هو مسلسل مختلف في فكرته وصياغته وشخصياته وكادراته وديكوره وكل تفاصيله، يأخذنا إلى عالم أسطوري ليضع أيادينا على جراح واقعنا، ومن خلال الرموز يضيء على أنماط من البشر تعيش معنا وتشاركنا الوطن، وقد نلتقيها في الشارع أو مكان العمل أو حتى البيت. هو مسلسل تدور أحداثه قبل 100 عام ولكنه لا ينتمي إلى زمن محدد بل يصلح لكل الأزمان. يتخذ من قرية وكأنها في الصعيد مسرحاً له، ولكن أحداثه يمكن أن تحدث في أي مكان، ويتحدث بلسان صعيدي ولكن جوهره يتجاوز كل اللهجات بل واللغات، هو عمل فني يستمتع به ويصفق له المصري والعربي وكذلك أبناء مختلف الجنسيات لو تمت ترجمته وعرضه عليهم؛ باختصار هو فن للإنسانية، ويثير داخل أي مشاهد سوي بصرف النظر عن انتماءاته الأيديولوجية ومعتقداته الفكرية ولونه وعرقه التأمل، ويسمو بروحه فوق الصغائر التي تستنفد وقت وجهد ومال العالم. كلمات عن الماضي الجميل الألكتروني. عبد الرحيم كمال المبدع المتألق عبدالرحيم كمال، لم يخاطب عقولنا أو مشاعرنا فقط، ولكنه خاطب أرواحنا ونجح بحواره السامي أن يصل إليها ويدفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأن يقتطعوا من حواره في كل حلقة ما يكتبونه على صفحاتهم إعجاباً وتقديراً وإيماناً وتبنياً ونشراً لكلمات هى ليست كالكلمات، وخصوصاً تلك الواردة على لسان عرفات سواء في دروسه للأطفال أو في حواره مع العايقة أو مع العجمي أو في مواجهاته مع محارب أو يسري أو غيرهما، كلمات في الحب ولكنها ترتقي بمفهوم الحب، وكلمات عن الكذب تنفر منه وممن يتخذه نهجاً وكلمات عن الصدق تحبب فيه وتحفز على انتهاجه.
الكتاب مؤلف من كلمات ولكن لهذه الكلمات قدرة على الأخذ بيد القارئ والتجول به في مناطق المدينة المختلفة ويوقفه امام المطاعم، والسينمات، والمساجد، والمقابر، والمحلات، والحمّامات، والأسواق والمكتبات والمدارس وحتى صالونات الحلاقة وانه لم يغفل شيئاً وإذا حدث فليس ذلك عن إهمال وإنما دون قصد والعتب على الذاكرة، ذكر الأحياء والأموات، المقيم والمهاجر، ذكر أصحاب المناصب والشقاوات والفقراء وأرباب المهن ولم ينس التقاليد والعادات في الأعياد والأعراس وأيام محرم وليالي رمضان وحفلات الختان.
، عصر الاكتفاء، عصر الحرية والاستقلال، عصر اليمن السعيد.
هناك أمل لتخفيف أثر الأشياء التي تقدح زناد الذكريات السلبية كما يقول العالم جون ريتي في كتابه «سبارك»، من أبرزها العلاج المعرفي السلوكي، وأما الذكريات الإيجابية فهي في يدك، فاستزد من المواقف الطيبة، والتجارب الشيقة، والجلسات مع الأقارب والأصدقاء والأحباب، لتصنع مخزوناً كبيراً من الحنين إلى الماضي الجميل!