وإذا عرف العبد أن ربه سميع توسل إليه باسمه السميع: فالله -عز وجل- يحب من توسل إلى بأسمائه وصفاته، وهذا ما كان يصنعه الأنبياء أعرف الخلق بالله؛ فهذا إبراهيم -عليه السلام- يقول: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) [إبراهيم: 39]. وتوسل زكريا-عليه السلام- باسم الله السميع ليرزقه الذرية الصالحة قائلًا: ( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران:38]. كم مرة ورد اسم الله السميع في القران. وتوسل زوجة عمران لربها -عليها السّلام- ليتقبل منها ما في بطنها قائلة: ( رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [آل عمران:35]. ودعوات الأنبياء لربهم واستجابته لهم في القرآن كثيرة، لا يتسع المقام لحصرها، فأجابهم -سبحانه وتعالى- فهو السميع العليم. وكذلك من آثار الإيمان باسم الله السميع تنزيه سمع الله -عز وجل- عن مشابهة الحوادث: فلله -تعالى- سمع، وللمخلوقات سمع؛ لكن شتان ما بين سمعه -تعالى- وأسماع سواه؛ فسمع الله محيط بجميع الأصوات لا يخفى عليه شيء منها، وهو صفة لا تنفك عنه -سبحانه-، بخلاف أسماعنا التي هي بأداة قد تعطب، وهي لا تسمع إلا أشياء محدودة قاصرة، فسبحان الله وتعالى عن مشابهة المخلوقات.
فأي إنسان استمع إلى القرآن الكريم ، ولم يستجب معنى ذلك أنه عند الله لم يستمع " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " ما سمع ، الآية إذاً: " سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " [البقرة:285] أي لا تكون سامعاً عند الله إلا إذا استجبت لما سمعت ، مقياس السماع التطبيق. معنى اسم الله السميع - موضوع. مراحل هداية الخلق هي: 1 ـ الهدى البياني: الآية الثانية: " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا " [التحريم:4]. صغت بمعنى أصغت ، علامة حسن الإصغاء أن تستجيب ، من هنا الله عز وجل من حكمته البالغة أنه إذا أراد هداية الخلق هناك مراحل ، أول مرحلة الهدى البياني وأنت معافى ، صحيح ، سليم، مرتاح ، لا يوجد عندك مشكلة ، الله عز وجل يُسمعك الحق من خلال خطبة مسجد ، درس يُلقى ، كتاب يُقرأ ، ندوة تشاهدها ، أسمعك الله الحق ، فأكمل موقف مع الهدى البياني أن تستجيب. " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " [الأنفال:24]. إذا دعاكم لحياة خلقتم من أجلها ، إذا دُعيتم إلى حياة أبدية ، لكم فيها ما تشاؤون فيها: " ما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ " [البخاري ومسلم].
وامرأةُ عِمْران عندما نذرتْ ما في بطْنها خَالصاً لله، لعبادتِه ولخِدْمة بيتِ المَقْدس؛ فقالت: (فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (آل عمران: 35). ثم أخبر تعالى أنه قَبِل منها ذلك: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً) (آل عمران: 37). اسم الله السميع العليم. ودعا زكريا ربَّه أنْ يَرءزقه ذريةً صالحة؛ ثم قال: (إنكَ سميعُ الدُعاء) (آل عمران: 38) فاستجابَ الله دعاءه. ودعا يوسف عليه السلام ربَّه؛ أنْ يَصْرفَ عنه كيدَ النِّسوة: (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (يوسف: 34). وأمر بالالْتِجاء إليه عند حُصُول وَسَاوس شياطين الإنْس والجن؛ فقال تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأعراف: 200). قال ابن كثير رحمه الله: سميعٌ لجَهْل الجَاهل عليك، والاسْتعاذة به مِنْ نَزْغة، ولغير ذلك من كلامِ خَلْقِه، لا يَخْفى عليه منه شيءٌ، عليمٌ بما يُذْهِب عنك نَزْغَ الشيطان؛ وغير ذلك مِنْ أُمُور خَلْقه. من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي.
