أصبحت مدارس الدول المتقدمة والنامية أيضًا تتبنى عدد هائل من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة من أجل تحقيق أقصى قدر من الاستفادة من العملية التعليمية ، وقد ظهر بالفعل عدد كبير من الأساليب التعليمية والتربوية التي تبدو بسيطة ولكنها في حقيقة الأمر تحمل دلالة كبيرة وتأثير هام على الطلبة والطالبات ، ومن أحدث هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية الصف المقلوب. استراتيجية الصف المقلوب تُعد استراتيجية الصف المقلوب Flipped Classroom هي واحدة من الطرائق التعليمية الحديثة المعتمدة بشكل كبير على التطور التكنولوجي ، وتم إطلاق اسم الصف المقلوب عليها ؛ نظرًا إلى أنها تعتمد بشكل كامل على (قلب) أو (عكس) الطريقة التقليدية المستخدمة في إرسال المعلومات واستقبالها بين الطالب والمعلم ، حيث يعتمد المعلم هنا على استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى يُعزز من درجة فاعلية ومشاركة الطالب في سير العملية التعليمية. وفي ضوء استراتيجية الصف المقلوب ؛ يقوم الطالب بالبحث عن المعلومة بالاعتماد على نفسه دون مساعدة المعلم من أجل إكمال المعلومات المنقوصة التي يحصل عليها داخل الصف ؛ وهذا من شأنه أن يُساعد بالطبع على ترسيخ المعلومات في عقول الطلاب لأنه من حصل عليها بنفسه [1].
فيكون تعرض الطالب للمادة الدراسية خارج الحصة الصفية سواء من خلال فيديو تعليمي يقوم المعلم بتسجيله لشرح درس معين أو قراءات تتعلق بموضوع الدرس. [2] يعرف جونسون الفصل المقلوب بأنه أحد الأنماط التعليمية التي تعتمد على التكنولوجيا والمرشحة لإحداث تغييرات جوهرية في السياق التعليمي والمؤسسات التعليمية. [3] كما يعرفه الخليفة ومطاوع "هو شكل من أشكال التعلم المدمج الذي توظف فيه التقنية الحديثة، لتقديم تعليم يتناسب مع حاجات الطلاب ومتطلبات العصر". مفهوم استراتيجية التعلم المقلوب | الفصول المقلوبة – منار الإسلام. [4] ويعرفه الشرمان بأنه جزء من حركة واسعة يتقاطع فيها التعلم المدمج والتعلم بالاستقصاء وغيرها من استراتيجيات التدريس وأساليبه وأدواته المختلفة التي تسعى إلى المرونة وتفعيل دور الطالب وجعل التعلم أكثر متعة وتشويقاً. [5] ويعرف علي التعلم المنعكس بأنه: شكل من أشكال التعلم المدمج يتكامل فيه التعلم الصفي التقليدي مع التعلم الإلكتروني بطريقة تسمح بإعداد المحاضرة عبر الويب، ليطلع عليها الطلاب في منازلهم قبل حضور المحاضرة ويخصص وقت المحاضرة لحل الأسئلة ومناقشة التكليفات والمشاريع المرتبطة بالمقرر. [6] وقد أصدر مجلس الإدارة لشبكة التعلم المقلوب (FLN) عام 2014 تعريفاً له حيث تم تعريف التعلم المقلوب على أنه:"استراتيجية تعليمية للنقل مجال التدريس من حيز التعلم الجماعي إلى التعلم الفردي أولاً.
وفي ظل الانفجار المعرفي والتطور التكنولوجي، فإن الاتجاهات الحديثة في التعليم تكسر قواعد التعليم التقليدي ورتابته، من خلال تحديد دور المدرس، وجعل المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية،وتنمية دوره الإيجابي وقدرته على المشاركة والبحث والاعتماد على النفس، والتحول من الاهتمام بالمعرفة والمعلومات كغايات في حد ذاتها إلى تنمية عقول المتعلمين ، وإكسابهم القدرة على الاستنتاج والنقد والابتكار والتجديد والإبداع، وهو التوجه نحو "تعلم التعلم" والتعلم الذاتي، والتعليم المستمر، وجعل التعلم الإلكتروني الذي يشكل التعلم عن بعد جزءاً أساسياً منه مكملاً، ومساعداً للتعلم الحضوري. الصفوف المقلوبة "المنعكسة" وتوظيفها في العملية التعليمية - تعليم جديد. ومن الاستراتيجيات الحديثة التي تقوم على استخدام التقنيات الحديثة لتفعيل التعلم الرقمي: استراتيجية التعلم المقلوب. يطلق على الفصول المقلوبة عدة مصطلحات مثل التعلم المقلوب، التعلم المرتد، التعلم العكسي أو الفصل الخلفي. وتباينت تعاريف الصف المقلوب وفق رؤى الباحثين، ووجهات نظرهم حول المقصود بالصف المقلوب، ومن هذه التعريفات مايلي: يعرفها أحمد أوزي الفصل الدراسي المقلوب أو البيداغوجية المعكوسة، عبارة عن مقاربة بيداغوجية ينتقل فيها التعليم المباشر أو جزء منه، من ميدان التعليم والتعلم الجماعي في الفصل الدراسي، إلى ميدان التعليم والتعلم الفردي خارج الفصل الدراسي.
