يقول الإمام ابن مفلح -رحمه الله- مبيناً كثيراً من الحقوق التي تثبت الموالاة بين المؤمنين وتقوي العلاقة بينهم: " ومما للمسلم على المسلم: أن يستر عورته، ويغفر زلته، ويديم نصيحته، ويرد غيبته، ويرحم عبْرته، ويقبل معذرته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويواليه ولا يعاديه، ويحسن نصرته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويشمت عطسته، ويرد ضالته، وينصره على ظالمه، ويكفه عن ظلمه غيره، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه " [الآداب الشرعية لابن مفلح (1/305)]. لا شك أن معظم هذه الحقوق أو جلها، ضائعة بيننا -إلا من رحم الله-، وسبب كل ذلك إغفال المسلمين وإهمالهم لهذه الأخوة الإيمانية، وضياعهم وتفريطهم في عقيدة الولاء التي كانت سبباً رئيساً بعد الله -عز وجل- في عزة المسلمين، وتوحيد كلمتهم، وإرهاب عدوهم. إن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قد نبهنا إلى أهمية ذلك، وحثنا على الموالاة والتماسك والتعاون والتآزر والتناصر، والأخوة والمحبة، فعن أَبِي مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ " [ البخاري (481) مسلم (2585)].
الحمد لله. الولاء والبراء أصل من أصول التوحيد الولاء والبراء أصل من أصول التوحيد، ثابت بلفظه ومعناه.
مصدر: أنا من عائلة ملحدة، قرّرت اعتناق الاسلام.. إذن المطلوب منّي حسب تلك العقيدة، التي يقولون أنّها أوثق عرى الإيمان، أن أُبغضَ أمّي و أبي و إخوتي! كيفَ يمكن ذلك ؟ أستطيع أن أفهم أن أبْغضَ شخصا معاديا لي أو لديني، لكن أن أبْغضَ شخصاً لا أعرفه و لا يعرفني حتّى.. بوذيّ يتعبّد بسلام في معبده.. لا يمكنني فهم ذلك على الإطلاق.. بل أجدُ تناقضا مع مفاهيم دين التّسامح و الرّحمة و الإنسانيّة!! فكرة بُغض الفعل مفهومة و منطقيّة جدّا.. لكن بُغض الفاعل نفسه الذي ربّما يؤمن عن جهل بأمور تعتبرها أنتَ كفرا.. فهذا بعيد كلّ البعد عن القيم و المنطق.. أيّ أحدٍ له إطّلاعٌ واسع، عسى أن يشرح أكثر.. ربّما أخطأت الفهم. قد بحثتُ ( ليسَ بقدر كبير).. لكنّ وجدت أنّ الأقوال الرّاجحة ( ليست راجحة بالتّحديد - لنقل المعمول بها) هي من تصبّ في سياق المعنى المذكور سابقا.. وجدتُ خطبة لعدنان إبراهيم يشرح فيها الأمور بمنطقيّة و عقلانيّة.. تحميل كتاب مفهوم عقيدة الولاء والبراء وأحكامها ل سليمان بن صالح الغصن pdf. لكنّه زنديق كما تعلمون!
الولاء و البراء - التربية الإسلامية - الصف الحادي عشر - YouTube
انتهى من " إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد " ( 1 / 356). وقد جمع ذلك كلَّه الشيخ عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله في جواب مسدَّد عن هذه المسألة ، فقال: والمحبة نوعان: محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته ، وولده ، وماله ، وهي المذكورة في قوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/ 21 ، ومحبة دينية ، كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ، ورسوله من الأعمال ، والأقوال ، والأشخاص. كيف أوفق بين حلِّ الزواج من الكتابية وبين عقيدة الولاء والبراء ؟ - الإسلام سؤال وجواب. قال تعالى ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) المائدة/ 54 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد... ) الحديث. ولا تلازم بين المحبتين ، بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني ، كمحبة الوالديْن المشركيْن فإنه يجب بغضهما في الله ، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة ؛ فإن الإنسان مجبول على حب والديه ، وقريبه ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) القصص/ 56.
أما بعد: لقد غفل كثير من المسلمين اليوم عن موالاة إخوانهم ونصرتهم، والقيام بحقوقهم، ومحاولة مساعدتهم وتكفلهم، وغاب التكافل والتراحم والمواساة بينهم لإخوانهم الضعفاء والمساكين والفقراء والمنكوبين، حتى تجد بعض الموسرين والمحسنين من تجار المسلمين وأغنيائهم يفضل التطوع بالحج والعمرة وغيرهما من نوافل الأعمال التي يعود أجرها عليه وحده، على مواساة إخوانه المعوزين، بل وعن أقرب الأقربين إليه من أهله وأرحامه وأصدقائه وجيرانه. رُويَ أن عبدالله بن المبارك دخل الكوفة، وهو يريد الحج، فإذا بامرأة جالسة على مزبلة وهي تنتف بطة، فوقع في نفسه أنها ميتة، فوقف على بغلة، وقال لها: ما هذه البطة، أميتة أم مذبوحة؟ قالت: ميتة، قال: فَلِمَ تنتفيها؟، قالت: لآكلها أنا وعيالي، فقال لها: يا هذه إنَّ الله حرَّم عليك الميتة، وأنت في بلد مثل هذا؟، قالت: يا هذا انصرف عني، فلم يزل يراجعها الكلام وتراجعه، إلى أن قال: وأين تنزلين من الكوفة؟، قالت: في قبيلة بني فلان، فقال لها: وبأي شيء نعرف داركم؟، قالت: ببني فلان، فقفل عنها، وسار إلى الخان -بمنزلة الفندق الآن- ثمَّ سأل عن القبيلة، فدلوه عليها، فقال لرجل: لك عليَّ درهم وتعال معي إلى الموضع.
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده}، فيصل المطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً: { فمن عُفِيَ له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}، فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل -قتل المؤمن عمداً- من أعظم الكبائر، وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}، إلى قوله: { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}، فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية. فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم وهم الثلاثة الذين خلِّفوا، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً رضي الله عنه دخل على ابن عمه أبي قتادة رضي الله عنه وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام.