يقول القائد المؤسس (نحن مهددون بأن تحل المادة محل الروح، وأن يحتل الالحاد مكان الايمان، والانفلات محل الاخلاق، اذا لم يعي الشباب مسؤوليته الخطيرة، وهي في أن يعطي المفاهيم الروحية والقيم السامية معناهاالحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة اخرى على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ امته من اخطار العقلية المادية التي تهددنا في أخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وأفرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية)، في سبيل البعث صفحة 134/دار الطليعة/بيروت 1974 (معالم الاشتراكية العربية). وفي خطابه في ذكرى الرسول العربي في نيسان عام 1943م يؤكد القائد المؤسس على ان الايمان كونه طريق البعثيين لمواجهة العبئ الثقيل والتحديات الكبيرة التي يواجهونها، فيقول: (لايفهنا الا المؤمنون، المؤمنون بالله.. اننا نؤمن بالله، لاننا في حاجة ملحة وفقر اليه عصيب. فعبئنا ثقيل، وطريقنا وعر، وغايتنا بعيدة)، في سبيل البعث صفحة 134/دار الطليعة/بيروت 1974(في ذكرى الرسول العربي(. ويؤكد (لقد ظهر البعث في حياة العرب الحديثة، وفي وسط الجمود والجحود والانحلال، حركة ايمان عميق، تستقطب النفوس النقية السليمة.. فنشوء البعث العربي انما هو دليل ساطع على الايمان، وتوكيد للقيم الروحية التي ينبع منها الدين.. ما حكم عقيدة حزب البعث. وقد دعا البعث العربي الى مفهوم جديد للحياة القومية، والحياة بصورة عامة، قوامه الايمان بالقيم الروحية الانسانية، وبقيمة الروح العربية الاصيلة، ومضهره الانفصال الحاسم عن مفاسد الواقع ومكافحتهافي طريق صاعدة شاقة تسير فيها الامة ببطئ وجهد نحو الاتصال بروحها من خلال الصراع الدامي بينها وبين واقعها.
تطرح أمام الباحث بفكر أي حزب قضايا منهجية لا بد من توضيحها لان في مثل هذا التوضيح يتوضح المنطلق الفكري للتعرف على نظرية الحزب المعني وأفكاره، وبايجاز كبير نستطيع القول بأن هناك مجموعتين من القضايا المنهجية الأساسية التي تطرح في هذا العدد: المجموعة الأولى: تتعلق بتحديد واستخدام المصطلحات. المجموعة الثانية: تتعلق بأطر التحليل التاريخي الدينامي لفكر الحزب. ولا بد من التأكيد بأن السمة الدينامية لفكر حزبنا ولممارسته كانت حاضرة حضورا قويا في جميع المراحل لدرجة ان هذا الفكر وهذه الممارسة نشأتا داخل الأطر الحركية نفسها ونحن هنا لسنا أمام شيء جاهز ومكون مسبقا وإنما امام شيء ينتج ويترعرع وينضج في اطار التطور نفسه، وعلى هذا فإن الوضوح النظري للحزب مثله مثل التطبيق يتكون داخل الحركة نفسها. ويختلف حزبنا عن غيره من الأحزاب التي تبنت نظريات جاهزة مسبقا توصلت إليها إما عن طريق النقل او عن طريق التأمل، ثم اضطرت بعد وقت طويل أو قصير من ممارستها الى التخلي عنها او تعديلها جوهريا بسبب اصطدامها بالواقع في تطوره. انطلق حزب البعث من هويته القومية الاشتراكية وأطرها الثابتة ليبني فكره وممارسته في اطار الحركة التاريخية للواقع وليس خارجها وقد اتسمت أيديولوجية الحزب السمات التالية.
▪️ثامنا: البعث لا زال يشكل خطرا: ولان حزب البعث حزبا عقائديا ولم يستسلم بعد السقوط ، ولم يقض عليه بشكل نهائي في المجتمع، فهو بعد السقوط عام" 2003 " والى اليوم نراه قد نمى بشكل كبير في المدن السنية، وصارت هذه المدن الحاضنة لهذا الحزب ،بالاضافة الى وجود الحزب في مفاصل الدولة والاحزاب السنية والشيعية ، لذلك يمكن القول ان اكثر الدمار الذي يتعرض له العراق من عناصر هذا الحزب وفق عمل منظم لتدمير العراق. ** ملاحظات مهمة ▪️اولا: وبعد استعراض هذه الادلة يمكن القول ان النتيجة التي يمكن استحصالها ان حزب البعث عقيدة سياسية جاء بها ميشيل عفلق بخطة ومؤامرة غربية من اجل القضاء على الاسلام بتاسيس هذه الحزب لانهم ادركوا ان الاسلام ومن اجل القضاء عليه لا يمكن القضاء عليه من الخارج بل يجب العمل عليه من الداخل وحزب البعث وبقية الاحزاب في الدول العربية والاسلامية كان تاسيسها لهذا الغرض. ▪️ثانيا: يتحم قادة الشيعة بعد السقوط عدم توضيح ماهية حزب البعث وجرائمه وفكره للمجتمع ولا سيما المجتمع الشيعي الذي بعضهم لم يعرف البعث سلوكا وفكرا، ولا ادري هل هو بسبب عدم التوفيق، ام ان بعض اعضاء هذه الاحزاب من البعثيين ، ام ان الدنيا وزينتها ونعيمها انساهم جرائم البعث الفضيعة التي انست جرائم الطغاة الأوائل.