– يعزز التفكير الناقد و التعلم الذاتي و بناء الخبرات ومهارات التواصل و التعاون بين الطلاب. و يمكنكم التعرف أكثر على التأثير الايجابي لهذا النمط من التدريس على المتعلمين و المعلم من خلال هذا الفيديو: 3- أدوات الفصل المقلوب: نقترح هنا مجموعة من الأدوات المجانية و السهلة الاستخدام والتي ستمكن من إدارة الفصل المقلوب على أن نعود لاحقا إلى جرد مفصل لأشهر المواقع و الأدوات المتعلقة بالموضوع. مزيد من التفاصيل في هذا الإنفوجرافيك المصمم من طرف شركة كتاب للتكنولوجيا: Illustration by Peter Hoey
د. حمد الدخيِّل: أخطاء اللغة شائعة تعد اللغة العربية من أهم وأقدم اللغات الإنسانية على مر العصور فهي لغة القرآن الكريم، وتعد من أكثر لغات العالم انتشاراً واستعمالاً، حيث يتحدث بها أكثر من مليار شخص. والاهتمام باللغة العربية والعمل على نشرها عالمياً، وتعزيز حضورها من أهم الأهداف التي تسعى وزارة الثقافة إلى تحقيقها من خلال قطاع «اللغة». مكانه اللغه العربيه في العصر الجاهلي. ويقع الاهتمام باللغة العربية ضمن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله-، خدمة للغة العربية الفصحى إقليمياً وعالمياً ونشرها وتمكينها، والمحافظة على سلامتها، لذلك سبق وأقر مجلس الوزراء إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ضمن المبادرات الثقافية التي تنفذها المملكة للمساهمة في إبراز مكانة اللغة وإثراء المحتوى العربي في مختلف المجالات. ولكن على الرغم من ذلك لا نزال نشاهد في كل يوم ونقرأ ونسمع العديد من الأخطاء اللغوية التي أصبحت للأسف شائعة، إلى درجة أنها قد تصبح يوماً ما أصيلةً في لغتنا وثقافتنا. وقد وصل الأمر أن من ينتمونَ إلى حقول الثقافة والأدب يكررون مقولة: «خطأٌ شائع خير من صواب مهجور». فهل يمكن أن نرضى بهذه المقولة ونستسلم لها؟! وهناك من يرى أن الأهم هو إدراكنا أن القواعد اللغوية، والرسوم الإملائية ليستا قرآناً منزّلاً لا يجوز تعديله أو تطويره أو الإضافة إليه، وهناك من يرى أن الكلمات والمعاني الخاطئة أصبحت كإرهاصات تطور لغوي ومحاولة تأقلم مع متغيرات كل عصر.
ويشير السرحاني إلى مبادرة سبق وأطلقتها إمارة منطقة مكة المكرمة بعنوان: «كيف تكون قدوة باللغة العربية» وهذه الحملة التقطتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي توعدت مرافق الإيواء السياحي التي لا تستخدم اللغة العربية في جميع تعاملاتها بعقوبة إدارية تبدأ من 10 آلاف ريال وتصل إلى 100 ألف، وإلغاء الترخيص، أو بهما معاً. ويضيف: «وهذا يذكرني بما تقدمت به النائبة سولاف درويش، عضو مجلس النواب المصري بأول مشروع قانون للنهوض باللغة العربية وحمايتها، وفقاً لنص الدستور في المادة (2) منه والتي تنص على أن «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع»، ويتضمن المشروع معاقبة غير الملتزمين باستخدام اللغة العربية وفقاً لأحكام القانون بدفع غرامة تصل إلى 10 آلاف جنيه». تلافي الأخطاء من جهته يقول الأديب الدكتور حمد بن ناصر الدُّخَيِّل -أستاذ الأدب والنقد، والمهتم باللغة والتاريخ، وتحقيق كتب التراث، وثقافة الأمم-: «لم تعد أخطاء اللغة تعد بالأرقام، بل أصبحت ظاهرة شائعة فيما نسمع ونقرأ، وكأنها أصبحت أمراً طبيعياً لا يقابل باعتراض واستنكار، ومحاولة لتصحيح الوضع اللغوي المتدهور».
