قيل: كان أبوه دينار من سجستان وكنّاه النسائي أبا يحيى وقال: ثقة، وقال ابن المديني: توفى مالك بن دينار سنة ثلاثين ومائة، فرحمه الله رحمةً واسعة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. منقول
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و اسلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه أما بعد. مالك بن دينار: علم العلماء الأبرار معدود في ثقات التابعين ومن أعيان كتبة المصاحف، ولد في أيام ابن عباس وسمع أنس بن مالك فمن بعده، وحدّث عنه وعن الأحنف بن قيس، وسعد بن جبير، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والقاسم بن محمد وغيرهم. قال علي بن المديني: ( له نحو من أربعين حديثاً)، كان مالك بن دينار يقول وددت أن رزقي في حصاة امتصها لا ألتمس غيرها، حتى أموت. وقال: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره ذمهم لأن حامدهم مفرط، و ذامهم مفرط، إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره، و إذا تعلمه لغير العمل، زاده فخراً. ومر المهلب على مالك بن دينار متبختراً فقال مالك: أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين؟! فقال المهلب: أما تعرفني؟؟ قال: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة و أنت فيما بين ذلك تحمل العذرة. فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة. وقال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا فرج، وقال: من تباعد من زهرة الدنيا، فذاك الغالب هواه. ومن أقواله رحمه الله: ما من أعمال البر شيء إلا ودونه عقبية، فإن صبر صاحبها، أفضت به إلي روح، وإن جزع رجع.
ودخل عليه لص، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئاً من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم، قال: توضأ وصل ركعتين، ففعل ثم جلس وخرج إلي المسجد فسئل ماذا؟؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه. وقال مالك: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: ما هو؟ قال: معرفة الله تعالى. وقال: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة، وقال: أتينا أنساً أنا وثابت ويزيد القراشي فنظر إلينا، فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد لأنتم أحب إلي من عدة ولدي إلا أن يكونوا في الفضل مثلكم، إني لأدعوكم في الأسحار. قال سليمان التيمي: ما أدركت أحد أزهد من مالك بن دينار. وقال مالك: وددت أن الله يجمع الخلائق، فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني فيقول لي: كن تراباً. وقال مالك: دخل عليّ جابر بن يزيد وأنا أكتب، فقال يا مالك: مالك عمل إلا هذا؟؟ تنقل كتاب الله، هذا والله الكسب الحلال. وعن شعبة قال: كان أدم مالك بن دينار في كل سنة بفلسين ملح، وقال جعفر بن سليمان: كان ينسخ المصحف في أربعة أشهر، فيدع أجرته عند البقال فيأكله. وعنه: لو استطعت لم أنم مخافة أن ينزل العذاب، يا أيها الناس النار النار.
أبو يحي مالك بن دينار البصري المولود في الكوفة، من التابعين، كان يعيش قبل توبته حياة السكر والعربدة حتى مر بمحنة عصيبة وفاة ابنته التي جعلت من حياته الأسوأ، حتى رأى منام عظيم كان بمثابة الصحوة من الغفلة، حتى صار أعبد الناس، من التابعين الأبرار حتى توفى عام 784م. قصة توبة مالك بن دينار: يحكي مالك بن دينار عن قصة توبته قائلاً: "اشتريت جارية كان جمالها فتان وواقعتها فأنجبت لي بنتًا جميلة، وكنت حينها أعاقر الخمر لا اتركه أبدًا وحينما دبت الأرض صارت تلاعبني البنت حتى أحببتها حبًا شديدًا، وكانت كلما رأت كأس الخمر بيدي سكبته على الأرض، حتى جعلتني اترك شرب الخمر من أجلها، وصارت هي لهوي ومرحي كلما رأيتها تضحك تملئ الدنيا فرح وسرور، حتى شاء الله أن يتوفاها وهي في عمر سنتان، فبت حزينًا غضبانًا واعتزلت الناس، وجعلت أعاقر الخمر ليل نهار ولا أترك فاحشة إلا وآتي بها حتى جاءت ليلة النصف من شعبان.
قصة مالك بن دينار مع العبد!! (قـصـة رائـعـة) - YouTube
، قال: لا تستحي ، فقصصتها عليه فبكى طويلاً وقال: يا مالك هذه الرؤيا تُرى لي منذ أربعين سنة يراها كل سنة رجل زاهد مثلك إني من أهل النار ، قلت: بينك وبين الله ذنب عظيم ؟ قال: نعم ذنبي أعظم من السماوات والأرض والجبال قلت: حدثني أحذر الناس لا يعملون به كنت رجلاً أكثر شرب المسكر فشربت يوماً عند خدن لي حتى إذا ثملت وزال عقلي أتيت منزلي فدخلت فإذا والدتي تحصب تنوراً لنا قد إبيض جوفه فلما رأتني أتمايل بسُكري أقبلت تعظني تقول: هذا آخر يوم من شعبان وأول ليلة من رمضان يصبح الناس غداً صوامّا وتصبح أنت سكراناً أما تستحي من الله ؟ فرفعت يدي فلزكتها فقالت تعست!
