البيت العاشر قاتل مجموعة من الأشخاص عنترة، وأُصيب فرسه في بطنه، وكان عدد الرماح الكبيرة المُوجّه له أشبه بحبال مُتدلّية من بئر. البيت الحادي عشر لم يستسلم عنترة، وبقي يُقاوم بالأعداء، حتّى أُصيب فرسه بجرح آخر عميق، ونزف الكثير من الدم، وتراجعت حالته الصحيّة كثيرًا. البيت الثاني عشر يصف الشاعر مُعاناة الحصان؛ بسبب الضّربة القويّة المُؤلمة التي أُصيب بها، حتّى أمالَ رأسَه نحو فارسه، وكأنّه يشكو ألمه. قال عنترة بن شداد : هلا سألت الخيل يا ابنة مالك /// إن كنت جاهلة بما لم تعلم . يخبرك من شهد الوقيعة أنني /// أغشي الوغى وأعف عند المغنم . حدد - من النص . ما يشبه بيتي عنترة، واشرح وجه الشبه بينها - عالم الاجابات. البيت الثالث عشر يُواصل الشاعر وصف الحصان، ويقول إنّه يدمع ويصهل ليُعبّر عن ألمِه الشديد، ولو كان بمقدوره الكلام لَفَعل وعبّر عن وجعه. البيت الرابع عشر حصل الشاعر على تأييد الكثير من الذين كانوا في صفوف القتال، وشجّعوه على مُواصلة القتال؛ وذلك بسبب شجاعته. البيت الخامس عشر يصف الشاعر في هذا البيت الجنود في المعركة، ووصفهم بالشّجعان الذين يُقاتلون بكلّ شدة وحزن دون خوف. البيت السادس عشر يذهب الشاعر في رحلة إلى البراري، ولا يأخذ معه شيئًا أبدًا؛ ليكون عقله رفيقه الوحيد في هذه الرحلة. البيت السابع عشر يُعبّر الشاعر في البيت الأخير عن تمنّيه عدم انتهاء الحرب حتّى يتمكّن من قتل أعدائه. معاني مفردات قصيدة هلا سألت الخيل فيما يأتي بعض الكلمات التي قد يصعب فهمها في القصيدة: المفردة المعنى متردم الشيء الذي تم اصلاحه.
شرح أبيات قصيدة هلا سألت الخيل لعنترة بن شداد: البيت الأول: في البيت الاول يطالب الشاعر ابنة عمّه بأن تسأل الفرسان المقاتلين عن حقيقته في الحرب، وعن شجاعته وفروسيته، خاصة وان الكثير ن منافسي الشاعر اثاروا الاشاعات حول جبن الشاعر. البيت الثاني: يذكّر الشاعر ابنة عمّه بأنه يبقى على ظهر الفرس مقاتلاً صامداً، لا يتوقف عن القتال في المعركة، هذا يحدث حتى ولو عرّض الفرس للضربات والجروح. البت الثالث: يذكر الشاعر انه يوجّه الفرس بدون تردد للقتال فهذه مرّة, وفي المرّة الاخرى يميل بفرسه نحو الجيش الكثير المسلّح. البيت الرابع: هو جواب البيت الاول بحيث ان عبلة اذا ما حصلت على الجواب فسيكون حتماً ان الشاعر يشهد له كل من حضر المعركة بأنه شجاع, يقتحم المعركة بلا تردد هذا من جهة, ومن جهة اخرى يشهد له اصدقاءه في المعركة انه عفيف, يترفع بنفسه عن المكاسب التي تؤخذ في المعركة, وهذا بذاته يدّل على شهامة الشاعر. البيت الخامس: يذكر الشاعر وجود فارس شجاع يقاتل بشدّة, بحيث ان جميع اعدائه يكرهون قتاله, اذ انه لا يهرب ولا يستسلم ويقاتل حتى الموت. شبكة شعر - عنترة بن شداد - هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي. البيت السادس: فاجأ الشاعر هذا الفارس بضربة قوّية هادفة لم تخطأ. البيت السابع: هنا يصف الشاعر عملية قتله للفارس بأنه وجه اليه رمحاً فاصابه, ولكن الشاعر يرى في نفسه كريماً وكذلك الفارس المقتول كريماً, وان الكرم لا يمنع من المواجهين الكريمين شجاعين الاول قاتل والثاني مقتول.
البيت الثاني يُؤكّد الشاعر لابنة عمّه قوّته وإصراره على الفوز في المعارك والحروب، حتّى لو كان ذلك على حساب إلحاق الضّرر به وبفَرَسه. البيت الثالث يقول الشاعر إنّه لا يتردّد في القتال أبدًا، فيتوجّه هو وفرسه نحو الجيوش المُسلّحة بكلّ قوّة وشجاعة. البيت الرابع في هذا البيت جواب السؤال الذي طرحه على ابنة عمّه في البيت الأول، فسيشهد له كل من كان في المعركة بأنّه شُجاع لا يخشى شيئًا، وسيشهدون أيضًا بأنّه عفيف النفس، لا يطمع بمكاسب المعركة. البيت الخامس يصف الشاعر نفسه بأنّه شجاع، ولا يهرب ولا يستستلم، بل يُقاتل حتّى الموت، وهذا يجعل الأعداء يكرهون مُواجهته. البيت السادس يتحدّث الشاعر عن الضربة التي وجهها للفارس؛ إذ كانت هذه الضربة قوية، ولم تخطأ رَميتَها. البيت السابع يتحدّث عنترة عن قتاله مع الفارس، إذ وجّه له رمحًا فأصابه، ووصف نفسه والفارس بالكَريمين، وأنّ الكرمَ لم يمنع القتال بينهما، فأصبحا الاثنين قاتلًا ومقتولًا. البيت الثامن لم يدفن الشّاعر الفارس الذي يقتله، وترك جثته تأكلها السباع والوحوش الضالة. البيت التاسع عندما توجه الأعداء إلى عنترة ليأخذوا منه الثأر، هاجمهم هجومًا شديدًا، وكان شجاعًا ذا بأس قويًّا في ذلك.
البيت الثامن: الشاعر يتخلى عن جثة الفارس ويتركه جيفة لتأكلها السباع بدون رحمة. البيت التاسع: يذكر الشاعر أنه عندما أقبل الاعداء ليأخذوا الثأر منه هجم عليهم هجوماً شجاعاً. البيت العاشر: هؤلاء الأعداء اخذوا يقاتلون عنترة, وتعرّض حصانه للضرب حتى اصيب في بطنه، وكثرة الرماح تشبه الحبال المتدلّية في البئر. البيت الحادي عشر: يخبرنا الشاعر انه ما زال يقاوم الأعداء، حتى ان حصانه اصيب بجرح كبير، وأخذ الدم ينزف مما ادى إلى ترّدي حالة الحصان. البيت الثاني عشر: هنا يصف الشاعر حالة عاطفية للحصان فقد كانت الضربة قوّية ومؤلمة، حتى ان الحصان مال نحو الفارس يشكو بالصهيل هذا الألم. البيت الثالث عشر: يذكر الشاعر بأن شكوى الحصان كانت عن طريق الدموع والصهيل، ولو كان بمقدرته الكلام لاشتكى بلغة الحوار لصديقه الفارس. البيت الرابع عشر: تلّقى الشاعر التأييد الكبير من جنوده بسبب بطولته وشجعوه للقتال. البت الخامس عشر: يصف الشاعر جنوده بأنهم يقتحمون المعركة بدون خوف وبشجاعة وشدة وحزم. البيت السادس عشر: الشاعر يستهل السفر في البراري, ويكون العقل هو الرفيق. البت السابع عشر: يؤكد الشاعر في البيت الاخير، انه يتمنى ان تستمر الحرب حتى يقتل خصماه, وهما هرم وحصين ابني رجل قُتِل من قِبَل الشاعر بذلك ارادوا الثأر لأبيهما.
فكل من الهمزة واللمزة عياب طعان، لكن بينهما فرق، وكلام العلي الحكيم يتنزه عن التكرار الذي ليس له فائدة، وفي ترتيب ألفاظ وآيات القرآن لا بد من حكمة تطلب، فمن أدركها فقد ظفر.
وَهذا الحَديثُ صَرِيحٌ في أَنَّهُ يَنْبغي أنْ لا يتَكَلَّم إلاَّ إِذَا كَان الكَلامُ خَيْرًا، وَهُو الَّذي ظَهَرَتْ مصْلحَتُهُ، وَمَتى شَكَّ في ظُهُورِ المَصْلَحةِ، فَلا يَتَكَلَّمُ. وعَنْ أَبي مُوسَى رضي الله عنه قَال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أيُّ المُسْلِمِينَ أفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَيَدِهِ» [12] متفق عَلَيْهِ. وعن سَهْلِ بنِ سعْدٍ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بيْنَ رِجْلَيْهِ أضْمنْ لهُ الجَنَّة» [13]. [1] ( أخرجه أحمد في المسند (17998)، من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (2824)، وحسنه لشواهده محققو المسند، ط: الرسالة. [2] ( تفسير البغوي (8/526) [3] ( تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 934). [4] ( تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 934). تفسير سورة الهمزة. [5] ( الكشاف (4/ 223). [6] ( زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (9/ 229-230) [8] ( أخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2502)، وقال حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2834). [9] ( روي من حديث أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الوَيْلُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ» أخرجه الترمذي (3164)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (6148) [10] ( رياض الصالحين ت الفحل (ص: 421).
[ ص: 3972] (104) سورة الهمزة مكية وآياتها تسع بسم الله الرحمن الرحيم ويل لكل همزة لمزة (1) الذي جمع مالا وعدده (2) يحسب أن ماله أخلده (3) كلا لينبذن في الحطمة (4) وما أدراك ما الحطمة (5) نار الله الموقدة (6) التي تطلع على الأفئدة (7) إنها عليهم مؤصدة (8) في عمد ممددة (9) تعكس هذه السورة صورة من الصور الواقعية في حياة الدعوة في عهدها الأول. وهي في الوقت ذاته نموذج يتكرر في كل بيئة.. صورة اللئيم الصغير النفس، الذي يؤتى المال فتسيطر نفسه به، حتى ما يطيق نفسه! ويروح يشعر أن المال هو القيمة العليا في الحياة. القيمة التي تهون أمامها جميع القيم وجميع الأقدار: أقدار الناس. وأقدار المعاني. وأقدار الحقائق. وأنه وقد ملك المال فقد ملك كرامات الناس وأقدارهم بلا حساب! كما يروح يحسب أن هذا المال إله قادر على كل شيء لا يعجز عن فعل شيء! سوره ويل لكل همزه لمزه وتفسيرهاوالاخره. حتى دفع الموت وتخليد الحياة. ودفع قضاء الله وحسابه وجزائه إن كان هناك في نظره حساب وجزاء! ومن ثم ينطلق في هوس بهذا المال يعده ويستلذ تعداده; وتنطلق في كيانه نفخة فاجرة، تدفعه إلى الاستهانة بأقدار الناس وكراماتهم. ولمزهم وهمزهم.. يعيبهم بلسانه ويسخر منهم بحركاته. سواء بحكاية حركاتهم وأصواتهم، أو بتحقير صفاتهم وسماتهم.. بالقول والإشارة.
سورة الهمزة ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾ [الهمزة: 1 - 3].. تلاوة مباركة بصوت الشيخ ناصر القطامي لسورة الهمزة.
تجنب الإشارة إلى الناس بألقابهم وأسمائهم التي يكرهونهم، بما في ذلك من استهزاء وسخرية يحاسب عليها المرء يوم القيامة. يجب على المسلم ان يكون لطيف القول، حسن الخلق، فلا يجوز إيذاء الغير بالكلام الجارح أو اللفظ المسيء. تعتبر الإجابة على سؤال من الشخص الذي أُنزلت فيه سورة الهمزة تفتح الباب أمامنا للتعرف على الخلق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، والتي يجب أن يتجنبها.
الحمد لله كرّم بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه وسلّم تسليمًا كثيرًا.. أمّا بعد: فاتقوا الله عباد الله.. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. أيها الأخ المبارك: لن تجد أرق ولا أحنى على مشاعرك كإنسان من هذا الدين العظيم؛ ولذا أمر الله تعالى بإعطاء الإنسان حقّه حتى في الكلمات وتعبيرات الوجه وشدد في الأثر على عكس ذلك، فرُوي: «شِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ» [1].. واليوم نقف مع معالم من سورة من سور القرآن تُجَسِّدُ هذا المعاني، ألا وهي سورة الهمزة، هي سورة مكية.. ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]، "قال ابن عباس: هم المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب، ومعناهما واحد وهو العياب. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الهمزة - تفسير قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده- الجزء رقم6. وقال مقاتل: (الهمزة): الذي يعيبك في الغيب، و(اللمزة): الذي يعيبك في الوجه.
بالغمز واللمز. باللفتة الساخرة والحركة الهازئة! وهي صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية حين تخلو من المروءة وتعرى من الإيمان. والإسلام يكره هذه الصورة الهابطة من صور النفوس بحكم ترفعه الأخلاقي. وقد نهى عن السخرية واللمز والعيب في مواضع شتى. إلا أن ذكرها هنا بهذا التشنيع والتقبيح مع الوعيد والتهديد، يوحي بأنه كان يواجه حالة واقعية من بعض المشركين تجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتجاه المؤمنين.. فجاء الرد عليها في صورة الردع الشديد، والتهديد الرعيب. وقد وردت روايات بتعيين بعض الشخصيات. ولكنها ليست وثيقة. فنكتفي نحن بما قررناه عنها.. [ ص: 3973] والتهديد يجيء في صورة مشهد من مشاهد القيامة يمثل صورة للعذاب مادية ونفسية، وصورة للنار حسية ومعنوية. سورة الهمزة { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ }. وقد لوحظ فيها التقابل بين الجرم وطريقة الجزاء وجو العقاب. فصورة الهمزة اللمزة، الذي يدأب على الهزء بالناس وعلى لمزهم في أنفسهم وأعراضهم، وهو يجمع المال فيظنه كفيلا بالخلود! صورة هذا المتعالي الساخر المستقوي بالمال، تقابلها صورة " المنبوذ " المهمل المتردي في " الحطمة " التي تحطم كل ما يلقى إليها، فتحطم كيانه وكبرياءه. وهي نار الله الموقدة وإضافتها لله وتخصيصها هكذا يوحي بأنها نار فذة، غير معهودة، ويخلع عليها رهبة مفزعة رعيبة.