حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ( رحلة الشتاء والصيف) قال: كانوا تجارا. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، ثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبي ( رحلة الشتاء والصيف) قال: كانت لهم [ ص: 623] رحلتان: رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف إلى الشام. حدثنا عمرو بن علي ، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة قال: ثني أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) قال: كانوا يشتون بمكة ، ويصيفون بالطائف. تفسير لإيلاف قريش في مكه. وقوله: ( فليعبدوا رب هذا البيت) يقول: فليقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة ، وليعبدوا رب هذا البيت ، يعني بالبيت: الكعبة. كما حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال: ثنا هشيم ، قال: أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، صلى المغرب بمكة ، فقرأ: ( لإيلاف قريش) فلما انتهى إلى قوله: ( فليعبدوا رب هذا البيت) أشار بيده إلى البيت. حدثنا عمرو بن علي ، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، قال: ثني أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله ( فليعبدوا رب هذا البيت) قال: الكعبة.
وقيل إنه تعلّم العبرية. تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فيرى الأشاعرة أنه أشعري العقيدة، وترى السلفية أنه سلفي الاعتقاد وهو الأرجح.
وكان بعض نحويي الكوفة يقول: قد قيل هذا القول ، ويقال: إنه تبارك وتعالى عجب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: اعجب يا محمد لنعم الله على قريش ، في إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. ثم قال: فلا يتشاغلوا بذلك عن الإيمان واتباعك ، يستدل بقوله: ( فليعبدوا رب هذا البيت). تفسير لإيلاف قريش بنعمتين. وكان بعض أهل التأويل يوجه تأويل قوله: ( لإيلاف قريش) إلى ألفة بعضهم بعضا. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قول الله: ( لإيلاف قريش) فقرأ: ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) إلى آخر السورة ، [ ص: 621] قال: هذا لإيلاف قريش ، صنعت هذا بهم لألفة قريش ؛ لئلا أفرق ألفتهم وجماعتهم ، وإنما جاء صاحب الفيل ليستبيد حريمهم ، فصنع الله ذلك. والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن هذه اللام بمعنى التعجب. وأن معنى الكلام: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف ، وتركهم عبادة رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف. والعرب إذا جاءت بهذه اللام ، فأدخلوها في الكلام للتعجب اكتفوا بها دليلا على التعجب من إظهار الفعل الذي يجلبها ، كما قال الشاعر: أغرك أن قالوا لقرة شاعرا فيالأباه من عريف وشاعر فاكتفى باللام دليلا على التعجب من إظهار الفعل ، وإنما الكلام: أغرك أن قالوا: اعجبوا لقرة شاعرا ، فكذلك قوله: ( لإيلاف).
ويحكم يا معشر قريش، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف».