أيها المسلمون: الغضب في مَحلِّه صفة كريمة، من صفات الأفعال الدالَّة على الكمال؛ ولذا فهو معدودٌ من صفات الله الفعليَّة الكاملة؛ فإنَّه سبحانه يغضب حينما يحدثُ مِن عباده ما يَقتضي غضبه، فيغضب على مَن نقَضَ عهْدَه، وعلى مَن بدَّل دينَه، وعلى مَن ترَكَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا مَن تجرَّأ على الحُرمات، أو استخفَّ بفرائض الطاعات. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن اللهَ يغارُ. وغيرةُ اللهِ أن يأتيَ المؤمنُ ما حرم عليه » (صحيح مسلم: [2761])؛ مِن أجل ذلك حرَّم الفواحش؛ ما ظهرَ منها، وما بطن.
إذا شعرت بأن غضبك يزداد حدة، فمارس المشي السريع أو الجري، أو اقض بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية ممتعة أخرى. 4. عليك بأخذ فترة استراحة فترات الاستراحة ليست مخصصة للأطفال فقط. أعط نفسك استراحات قصيرة خلال أوقات اليوم التي تبدو مرهقة. قد تساعدك الدقائق القليلة الهادئة على الشعور بالتحسن وتحضرك للتعامل مع القادم دون الشعور بالإزعاج أو الغضب. 5. حدد الحلول الممكنة بدلاً من التركيز على ما جعلك غاضبًا، اعمل على حل المشكلة التي تواجهها. هل تثير غرفة طفلك الفوضوية غضبك؟ اغلق الباب. هل يتأخر زوجك أو زوجتك عن العشاء كل ليلة؟ ضع مواعيد متأخرة للوجبات في الليل أو تقبل تناول الطعام بمفردك بضع مرات في الأسبوع. ذكر نفسك بأن الغضب لن يحل شيئًا وربما فقط يزيد الأمر سوءًا. 6. ما هو علاج الغضب. التزم بالعبارات التي تحتوي على "أنا" لتجنب النقد أو إلقاء اللوم - الأمر الذي لا يؤدي إلا إلى زيادة التوتر - استخدم العبارات التي تحتوي على كلمة "أنا" لوصف المشكلة. تحلَّ بالاحترام وكن محددًا. على سبيل المثال، قل "أشعر بالاستياء لأنك غادرت المائدة دون عرض المساعدة في حمل الأطباق" بدلاُ من "أنت لا تفعل أبدًا أيًا من أعمال المنزل. " 7.
أيها المسلمون، فالغضب غضبان: • غضب محمود مشروع، وهو ما وقَعَ في مكانه، وهو ما كان غضبًا للدين، وغَيرةً على انتهاك محارم الله، وكان التصرُّف بعده على وَفْق ما يقتضيه العقل الرجيح، وجاء به الدِّين الصحيح، فينبعث حيث تجبُ الحميَّة، وينطفئ حين يَحْسُن الحِلم، وإذا انبعثَ كان على حدِّ الاعتدال، ووقَع التصرُّف المبني عليه على وَفْق الشرع في سائر الأحوال، فيتحقق به جلبُ المصالح وتكميلها، ودَرءُ المفاسد وتعطيلها أو تقليلها. • وغضب مذموم، وهو ما كان وَفْق هوى الإنسان، وبتزيين من الشيطان، وهو ما كان باعِثُه الكبر ، وثمرته العدوان على البشَر، وذلك من أفعال أهل الجاهليَّة، وأخلاق أُمَّة اليهود الغضبية؛ { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الفتح:26]. فهذا الغضب مفتاح الشر، وجالب الوزْر، ينبتُ في القلوب الحِقْد والحسد والضغينة، ويُفسد على صاحبه دنياه ودينه، ويُورده الضلالة بعد الهدى، ويُبدله من العافية البلاء، فكم نتَجَ عنه من فاحشِ الكلام، وكم أَوبَقَ صاحبه في الآثام، وكم أحدَثَ من جفوةٍ بين متحابين، وكم فرَّق بين زوجين، وكم نشأ عنه من الخصومات، وكم أحدَثَ من عداوات، وفرَّق من مجتمعات، وأشْقَى أهْله في الحياة، ورُبَّما حَرَمهم فسيحَ الجنات بعد الممات.