وقال تعالى: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108] وهناك آداب شرعية تُفعل عند دخول الخلاء، وحال قضاء الحاجة، فمن ذلك: 1- أن يقول عند دخول الخلاء: "بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"، فقد روى الترمذي في سننه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللّه" [1]. وروى البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ [2] وَالْخَبَائِثِ [3] ". آداب قضاء الحاجة. وروى أبو داود في سننه من حديث عائشة، قالت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ" [4]. 2- إذا أراد أن يقضي حاجته في فضاء -أي في محل غير مُعد لقضاء الحاجة - فإنه يستحب له أن يبعد عن الناس بحيث يكون في مكان خال، ويستتر عن الأنظار بحائط، أو شجرة، أو غير ذلك. فقد روى أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا ذَهَبَ الْمَذْهَبَ أَبْعَدَ [5] [6].
[1] برقم 606 وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير 3610. [2] الخبث: ذكران الشياطين وإناثهم، قاله الخطابي، عون المعبود شرح سنن أبي داود (1/ 12)، والخبائث: المعاصي، وقيل مطلق الأفعال المذمومة. [3] صحيح البخاري برقم 142، وصحيح مسلم برقم 375. [4] سنن أبي داود برقم 30 وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1/ 9) برقم 23. [5] برقم 1 وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1/ 4) برقم 1. [6] ومعناه: إذا أراد قضاء حاجته أكثر المشي حتى بعد عن الناس في موضع ذهابه. [7] صحيح البخاري برقم 394، وصحيح مسلم برقم 264. [8] صحيح مسلم برقم 264. [9] صحيح البخاري برقم 153، وصحيح مسلم برقم 267. [10] سنن أبي داود برقم 33 وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1/ 9) برقم 26. ما يجب عند قضاء الحاجة .. الآداب العامة لقضاء الحاجة - موقع محتويات. [11] برقم 269. [12] برقم 17 وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود برقم (13). [13] الاستجمار. [14] برقم 41 وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1/ 11) برقم 32. [15] صحيح البخاري برقم 3859، وصحيح مسلم برقم 450. [16] صحيح البخاري برقم 1378، وصحيح مسلم برقم 292. [17] الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان (1/ 29-33) بتصرف.
يستحب عند قضاء الحاجة هو عنوان هذا المقال الذي سيتطرَّق إلى أحد المواضيع المُتعلقة بالطهارة، حيث أنَّ الطهارة هي أحد الأمور التي اعتنى بها الدين الإسلامي وعمل على توضيح كلّ تفاصيل أحكامها، بما في ذلك آداب الاستنجاء وقضاء الحاجة، ومن خلال سطور هذا المقال سنسلط الضوء على ما يستحب فعله عند قضاء الحاجة، وما هي المكروهات عند قضاء الحاجة، بالإضافة لذكر دعاء دخول الخلاء. يستحب عند قضاء الحاجة يستحب عند قضاء الحاجة مُراعاة بعض الآداب والشروط التي حثَّت الشريعة الإسلامية عليها وأكَّدت على وجوب مُراعاتها، وهي: [1] التأكّد من زوال النجاسة عن طريق الاستنجاء بشكل صحيح. الاستنجاء من النجاسة وفق الطريقة التي حددتها الشريعة الإسلامية، وذلك بأن يكون الاستنجاء ثلاثًا أو ووترًا بحسب ما تستدعي الحاجة. أن يستخدم الحجارة أو المناديل أو نحوهما أو الماء في الاستنجاء وإزالة النجاسة. يُستحب أن يقضي المرء حاجته وهو جالس وليس وهو واقف. أن يستر المرء عورته ولا يكشفها حتى يدنو من الأرض. يُستحب أن يقضي حاجته في مكان مستور عن أعين الناس. يجب أن يستخدم المرء في إزالة النجاسة يده اليُسرى، ولا يمسَّ عورته بيده اليمنى. يُستحب قول الأدعية والأذكار المشروعة عند الدخول والخروج من الخلاء.
