قال البخاري -رحمه الله- في (الأدب المفرد): "باب قبول الهدية" وروى فيه عن ثابت قال: كان أنس يقول: "يا بني تبادلوا بينكم؛ فإنه أود لما بينكم" [قال الألباني: صحيح الإسناد]. وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "قبول الهدية سنة مستحبة تصل المودة وتوجب الألفة". خصائص هذه الوسيلة الدعوية: 1- تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام. 2- تؤدي إلى الحب بين الطرفين. 3- تذهب وحر الصدر والبغضاء والشحناء. 4- تفتح القلوب، وتقرب بين وجهات النظر. ص467 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - حديث الهديه لا تهدى ولا تباع - المكتبة الشاملة الحديثة. 5- تشق طريق الدعوة إلى القلوب. 6- لها دور مهم في استلال السخائم -سخائم الحقد وأدران التنافس والحسد- من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة، والمحبة والألفة 7- من أهم وسائل كسب القلوب، وبقاء العلاقة بين الناس. ومن أهداف هذه الوسيلة الدعوية: 1- حب المدعو للداعي؛ للمساعدة على باقي الطريق إذ أن الناس يحبون من يظهر بهم الاهتمام. 2- نشر سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبول وإعطاء الهدية. 3- قفل باب الشر، وإغلاق باب الشبهات في القلوب. ضرب أمثلة تساعد في تطبيق هذه الوسيلة الدعوية: - الاهتمام بمظهر الهدية الخارجي. - توصيل فكرة، أو هدف من خلال الهدية. - مثلاً شخص عنده خلل في اتباع السنة، فتهدي إليه شريطًـًا، أو كتابًا يعالج هذه القضية.
بوكس صب واي
ومما يدل على جواز تصرف المهدى إليه في الهدية بجميع أنواع التصرفات الشرعية ما ورد في الحديث عن أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلحم تصدق به على بريرة - وهي مولاة عائشة - فقال: هو عليها صدقة وهو لنا هدية) رواه البخاري ومسلم. وقد ذكر الحافظ ابن حجر أنه يؤخذ من الحديث أن الهدية تملك بوضعها في بيت المهدى له ولا يحتاج إلى التصريح بالقبول وأن لمن تصدق عليه بصدقة أن يتصرف فيها بما يشاء. فتح الباري ١١/٣٣٤. وقد ترجم الإمام البخاري في صحيحه لهذا الحديث بقوله " باب إذا تحولت الصدقة " وقال الإمام العيني في شرحه لعنوان الباب: [أي هذا باب يذكر فيه إذا تحولت الصدقة يعني إذا خرجت من كونها صدقة بأن دخلت في ملك المتصدق عليه] عمدة القاري ٦/٥٥٠. هل الهدية لا تُهدى ولا تُباع ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وذكر الإمام البخاري حديث أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قال: (دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فقال: هل عندكم شيء؟ فقالت: لا إلا شيء بعثت به إلينا نسيبة - وهي أم عطية - من الشاة التي بعثت بها من الصدقة. فقال: إنها قد بلغت محلها). قال الإمام العيني: [وفيه - أي الحديث السابق - دليل على تحويل الصدقة إلى هدية لأنه لما كان يجوز التصرف للمتصدق عليه فيها بالبيع والهبة لصحة ملكه لها حكم لها بحكم الهبة] عمدة القاري ٦/٥٥١.
[حديث: " الهديه لا تهدى ولا تباع ".. ] ـ [عبدالرحمن الناصر] ــــــــ [08 - 09 - 06, 03: 21 م] ـ "الهديه لا تهدى ولا تباع" ؟؟ هل هو حديث؟؟ واذا كان حديث.. ما مدى صحته؟؟ ـ [عبد الرحمن السديس] ــــــــ [08 - 09 - 06, 04: 02 م] ـ لا أظن أنه حديث. ومعناه باطل. هل المقولة صح الهدية لا تهدى و لا تباع ؟ | دنيا الوطن. فالهدية يمكلها الإنسان وتكون كبقية ماله له أن يتصرف فيها بما شاء. ـ [أبو رحمة السلفي] ــــــــ [08 - 09 - 06, 06: 36 م] ـ ليس له أصل في الشرع ومخالف لإحاديث صحيحة تبين أنه يمكن أن يهدى من الهدية.. ـ [محمد العامر] ــــــــ [08 - 09 - 06, 11: 59 م] ـ لا أظن أنه حديث. هذا ما سمعته من سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في حياته في أحد دروسه لما سئل عن هذه المقولة
مما يدل على انها تدخل بملكه وله حق التصرف بها.
