[مراتب صلة الرحم] ومراتب الصلة كثيرة: أولها وأعلاها: الواصل لمن أساء إليه، كما ورد في حديث مسلم عن الرجل الذي جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: (إن لي رحماً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، فقال: لئن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل - أي: الرمل الحار- ولا يزال لك عليهم من الله ظهير). المرتبة الثانية: الواصل لمن قطع وإن لم يسئ إليه.
وقال الشهيد الثاني عليه الرحمة في بيان مراتب صلة الرحم: ( إن أعظم مراتبه الصلة بالنفس ، وقد وردت في ذلك أخبار كثيرة. وبعده الصلة بدفع الضرر ، بمعنى دفع الضرر عن الرحم إذا توجه له. وبعده الصلة بإيصال المنفعة. ما هي مراتب الناس في صلة الرحم - لسان العقل. وبعده صلة من تجب نفقته على الرحم مثل زوجة الأب ، وزوجة الأخ. وأدنى مراتب الصلة أداء السلام للرحم ، وأدنى منه إرسال السلام له ، وهكذا الدعاء له في غيبته ، والقول الحسن حال حضوره). ـ قطع الرحم عرفي أيضاً ، كما أن الصلة كذلك فهو عبارة عن كل أمر يفهم منه في نظر العرف القطع ، مثل عدم التحية أو التهجم أو الاعراض أو عدم مساعدته عند شدة الاحتياج ، أو عدم الدفاع عنه ، أو ترك الاحترام والأدب معه أو عدم جواب الرسالة في السفر أو الحضر أو عدم الزيارة والملاقاة أو عدم عيادته اذا كان مريضاً أو اذا كان عائدا من السفر. وتختص القطيعة بما اذا كانت ناشئة من الهجران والحقد ، فلا تحصل بترك العيادة أو الزيارة اذا لم يكن سببهما الهجران والحقد بأن كان لأسباب أخر كالغفلة أو الجهل بالمرض أو القدوم من السفر وغيره من أسباب الزيارة واللقاء ، أو كان لمانع شرعي وغير ذلك من الأمور التي يكون فيها معذوراً عند الله تعالى.
إلاّ أن يكون رفع حاجته موجبًا للعسر و الحرج أو أن تكون حاجته غير مشروعة ، أو أنه يقع في المعصية في طريق قضاء حاجته ، و هنا لا تجب ، مثلاً يعود قريبه من السفر ، و إذا لم يزره اعتبر عمله عرفًا قطعًا للرحم لكنه ، إذا أراد زيارته فإنه سيقع في المعصية ، هنا لا شكّ في عدم وجوب هذا القسم من الصلة. الشيخ محمد جعفر السعيد الآثار المعنوية لصلة الرحم صلة الرحم تزيد في تماسك المجتمع علماء النفس يؤكدون ان زيارة الأقارب تقوي الجهاز المناعي وتحمي الجسم من الأمراض كيف ننزل البركة في منازلنا؟
1) ما مفهوم صلة الرحم a) رحم الإنسان هم الاب و الام فقط b) رحم الإنسان هم أقربائه، من اب و ام و اخ و عم و عمة و خال و خالة... الذين تتكون منهم العائلة الكبيرة التي ينتمي إليها.
و من أسوأ أقسام القطع ، أن لا يهتم الإنسان بالرحم الفقير ، و بسبب ما يملكه هذا الإنسان من مال و ثروة و اعتبار دنيوي ، فإنه لا يعتني برحمة المسكين و يصل إلى عدم اعتباره من رحمه ، فيتكبر عليه أما إذا كان قريبه غنيًا ، يعتبره من رحمه فيحترمه ، و هذا الفعل ليس صلة رحم في الحقيقة ، بل يكون اعتنى بحال و جيفة الدنيا ، لا بالشخص الرحمي لكونه من رحِمه لأنه لا يهتم برحمة الفقير. و من أسوأ أقسام القطع ، أن لا يهتم الإنسان بالرحم الفقير ، و بسبب ما يملكه هذا الإنسان من مال و ثروة و اعتبار دنيوي ، فإنه لا يعتني برحمة المسكين و يصل إلى عدم اعتباره من رحمه ، فالقدر المسلم من وجوب الصلة ، هو المقدار الذي لا يصدق معه قطع الرحم عرفا ، إذن كل عمل صدق عليه صلة الرحم فإذا لم يفعله قيل قطع رحمه وجب هذا العمل شرعا ، مثلاً إذا كان لإنسان قريب غني من رحمه و طالبه بمساعدته لرفع حاجته فتضايق الغني منه فيكون قد قطع رحمه ، إذن إعطاء المال ودفعه بمقدار يسد حاجته يعتبر صلة رحم ، و لا شك في وجوبه. و هذا بالنسبة لكل حاجة ضرورية و طلبها من رحمه و كان قادرًا عليها ، فإذا لم يفعلها له اعتبر عرفًا قاطعاً للرحم ، و هذا القسم من الأعمال واجب عليه.
