وأجمل نص أدبي وردت فيه كلمة الضعضعة في معجم آداب العرب الذي أحفظه ، حتى لا أضيق واسعا ، قول أبي ذؤيب الهذلي في رثاء أولاده السبعة وقد ذهبوا إلى بلاد بعيدة فهلكوا بطاعون وقع فيها.. فقال عينيته الرائعة التي مطلعها: أمن المنون وريبها تتوجع.. والدهر ليس بمعتب من يجزع عينية تستدر ماء العيون من أروع المراثي العربية على الإطلاق. ورغم أنه يطنب في شرح ما يعيشه من ألم فقد ، وحسرة وحزن ويؤكد إيمانه بقوله: وإذا المنية أنشبت أظفارها.. ألفيت كل تميمة لا تنفع ثم يثوب إلى نفسه ليتماسك ويتجلد ويتصبر: وتجلدي للشامتين أريهمُ.. أني لريب الدهر لا أتضعضع وفي فقه اللغة حين يكرر العربي الثنائي فيجعل منه فعلا رباعيا فإنه يضيف إلى المعنى الأصلي معنى الديمومة والاستمرار والامتداد الزمني.. مثل زلزل.. جولة أدبية - ديوان العرب. ودمدم,, وصلصل.. وجلجل.. وضعضع.. يتضعضع الجبل بهزة بعد هزة. ويحدث الزلزال بزلة بعد زلة.. وقصيدة أبي ذؤيب الهذلي هذه فضاء واسع تحتاج إلى وقفة طويلة ولا سيما وهو يخبرك مرة بعد مرة أن الدهر لا يبقى على حدثانه لا وعل أعصم ، ولا ثور في عانته ولا فارس كمي مقنع في درعه في صور فنية جميلة من حياة البادية العربية.. حديثنا اليوم سيقتصر على مفهوم الضعضعة حين يسطو على النفس البشرية فيجد الإنسان نفسه مشتتا واهنا ضعيفا غير قادر على استجماع أمره ، ولا تركيز فعله.
وتجلدي للشامتين بقلم:ب.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: تَضَعْضَعَ به الدَّهْرُ؛ أَي أَذَلَّه، والصّادُ لُغَةٌ. وِتَضَعْضَعَ: ضَعُفَ، وخَفَّ جِسْمُهُ من مَرَضٍ أَو حُزْنٍ. وتَضَعْضَعَ مَالُه؛ أَي قَلَّ. وتَضَعْضَعَت أَرْكَانُه؛ أَي اتَّضَعَتُ. وِالضَّعْضَعَةُ: الشِّدَّةُ والخُضُوعُ. تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م 4-لسان العرب (ضعع) ضعع: الضَّعْضَعةُ: الخُضُوعُ والتذلُّلُ. وَقَدْ ضَعْضَعه الأَمر فَتَضَعْضَعَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وتَجَلُّدِي للشامِتِينَ أُرِيهِمُ ***أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ يُرِيدُ بِهِ عَرَضَ الدُّنْيَا إِلَّا ذهَب ثُلثَا دينِه، يَعْنِي خضَع وذَلَّ، وضَعْضَعَه الدهرُ». بوابة الشعراء - متمم بن نويرة اليربوعي - وتجلدي للشامتين أريهم. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي إِحدى الرِّوَايَتَيْنِ: «قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدهرُ فأَصْبَحُوا فِي ظُلُماتِ القُبُور»أَي أَذلّهم. والضَّعْضاعُ: الضعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ ضَعْضاعٌ أَي لَا رأْيَ لَهُ وَلَا حَزْمَ، وَكَذَلِكَ الضَّعْضَعُ وَهُوَ مَقْصُورٌ مِنْهُ. وتَضَعْضَعَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ وَخَفَّ جِسْمُهُ مَنْ مَرَضٍ أَو حُزْنٍ.
قال: فهذه نفسي قد خرجت من قدمي، فردّوها علي إن استطعتم. فبكوا، وقالوا: والله ما لنا إلى هذا من سبيل.