المكروهات عند قضاء الحاجة إنَّ المكروهات في قضاء الحاجة هي الأمور التي لا يجب على المرء فعلها أو تجاوزها أثناء قضاء الحاجة، ومن المكروهات في قضاء الحاجة نذكر: [2] استقبال القبلة: حيث أنَّ استقبال القبلة أثناء قضاء الحاجة هو أمرٌ منهي عنه، وإنَّ في ذلك مُخالفة لآداب احترام الكعبة وتعظيمها. التبول في الماء الراكد: هو أمرٌ منهي عنه في الشريعة الإسلامية، لما فيه من تنجيس للماء وتلويث له. كشف العورة: لا يُستحب كشف العورة أمام الناس، حيث لا يجب أن يكشف المرء عورته حتى يدنو من الأرض بحيث لا يراه أحد. استخدام العظم أو الروث في الاستجمار: فقد نهى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الاستنجاء بالعظم والروث وأمر بالاستجمار أي تنظيف النجاسة بالحجارة. السلام أثناء قضاء الحاجة: فلا يجوز السلام على من يقضي الحاجة أو رد السلام أثناء قضاء الحاجة.
﴿ ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثى الليل ﴾ مقطع قمة في الروعة لا تفوت الاستماع له - وديع اليمني - YouTube
حَتّى كانَ الرَّجُلُ يَرْبُطُ الحَبْلَ ويَتَعَلَّقُ، فَمَكَثُوا بِذَلِكَ ثَمانِيَةَ أشْهُرٍ، فَرَأى اللَّهُ ما يَبْتَغُونَ مِن رِضْوانِهِ فَرَحِمَهُمْ، فَرَدَّهم إلى الفَرِيضَةِ، وتَرَكَ قِيامَ اللَّيْلِ. قالَ ابْنُ كَثِيرٍ: والحَدِيثُ في "الصَّحِيحِ" بِدُونِ زِيادَةِ نُزُولِ هَذِهِ السُّورَةِ، وهَذا السِّياقُ قَدْ يُوهِمُ أنَّ نُزُولَ هَذِهِ السُّورَةِ بِالمَدِينَةِ، ولَيْسَ كَذَلِكَ، وإنَّما هي مَكِّيَّةٌ. انْتَهى كَلامُهُ. (p-٥٩٦٥)أقُولُ: وبِمِثْلِ هَذِهِ الرِّوايَةِ يُسْتَدَلُّ عَلى أنَّ مُرادَ السَّلَفِ بِقَوْلِهِمْ: ونَزَلَتِ الآيَةُ، الِاسْتِشْهادُ بِها في قَضِيَّةٍ تَنْطَبِقُ عَلَيْها، كَما بَيَّنّاهُ مِرارًا. وأُخْرِجَ أيْضًا عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ والمُؤْمِنِينَ بِقِيامِ اللَّيْلِ إلّا قَلِيلًا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلى المُؤْمِنِينَ، ثُمَّ خَفَّفَ عَنْهم فَرَحِمَهُمْ، وأنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَ هَذا: ﴿عَلِمَ أنْ سَيَكُونُ مِنكُمْ﴾ الآيَةَ. إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فَوَسَّعَ اللَّهُ -ولَهُ الحَمْدُ- ولَمْ يُضَيِّقْ. وعَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها المُزَّمِّلُ﴾ [المزمل: ١] قامُوا بِها حَوْلًا حَتّى ورِمَتْ أقْدامُهم وسُوقُهُمْ، حَتّى نَزَلَتْ: ﴿فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنهُ﴾ فاسْتَراحَ النّاسُ.
ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس، أخبر أنه سهل عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال: { { وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}} أي: يعلم مقاديرهما وما يمضي منهما ويبقى. { { عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ}} أي: [لن] تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا نقص، لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء زائدا أي: فخفف عنكم، وأمركم بما تيسر عليكم، سواء زاد على المقدر أو نقص، { { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}} أي: مما تعرفون ومما لا يشق عليكم، ولهذا كان المصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا، فإذا فتر أو كسل أو نعس، فليسترح، ليأتي الصلاة بطمأنينة وراحة. ثم ذكر بعض الأسباب المناسبة للتخفيف، فقال: { { عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}} يشق عليهم صلاة ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه، فليصل المريض المتسهل عليه ، ولا يكون أيضا مأمورا بالصلاة قائما عند مشقة ذلك، بل لو شقت عليه الصلاة النافلة، فله تركها [وله أجر ما كان يعمل صحيحا]. { { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}} أي: وعلم أن منكم مسافرين يسافرون للتجارة، ليستغنوا عن الخلق، ويتكففوا عن الناس أي: فالمسافر، حاله تناسب التخفيف، ولهذا خفف عنه في صلاة الفرض، فأبيح له جمع الصلاتين في وقت واحد، وقصر الصلاة الرباعية.