والتاريخ يعلمنا أن جميع من أعتقدوا أن أرصدتهم ستكون وطناً بديلاً لهم فقدوا وطنهم وفقدوا أرصدتهم معه أيضاً. والمستفيدون الكبار من الوطن من رجال أعمل وغيرهم عليهم مسؤولية مضاعفة لتقديم مكتسبات جديدة لوطنهم في كل عيد من أعياده، مكتسبات تخلدهم وتضع بصمات لهم واضحة في تاريخ وطنهم، فالإنجازات هي ما يبقى وليست الأرصدة المالية التي يأكلها التضخم وتستفيد منها دول أخرى تحتفل بزيادتها في أعيادها الوطنية. فالمتاحف والجامعات هي من خلد أسر مثل قوقنهايم، وكارينيجي، وسنانفور، وبفيت وليست أرصدتنهم المالية خارج وطنهم. وكثير من رجال الأعمال لدينا بصمات واضحة في تنمية الوطن من خلال التبرعات والمشاريع التنموية الخاصة. ما واجبنا تجاه الوطنية. ولكن لا حدود للعطاء للوطن ونحن نأمل منهم المزيد والمزيد من العطاء. واليوم الوطني ليس ذكرى للماضي، بل يجب أن يكون ذكرى للمستقبل أيضاً، وهنا يجب أن يختلف كل عيد عن سابقه بمنجزات وعطاءات تخلده، لا أن يبقى رقم يضاف لسابقه، أو إجازة للسفر للخارج. فنحن نتذكر اليوم الوطني الأول ليس لأنه يوم مهم من تاريخنا فحسب، بل لأنه اليوم الذي أنجزنا فيه وحدتنا.. إنجاز تاريخي عظيم يجب أن نقيس عليه إنجازات بقية أيامنا الوطنية.
الاهتمام بتاريخه عبر العصور: يجب أن نهتم بدراسة تاريخ وطنك عبر العصور تعرف على ما هى التغيرات التي حدثت عليه؟ وتعرف على ما هى الإنجازات التي قام بها؟ والحروب التي شارك بها، والثورات والحوادث المهمة التي حدثت به؟. الاهتمام بالآثار الموجود فيه والاهتمام بالتراث الخاص به: لأن أجدادك وأجداد أجدادك عبر العصور تركوا له إنجازاتهم من مبانٍ وزخارف يمكنك الافتخار بها فعليك المحافظة عليها من التلف والضياع ووضعها في متاحف ليتعرف عليها الأجيال القادمة ويعتزوا بالماضي الذي كان موجود قبلهم فيزيد حبهم للوطن، والاهتمام بتراثه من لباس خاص ورقص ومناسبات خاصة بوطنك. ما واجبنا تجاه الوطن. التحدث بلغة وطنك: الاعتزاز بلغة وطنك والتحدث به من أهم واجباتك ولا يعنى ذلك عدم تعرفك على لغات أخرى لكن أن تكون لغة وطنك هي الأصل والأساس. بما أنّ الأمر كذلك؛ إذن ينبغي على الفرد – لا سيما المسلم- أن يحافظ على أرضه ويعانق وطنه، فلا يفكر بالسفر إلا لضرورة صحية أو دراسية، وليفكر بالإقامة في الوطن وعدم الهجرة، وأن يكون عنوانه الصبر وتحمل المصاعب.
فالاستثمار في الوطن هو أفضل احتفال به وأكبر مؤشر على الثقة في مستقبله. فليتنا نفكر في وطننا بإنشاء مشاريع تكفل توظيف أبنائه وتكفل العيش الكريم لهم، فنحن وطن فتي تتزايد فيه أعداد الشباب بشكل متسارع. فليكن اليوم الوطني يوم تعزيز تقارب الحكومة مع الشعب، وزيادة اللحمة والثقة بينها وبين الشعب بمختلف طوائفه وهذا لا يتأتى إلا بزيادة الثقة فيه، وزيادة ثقة في المواطن واحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه. فبالثقة بالمواطن وحدها يرتفع حس المواطن بالمسؤولية تجاه الوطن، ويتذكر واجبه بالمسؤولية تجاهه. والتاريخ ينطق بأن الدول التي منحت مواطنيها الثقة كاملة هي تلك التي تقدمت والتي يضحي فيها المواطن بنفسه دفاعاً عن حياض وطنه وأن الدول التي حجبت الثقة عن مواطنيها خلقت منهم مواطنين اتكاليين يبحثون دائماً عمن يتحمل المسؤولية نيابة عنهم. ما واجبنا تجاه الوطن - ووردز. اليوم الوطني هو مناسبة لجميع المسؤولين ليتذكروا ما قدموا لوطنهم من مواقع مسؤوليتهم، لمراجعة ذواتهم، وأداء أجهزتهم، ليس ليفتخروا أو يفاخروا بها كإنجازات شخصية ولكن لينظروا لها كمكتسبات وطنية. فاليوم الوطني مناسبة مؤاتية لهم ليقدموا لوطنهم ما يتذكرهم به وطنهم وليس العكس. واليوم الوطني تذكرة لجميع من يتغنى بأرصدته، وأملاكه في الخارج بأن وطنه في الداخل أحق بها من الخارج، وأن هذه الأرصدة تبقى أرقام صماء ما لم تتحقق في منجزات يراها الجميع ويبنى عليها إنجازات أكبر في المستقبل.