حدثنا مسروق بن أبان الحطاب, قال: ثنا وكيع, قال: ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله. ورُوي عنه أيضا خلاف هذين القولين, وهو ما حدثنا به ابن بشار, قال: ثنا يحيى, قال: ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: أحدهما الذي يأكل لحوم الناس, والآخر الطعان. وهذا يدلّ على أن الذي حدث بهذا الحديث قد كان أشكل عليه تأويل الكلمتين, فلذلك اختلف نقل الرواة عنه فيما رووا على ما ذكرت. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) أما الهمزة: فأكل لحوم الناس, وأما اللمزة: فالطعان عليهم. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, قال: الهمزة: آكل لحوم الناس: واللمزة: الطعان عليهم. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن خثيم, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: ويل لكلّ طعان مغتاب. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية, قال: الهمزة: يهمزه في وجهه, واللمزة: من خلفه. سبب نزول سورة الهمزة - موقع المرجع. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, قال: يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه, ويأكل لحوم الناس, ويطعن عليهم.
في الحديثِ: النَّهيُ عن نقْل الكلامِ بنيَّة الإفسادِ. مصدر الشرح: تحميل التصميم
ثم ذكر سبب عيبه وطعنه في الناس 2 الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ أي إن الذي دعاه إلى الحط من أقدار الناس وازدرائهم هو جمعه للمال وتعديده مرة بعد أخرى، شغفًا به وتلذذًا بإحصائه، لأنه يرى أن لا عزّ إلا به، ولا شرف بغيره، فهو كلما نظر إلى كثرة ما عنده ظن أنه بذلك قد ارتفعت مكانته، وهزأ بكل ذي فضل ومزية دونه، ثم هو لا يخشى أن تصيبه قارعة بهمزه ولمزه وتمزيقه أعراض الناس، لأن غروره أنساه الموت، وأعمى بصيرته عن النظر في مآله، والتأمل في أحواله. 3 يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ أي يظن هذا الهماز العياب أن ما عنده من المال قد ضمن له الخلود في الدنيا، وأعطاه الأمان من الموت، فهو لذلك يعمل عمل من يظن أنه باق حيّا أبد الدهر، ولا يعود إلى حياة أخرى يعاقب فيها على ما كسب من سيئ الأعمال. سورة الهُمَزة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير : اقرأ - السوق المفتوح. وبعد أن توعد من هذه صفاته بشديد العقاب، و أردفه ذكر السبب الذي حمله على ارتكاب هذه الخلال الممقوتة، من ظنه أن ماله يضمن له الأمان من الموت، أعقبه بتفصيل ما أعدّ له من هذا العذاب المحتوم في الآية التالية. 4 كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ أي ازدجر أيها العيّاب عما خيل إليك من أن المال يخلدك ويبقيك، بل الذي ينفع هو العلم وصالح العمل، فإنك والله مطروح في النار لا محالة، لا يؤبه لك ولا ينظر إليك.
(١٠٤) [سورة] {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} {الْحُطَمَةُ}: اسْمُ النَّارِ، مِثْلُ سَقَرَ وَلَظَى. هي مكية، هو الوليد بن المغيرة (١) ، وقيل: أمية بن خلف (٢) وقيل: الأخنس بن شريق (٣) وقيل: (حميد) (٤) بن عامر (٥) ، والحكم عام، وقال ابن عباس: هم النمامون ومن يبغي العيب للبرآء (٦) ، والويل: يقال لكل من وقع في هلكة، وفي قراءة ابن عباس: (ويل للهمزة اللمزة) (٧). (ص) " {اْلْحُطَمَةُ} اسْمُ النَّارِ، مِثْلُ سَقَرَ وَلَظَى) قلت: سميت بذلك؛ لأنها تحطم أي: تكسر. (١) ذكره البغوي في "تفسيره" ٨/ ٥٣٠ عن مقاتل. (٢) ذكره ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٣٧٩. (٣) ذكره البغوي في "تفسيره" ٨/ ٥٣٠ عن الكلبي، وعزاه السيوطي في "الدر" ٦/ ٦٦٩ لابن أبي حاتم عن السدي. (٤) هكذا في الأصل، وفي "الطبري" و"الدر": (جميل). (٥) ذكره الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٦٨٨. (٦) "تفسير الطبري" ١٢/ ٦٨٦ (٣٧٩٢٠). ايه ويل لكل همزه لمزه. (٧) ذكرها ابن خالويه في "مختصر شواذ القرآن" عن ابن مسعود ص ١٨٠.
حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: الهمزة باليد, واللمزة باللسان. وقال آخرون في ذلك ما حدثني به يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: الهمزة: الذي يهمز الناس بيده, ويضربهم بلسانه, واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم. واختلف في المعنى بقوله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) فقال بعضهم: عني بذلك: رجل من أهل الشرك بعينه, فقال بعض من قال هذا القول: هو جميل بن عامر الجُمَحِيّ. وقال آخرون منهم: هو الأخنس بن شريق. ما معنى آية {ويلٌ لكل هُمَزة لُمَزة}؟ | مصراوى. * ذكر من قال: عُنِي به مشرك بعينه. حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: مشرك كان يلمز الناس ويهمزهم. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن رجل من أهل الرقة قال: نـزلت في جميل بن عامر الجمحي. حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, في قوله ( هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: ليست بخاصة لأحد, نـزلت في جميع بني عامر; قال ورقاء: زعم الرقاشي.