميق؛ ليشهدوا منافع لهم في الدنيا والآخرة. قصه ماء زمزم للاطفال. فزمزم هي اللَّبنة الأُولى في بناء البلد الحرام؛ بل هي الوسيلة الأُولى لتحقيق هذا البناء ، وجذب الناس إلى هذا المكان المبارك. (فمن أعظم المنافع العِظام التي يَشْهدُها الحجاج والعُمَّار في حرم الله: منفعةُ ماء زمزم، حيث يشربون ويتضلَّعون منه، وينالون من خيراته وبركاته، ويكسبون الدعاء المستجاب عند شربه، فماء زمزم لما شرب له من حوائج الدنيا والآخرة، فهو حقاً من نِعَم الله العظمى التي جعلها الله تعالى للمؤمنين في هذا المكان الطيب المبارك عند بيته المحرَّم.
كان قصي بن كلاب جد عبد المطلب الاكبر يسقي الحجاج في حياض من ادم وكان ينقل المياء من آبار خارج مكة ، منها بئر ميمون الحضرمي ثم احتفر قصي ( العجول) فيدار ام هاني بنت أبي طالب وهو أول سقاية احتفرت بمكة ن وكانت العرب اذا استقوا منها ارتجزوا فقالوا: نروى على العجول ثم ننطلق ان قصياَ قد وفى وقد صدق فلم تزل العجول قائمة طوال حياة قصي وبعد موته ، حتى كبر عبد مناف ابن قصي فسقط فيها رجل من بني حعيل فعطلوا العجول واندفنت واحتفرت كل قبيلة بئرا. فاحتفربنو تميم بن مرة (الجفر) وهي بئر مرة بنت كعب وحفر عبدشمس بن مناف بئرا اخرى وسماها (الطوى) وحفر هاشم ايضا بئر (سجلة) وظلت ملكا لبنى هاشم حتى اعاد عبد المطلب حفر بئر زمزم فمنح هذه البئر الى بني نوفل بن مناف - وحفر أميه بن عبد شمس بئر (الحفر) واحتكر الاستفادة من مائها لنفسه. وحفرت بنوسهم بئر (الغمر).