وقد جرى العرف أن تقيم العديد من المؤسسات في العالم احتفالات بهذه اللغة تتضمن محاضرات ونشاطات ثقافية وفنية منوعة، وقد اختير"العربية والتواصل الحضاري" عنوانا لاحتفالية 22021 باليوم العالمي للغة العربية. مواضيع ذات صلة 1- واقع اللغة العربية في دول الخليج: دول الخليج لا تعد منفصلة عن واقع العربية في معظم الدول العربية، حيث إنها ليست محكية ولا مستعملة في المعاملات اليومية، وإنما يقتصر استعمالها على الخطابات الرسمية، والإعلام الرسمي، والكتب العملية، والأدبية، ولا تدخل في معظم التخصصات الجامعية؛ إذ إن تخصصات العلوم البحتة تدرَّس باللغات الأجنبية وعلى رأسها الإنكليزية. ما هي مكانةُ العربية بين اللغات الحية؟ – الشروق أونلاين. وتقام مسابقات ومناسبات عديدة في دول الخليج احتفالا باللغة العربية الفصحى، ولكن مع ذلك تبقى تعاني من قلة الاستعمال، ومن جهل الجيل الجديد في استعمالها، وهذا كما قلنا آنفا ينطبق على جميع الدول العربية. 2- اللغات المنافسة للعربية في دول الخليج: لم تشذّ الدول الخليجية عن واقع سيطرة الإنكليزية على باقي اللغات الأجنبية المستعملة في الحياة والمعاملات اليومية وفي تعليم العلوم البحتة، والغريب أنه لا يطلب من متكلمي اللغات الأجنبية تعلم العربية، كما يحصل في باقي الدول التي يقصدها المهاجرون واللاجئون، حيث نرى أن معظم دول العالم تطلب من قاصديها تعلم لغاتها حتى يتمكنوا من الحصول على العمل والاندماج في المجتمع، ولكن للأسف هذا لا يتم في دول الخليج، ولا في باقي الدول العربية، وكم كانت العربية ستستفيد من مثل هكذا خطوة، طبعا مع عدم إلغاء معرفة اللغة الأجنبية المعتمدة في دول الخليج.
وقال عز من قائل: (قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [3]. قال ابن كثير: (أي هو قرآن بلسان عربي مبين لا اعوجاج فيه ولا انحراف). جريدة الرياض | المملكة تعزز مكانة اللغة العربية محلياً وإقليمياً وعالمياً. اختارَ الله تعالى اللغة العربيّة؛ لتكونَ لغةَ الوحي، لغةَ القرآن، ولغةَ الحديث الشريف؛ إذ لا تَصِحُّ قراءة القرآن الكريم إلا باللغة العربيّة، ولا تَصِحُّ بعض العبادات، كالذِّكر، والصلاة إلّا بها؛ فالصلاة كلّها لا تتمّ إلّا باللغة العربيّة، وقراءة القرآن الكريم ركنٌ من أركان الصلاة [4]. وهي أيضا لغةٌ واسعةُ المدى والبيان، وقد كان العرب يتفاخرون بقدرتهم على نظم الشّعر وضرب الأمثال والنّثر والبلاغة، ومازالَ اللّسانُ العربيّ فصيحاً حتّى اختلطت بالعرب عناصرَ من العجم الذين دخلوا في الإسلام عصرَ الدّولة الأمويّة، وبشكلٍ أكبر في عصر العبّاسيين المُتأخّر؛ حيث أُعجمت الألسنة وتأثّر بَريق لغة الضّاد، فاحتاجَ الأمر أن يقف رجال القواعد لضبط الألسنة وتقويم اعوجاجها، وتنقيحها من الدّخائل والمُصطلحات التي ليست منها. قال الشاعر حافظ إبراهيم في اللغة العربيّة لغة القرآن، وأنّها لغة واسعة، ولغة اشتقاقيّة، وقد تُشتَقُّ منها أسماء الآلات أيضاً، مثل: مِفكّ، وسِكّين، وأنها إذا كانت قادرة على استيعاب ألفاظ القرآن المُعجِز، فكيف بقدرتها على استيعاب مُفردات الحياة اليوميّة [5]: وَسِعتُ كتابَ الله لفظاً وغايةً ** وما ضِقتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فَكَيْفَ أَضِيقُ الْيَوْمَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ ** وَتَنْسِيقِ أَسْمَاءٍ لِمُخْتَرَعَاتِ أَنَا البَحْرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ ** فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتِي.
وتواصل الوزارة جهودها لخدمة اللغة العربية وإبراز مكانتها، بالعمل على تطوير مناهج اللغة العربية، وزيادة الإثراءات والتطبيقات اللغوية في المناهج الدراسية، وتعزيز مهارات الفهم القرائي للطلبة، من خلال تخصيص خمس إلى عشر دقائق للقراءة والكتابة مع بداية الحصة الدراسية، إلى جانب التنظيم والمشاركة في المسابقات والفعاليات الخاصة بالخط العربي واللغة العربية، وترسيخ استخدامها في المنشآت التعليمية كلغة تواصل، وتشجيع الترجمة العلمية من اللغات الأجنبية إلى العربية، إضافة إلى إنشاء كليات وأقسام خاصة بها في الجامعات الحكومية والأهلية. كما تقدم وزارة التعليم مبادرات وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في المدارس السعودية بالخارج، وبعثات التعليم في الدول المضيفة، إضافة إلى افتتاح المعاهد خارجياً، وخدمة المبتعثين وأبنائهم والجاليات العربية والإسلامية، والتعريف بالثقافة العربية على نطاق واسع.