أبيات من قصيدة "ليت العيون السودا" لإيليا أبو ماضي: ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديد لولا نواعسها و لولا سحرها ما ودّ مالك قلبه لو صيدا عوّذ فؤادك من نبال لحاظها أو مت كما شاء الغرام شهيداً إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم كنت امرءاً خشن الطباع بليداً و إذا طلبت مع الصبابة لذّة فلقد طلبت الضائع الموجودا يا ويح قلبي إنّه في جانبي وأظنّه نائي المزار بعيداً المصدر:
ليت الذي خلق العيون السودا - إيليا أبو ماضي - YouTube
ليت الذي خلق العيون السودا - YouTube
ليتَ الذي خلق العيونَ السُودا - إيليا أبو ماضي - بصوت محمد ماهر - YouTube
إيليا أبو ماضي شاعر عربي لبناني يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين. يعتبر إيليا من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، ويلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران.
والجمل الذى لا يضاجع أنثاه إلا فى خفاء وستر.. بعيداً عن العيون فإذا أطلت عين لتري ما يفعله امتنع وتوقف ونكس رأسه إلى الأرض!!.. هل يعرف الحياء … ؟! وخلية النحل التي تحارب لأخر نحلة وتموت لأخر فرد فى حربها مع الزنابير!!.. من علمها الشجاعة والفداء ؟! وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة.. فى حالة موت الملك بدون وراثة.. من أين عرفت دستور الحكم ؟! والفقمة المهندسة التي تبني السدود!!.. وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً سفلية تدخل الهواء البارد وثقوباً علوية تخرج الهواء الساخن!!.. من علمها قوانين الحمل الهوائى ؟ والبعوضة التي تجعل لبيضها الذى تضعه فى المستنقعات أكياساً للطفو يطفو بها على سطح الماء.. ليتَ الذي خلق العيونَ السُودا - إيليا أبو ماضي - بصوت محمد ماهر - YouTube. من علمها قوانين أرشميدس فى الطفو!!.. ونبات الصبار وهو ليس بالحيوان وليس له إدراك الحيوان من علمه إختزان الماء فى أوراقه المكتنزة اللحمية ليواجه بها جفاف الصحاري وشح المطر!!.. والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالا بعيدة بحثاً عن فرص مواتية للإنبات فى وهاد رملية جدبية!! والحشرة قاذفة القنابل التي تصنع غازات حارقة ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب!!..
والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي!!.. والحباحب التي تضئ فى الليل لتجذب البعوض ثم تأكله والزنبور الذى يغرس ابرته فى المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشلها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة.. حتي إذا فقست خرج الفقس فوجد أكلة طازجة جاهزة!!.. من أين تعلم ذلك الزنبور الجراحه وتشريح الجهاز العصبي ؟! ومن علم كل تلك الحشرات الحكمة والعلم والطب والأخلاق والسياسة ؟!.. لماذا لا نصدق حينما نقرأ فى القرأن أن الله هو المعلم.. ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء بعلمها ودستورها إن لم يكن الله من خالقها!!.. وما هى الغريزة.. طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ — لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا خَلَقَ.... ؟ أليست هى كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد.. العلم الذى غرسه الغارس الخالق.. ((وأوحي ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)).. ولماذا ندهش حين نقرأ أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة ؟!.. (( وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون)).. ((وإذا الوحوش حشرت)).. ألا يدل سلوك ذلك الأسد الذى انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية.. نفس لها ضمير يتألم للظلم والجور والعدوان!!