فالأكل والشرب مباح إلى طلوع الفجر وهو الخيط الأبيض الذي جعله الله غاية لإباحة الأكل والشرب ، فإذا تبين الفجر الثاني حرم الأكل والشرب وغيرها من المفطرات، ومن شرب وهو يسمع أذان الفجر فإن كان الأذان بعد طلوع الفجر الثاني فعليه القضاء وإن كان قبل الطلوع فلا قضاء عليه" اهـ. وقت الإمساك عن الطعام قبل الآذان. وسئل الشيخ ابن باز عن جعل وقت للإمساك قبل الفجر بحوالي ربع ساعة. فأجاب: " لا أعلم لهذا أصلا ، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر ؛ لقول الله سبحانه: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة/187. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة ، وفجر تحرم فيه الصلاة (أي صلاة الصبح) ويحل فيه الطعام) رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه كما في بلوغ المرام ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) قال الراوي: وَكَانَ ابن أم مكتوم رَجُلا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ.
متفق على صحته" اهـ. مجموع فتاوى ابن باز (15/281).
والصلاة على كلا الحالتين صحيحة تامة.. ولذلك فالأذان في الأناضول.. هو الوحيد من بين بلاد المسلمين.. هو الصحيح.. فقط.. وما عداه خطأ.. بما فيه الأذان في الحرمين مع كل أسف.. نأتي الآن إلى وقت السحور في رمضان.. القرآن والسنة تؤكد بشكل يقيني وقطعي.. أن السحوريمكن أن يستمر.. حتى ظهور الفجر الصادق.. وظهور الخط المعترض الأحمر في السماء.. وتمييز الخط الأبيض.. من الخيط الأسود من الفجر.. معنى هذا أن الأكل والشرب مباح.. إلى ما قبل طلوع الشمس بساعة واحدة تقريبا. وهو أذان الفجر الصحيح في الأناضول.. والمفروض أن يكون في جميع بلاد المسلمين.. لأنه بعد دراسات فلكية.. وشرعية مستفيضة.. في أماكن عديدة.. تبين أن وقت الفجر الصادق.. يكون قبل شروق الشمس مابين 56 – 64 دقيقة.. مع شيء من الإختلاف بين الدول.. وبين فصول السنة.. ولكن لا يجوز أن يكون وقت أذان الفجر.. بأكثر من 64 دقيقة قبل شروق الشمس. وإلا يكون أذاناً كاذباً. كم وقت اذان الفجر في المدينه المنوره. والصلاة عقبه مباشرة غير صحيحة.. لعدم دخول الوقت. ولكن الشىء الغريب في الأناضول.. حصول انقلاب في أذان الفجر في رمضان.. حيث يتم تقديم الأذان ساعة تقريبا عما كان قبل رمضان.. ويسمونه أذان الإمساك.. وبالإطلاع على برامج توقيت أذان الفجر في الأناضول.. يلحظ أنها مؤقتة على توقيت الفجر الكاذب.. ولكنهم خارج رمضان لا يعلمون بها.. ويعملون بتوقيت الفجر الصادق كما ذكرنا آنفا.
وحينما يدخل رمضان – يبدو والله أعلم – أنهم من باب الإحتياط يرجعون إلى الإعتماد عليه.. وهذا غير شرعي.. وغير صحيح البتة. لأنهم: يحرمون الطعام بعده! والله يحل الطعام.. حتى يتبين الخيط الأبيض.. من الخيط الأسود من الفجر. وهذا تحريم لما أحل الله. كما أنهم: يصلون في هذا الوقت.. أو بعد الأذان بنصف ساعة.. والصلاة تكون غير صحيحة.. وتخالف المذهب الحنفي الذي يسيرون عليه! لأن وقت الفجر لم يدخل بعد! وهذا يتناقض مع ما كان قبل يوم واحد من رمضان.. فلماذا هذا الإنقلاب في التوقيت في رمضان ؟ ليس له تبرير البتة. كم وقت اذان الفجر في الجزاير. وهو غير صحيح قطعا.. حسب الأدلة الشرعية التي سأوردها فيما يلي.. والأدلة الشرعية الواردة أدناه.. تدحض.. وتبطل.. وتمحق هذا التصرف التقليدي المتوارث بدون بينة ولا برهان! وهذه هي الأدلة القاطعة اليقينية.. يقول الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ وَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "لَا يَمْنَعُكُمْ(٤٣) أذانُ بِلَالٍ عَنْ سَحُوركم، فَإِنَّهُ يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".