الصحو من الغفلة: هنا انتبه مالك من نومه على صلاة الفجر ، وسمع الإمام يقرأ " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ" [الحديد: 16]، فعلم أنها البشارة بالتوبة من الله، قام مالك فاغتسل وتوضأ، وصلى الفجر، وعاهد ربه على أن لا يعود لمثل فعلته أبدا، وصار من الزهاد والعباد، ويضرب به المثل في التقوى والزهد حتى توفى.
ثم ارفع رأسك إلى السماء وقل: يَا مَن هُوَ قَائِمٌ لاَ يَسهُو، وَدَائِمٌ لاَ يَلهُو، وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيءٍ لَكَ المَنُّ بِمَا وَفَّقتَنِي وَعَرَّفتَنِي بِمَا أَقَمتَنِي عَلَيهِ، إِذ صَدَّ عَنهُ عِبَادُكَ، وَجَهِلُوا مَعرِفَتَهُ، وَاستَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمَالُوا إِلَىٰ سِوَاهُ، فَكَانَتِ المِنَّةُ مِنكَ عَلَيَّ مَعَ أَقوَامٍ خَصَصتَهُم بِمَا خَصَصتَنِي بِهِ، فَلَكَ الحَمدُ إِذ كُنتُ عِندَكَ فِي مَقَامِي هٰذَا مَذكُوراً مَكتُوباً، فَلاَ تَحرِمنِي مَا رَجَوتُ، وَلاَ تُخَيِّبنِي فِيمَا دَعَوتُ، بِحُرمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَصَلَّىٰ اللهُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
وعن وهب بن منبّه: كنت مجالسا لأبي محمّد عليه السّلام إذ أقبل فقير فسأله فلم يكن معه شيء ، فخلع حذاءه فدفعه إلى الفقير ، فقلت: لقد كان اللّه أولى بالعذر حيث لم يكن معك شيء. قال: مه يا وهب ، نسأل اللّه فيعطينا ويسألنا سائل فنردّه ؟!
تاريخ المحاضرة: 15/09/1432 نقاط البحث: أهمية زيارة الإمام الحسن (ع) في التشريع والسلوك ورود جميع نصوصها عن النبي الأعظم (ص) تولّي النبي (ص) مكافأة مؤدّيها بنفسه اهتمام الملائكة بزيارة الإمام الحسن (ع) كل يوم ثمرات زيارة الإمام الحسن (ع) الإنقاذ من تبعات الذنوب الإنقاذ من أهوال القيامة الفوز بدخول الجنّة الترقّي إلى درجة رسول الله (ص) في الجنّة التسجيل الصوتي: ضل-زيارة-الإمام-الحسن-المجتبى. mp3 تحميل التسجيل الصوتي: فضل زيارة الإمام الحسن المجتبى شبكة الضياء > مكتبة المحاضرات > شهر رمضان المبارك > شهر رمضان المبارك 1432 شبكة تعنى بالنتاج المعرفي لسماحة السيد ضياء الخباز
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم
فقال: أخرجها ، فأخرجها وقال: خذها وأنا ابن هند ، فقال الحسن عليه السّلام: رددتها عليك وأنا ابن فاطمة [4]. ثمّ قال الحسن عليه السّلام: ذهب الّذين إذا ذهبت تحمّلوا * وإذا جهلت عليهم لم يجهلوا وإذا أصبت غنيمة فرحوا بها * وإذا بخلت عليهم لم يبخلوا - وعن العتبي: مدح بعض الشعراء الحسن بن عليّ عليهما السّلام فأنظر بجائزة ، فكتب إليه: ما ذا أقول إذا رجعت وقيل لي * ما ذا أفدت من الإمام المفضل ؟ إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل * ضنّ الإمام بماله لم يجمل فاختر لنفسك ما تشاء فإنّني * لا بدّ مخبرهم وإن لم أسأل فأمر له بعشرة آلاف درهم وكتب إليه: عاجلتنا فأتاك عاجل برّنا * قلا فلو أمهلتنا لم يقلل فخذ القليل وكن كأنّك لم تسل * ونكون نحن كأنّنا لم نفعل [5] [1] في نور الأبصار: « معجّل » ، وهي الرواية الأجود. [2] انظر: نور الأبصار للشبلنجيّ: 177 ، وفي شرح إحقاق الحقّ 11: 151 و 238 عن كتاب « الكنز المدفون » للسيوطيّ: 434.