السؤال: هذه رسالة وصلت من المغرب، من أحد الإخوة المستمعين، يقول في هذا السؤال: شخص أهديت له هدية عبارة عن مجوهرات ذهبية، السؤال: هل له أن يبيعها، ويستفيد بثمنها؟ أفتونا جزاكم الله خيرًا. الجواب: نعم، إذا أهدي لك هدية، وليست رشوة، هدية من أخ محب، أو من قريب ليست في مقابل خيانة ولا.. فلا بأس، تكون مالًا لك تتصرف فيها.. تبيعها.. تمسكها.. تهديها إلى غيرك، لا بأس، أما إن كانت رشوة حتى تميل عن الحق، أو حتى تحكم بالجور، أو حتى تظلم أحدًا؛ فلا يجوز ذلك، إذا كانت هذه الهدية رشوة لك حتى تظلم، أو تخون في قضية عندك، أو أنت قاضي وتحكم بغير الحق، كل هذا منكر. وأما إذا كان هدية لله وفي الله؛ لأنك صديقه؛ لأنك أخوه في الله؛ لأنك قريبه؛ ليس لأي أمر آخر من أمور الخيانات والظلم؛ فلا بأس بذلك، هي مال لك تتصرف فيها، والسنة لك أن تقابله، أن تثيبه على هديته، كان النبي ﷺ يقبل الهدية، ويثيب عليها، يعني: يعطي عليها المقابل، هذا هو الأفضل. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
وَرَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، يَبْتَغُونَ بِهَا ـ أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ ـ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هَذَا أَوَّلًا. ثانيًا: إِذَا تَمَّ قَبْضُ الهَدِيَّةِ، فَالمُهْدَى لَهُ صَارَ حُرَّ التَّصَرُّفِ فِيهَا، هَدِيَّةً أَو بَيْعًا، رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ: «هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ». وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: فَإِذَا قُدِّمَتْ هَدِيَّةٌ لِإِنْسَانٍ، حَتَّى وَلَو كَانَتْ صَدَقَةً، وَقَبَضَهَا، تَحَوَّلَتْ مِنْ كَوْنِهَا صَدَقَةً إلى مِلْكٍ لَهُ، وَهُوَ يَتَصَرَّفُ فِيهَا بِمَا يَشَاءُ وَفْقَ شَرْعِ اللهِ تعالى. وَأَمَّا قَوْلُ النَّاسِ: الهَدِيَّةُ لَا تُهْدَى وَلَا تُبَاعُ؛ فَغَيْرُ صَحِيحٍ شَرْعًا. هذا، والله تعالى أعلم.
أي: إنما يستجيب لك أحياء القلوب، وأما أموات القلوب، الذين لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون، وموعدهم القيامة، يبعثهم الله ثم إليه يرجعون، ويحتمل أن المراد بالآية، على ظاهرها، وأن الله تعالى يقرر المعاد، وأنه سيبعث الأموات يوم القيامة ثم ينبئهم بما كانوا يعملون. ويكون هذا، متضمنا للترغيب في الاستجابة لله ورسوله، والترهيب من عدم ذلك. { وَقَالُوا} أي: المكذبون بالرسول، تعنتا وعنادا: { لَوْلا نزلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} يعنون بذلك آيات الاقتراح، التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة.
۞ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وقوله: ( إنما يستجيب الذين يسمعون) أي: إنما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام ويعيه ويفهمه ، كقوله: ( لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) [ يس: 70] ، وقوله ( والموتى يبعثهم الله) يعني: بذلك الكفار; لأنهم موتى القلوب ، فشبههم الله بأموات الأجساد فقال: ( والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون) وهذا من باب التهكم بهم ، والازدراء عليهم.
وجملة (تدعون (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة (شاء.... ) لا محلّ لها اعتراضية.... وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء أن يكشف كشف. وجملة (تنسون... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكشف. وجملة (تشركون... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
تفسير القرآن الكريم
فرق كبير بين من يستجيب لدعوة الحق و ينقاد لأمر الله توقيراً و تطبيقاً و إذعاناً و دعوة و حباً لنشر الخير. و بين ميت القلب الذي اشترى هواه فأصم فمه و أذنيه عن سماع الحق و الاستجابة له و أغلق قلبه عن الإذعان و التسليم لأمر الله. أموات القلوب: لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون، وموعدهم القيامة. { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الأنعام 36 ، 37]. قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ} لدعوتك، ويلبي رسالتك، وينقاد لأمرك ونهيك { الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} بقلوبهم ما ينفعهم، وهم أولو الألباب والأسماع. والمراد بالسماع هنا: سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن،يشترك فيه البر والفاجر. فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى،باستماع آياته، فلم يبق لهم عذر، في عدم القبول. إنما يستجيب الذين يسمعون. { وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يحتمل أن المعنى، مقابل للمعنى المذكور.
وللتفرقة بين التحضيض والتنديم: فقد فرق النحاة بين الاثنين فقالوا إذا دخلت لولا على الفعل المضارع فهي للتحضيض وإن دخلت على الفعل الماضي فهي للتنديم.. إعراب الآية رقم (38): {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}.