إن استمرار الدعاء لله تبارك وتعالى: فهو سبحانه وتعالى سميع الدعاء، فالجأ بربِّك وعد إليه بقلب صادق وبكثرة الدعاء ، وأحسن الظن بوجود الإجابة حتى يكون دعاءك أقرب للقبول إن شاء الله تعالى. أكثر من الإلحاح بالدعاء لله تعالى السميع سبحـــانه، كما كان نبي الله يعقوب يقول {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}، وكما كان حال إبراهيم عليه السلام: {.. إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}، أي: كثير التأوه وكهيئة المريض الذي يتألم في سريره. الله تعالى يسمع دعاء العبد في كافة الأزمان والأوقات، قال تعالى: {.. وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}، وسواءً جهر العبد بالدعاء أو أسر به. دوام المراقبـــــة لله سبحانه وتعالى في السر والعلن، فالمؤمن الموحِد يراقب ربَّه في سره وعلانيته؛ لعلمه أن ربَّه يسمعه من فوق عرشه وأنه عليمٌ بسره ونجواه، والآية التي تحذر منها الفرائص، قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}. على العبد أن يجعل سمعه نظيفًا كي يستجب الله تعالى لدعائه، فكما إن الله سبحانه وتعالى سميـــع مُجيــب للدعـــاء، ينبغي أن لا يسمع العبد سوى ما يحب ربَّه ويرض، وحاسة السمع من أهم الحواس وأقواها في الإداراك، لذا قدمها الله تعالى في كلامه عن حواس البشر، قال تعالى: {.. خمس ايات ذكر فيها اسم الله السميع. إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ ». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ». فهو سبحانه مطلع.. ومحيط بعلمه وبصره وسمعه بجميع الكائنات… وقال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّه ُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) آل عمران 181.. وهم اليهود.. السميع - الكلم الطيب. واخبر سبحانه انه يسمع قول الكافرين.. سرهم وجهرهم.. فقال سبحانه: ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَع ُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)… فسبحان من وسع سمعه الكائنات.. الدعاء
للبحث في شبكة لكِ النسائية: (روضة السعداء - منتديات لكِ النسائية - الأرشيف)... 05-11-2008, 04:36 PM #1 ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (التوبة آية 31) هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات.
( ذلك أزكى لهم) أي: أطهر لقلوبهم وأنقى لدينهم ، كما قيل: " من حفظ بصره ، أورثه الله نورا في بصيرته ". ويروى: " في قلبه ". وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عتاب ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة [ أول مرة] ثم يغض بصره ، إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها ". وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر ، وحذيفة ، وعائشة ، رضي الله عنهم ولكن في إسنادها ضعف ، إلا أنها في الترغيب ، ومثله يتسامح فيه. قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ-آيات قرآنية. وفي الطبراني من طريق عبيد الله بن زحر ، ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعا: " لتغضن أبصاركم ، ولتحفظن فروجكم ، ولتقيمن وجوهكم - أو: لتكسفن وجوهكم ". وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن زهير التستري قال: قرأنا على محمد بن حفص بن عمر الضرير المقرئ ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا هريم بن سفيان ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ، من تركه مخافتي ، أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه ".
فبالله عليكِ لا تتركي لهم سبيلاً, بل ضيِّقي عليهم الخناق، وأوصدي في وجوههم الأبواب, بطاعتك لربك وغضك لبصرك. واعلمي ـ أختاه! ـ أنّ من غضّ بصره نوّر الله بصيرته, وسيقذف الله في قلبكِ نوراً ترَين به الحقَّ حقاً، والباطل باطلاً, تميّزين به الخبيث من الطيب. وتذكَّري - رعاك الله – أنَّ غضَّ البصر عزيمة ربانية، وأمر قرآني، لا يسعك التهاون به، ولا التقليل من شأنه, لا تنظري إلى الرجال نظر شهوة، لا في صورة ولا شاشة، ولا في غيرها، بل كوني من المحصنات الغافلات المؤمناتº لتصبحي مع عائشة وخديجة في واسع الجنات. تفسير الآية الكريمة { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ }. ولا تغُرّنّك تلك الجريئة المتعدية التي تُحِدٌّ البصر وتدقِّق النظر, وتقتحم الغادين والرائحين بعينين جائرتين!! فوالله ما هي بصالحةٍ, ولا طيبة، ولا حَصَانٍ, ولا رزان.
صلاحيات هذا المنتدى: تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كاتب الموضوع رسالة nnn2 عضو سوبر عدد المساهمات: 4858 التقييم: 3 العمر: 24 احترام قوانين المنتدى: موضوع: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ... الخميس 24 أكتوبر - 2:49 ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) النور آية 31 هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات.
AHLA_CHOUROUK المسهمات: 308 الإنتساب: 24/12/2014 موضوع: رد: تفسير"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن الجمعة ديسمبر 26, 2014 10:49 pm دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله تفسير"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن