لقد عشت في ضيقٍ من الدّهر مدّةً وفي سعةٍ والعرض منّي سالم، لو كان صخرةٍ في البحر راسيةٍ صمّاء ملمومةٍ ملسٍ نواحيها، رزقٌ لعبدٍ براه الله لانفلقت حتّى يؤدّي إليه كلّ ما فيها، أو كان تحت طباق السّبع مطلبها لسهّل الله في المرقى مراقيها، حتّى تؤدّي الّذي في الّلوح خطّ له إن هي أتته وإلاّ سوف يأتيها. إنّ في الصّبر والقنوع غنى الدّهر حرْص الحريص فقرٌ مقيم، إنما الناس كالبهائم في الرزق سواءٌ جهولهمْ والعلم، ليس حزم الفتى يجرّ له الرزْق ولا عاجزاً يعدّ العديم. إني رأيتك قاعداً مستقبلي فعلمت أنك للهموم قرين، هون عليك وكن بربك واثقاً فأخو التوكل شأنه التهوين، طرح الأذى عن نفسه في رزقه لما تيقن أنه مضمون. حكم عن الرزق جميل. توكلت في رزقي على الله خالقي وأيقنت بأن الله لاشك رازقي، وما يكون من رزقٍ فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق، سيأتي به الله العظيم بفضله ولو لم يكن مني اللسان بناطق. ففي أي شيءٍ تذهب النفس حسرةً وقد قسّم الرحمن رزق الخلائق. شاهد أيضًا: حكم وأقوال ديفيد هيوم كلمات عمر بن الخطاب عن الرزق:- لو كان صخرةٍ في البحر راسيةٍ صمَّاء ملمومةٍ ملسٍ نواحيها. رزقٌ لعبدٍ يراه الله لانفلقت حتَّى يؤدَّي إليه كلُّ ما فيها.
ويقول آخر: قد نضطّر أحياناً لقول هذا المثل في وجه الظَلمة، الذين يريدون باطلاً وهم يتأولونه! وهذه تبريرات باهتة، فالمسلم، يعلم أنه لا مانع لما أعطى الله، ولا مُعطي لما مَنَع، لا بل، نعلم جميعاً أن الناس لا يَملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة.. فإذا كانوا كذلك، فكيف يملكونه لغيرهم؟! وفي الحديث: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» (أحمد). وإذا حاولنا الحديث عن بعض المتسبِّبين في «قطع الأرزاق»، ظُلماً وعدواناً، لا عن الرزق نفسه، الذي هو بيد الله وحده – سبحانه وتعالى - نجد أن القلم يحتار، وتخجل النفس، في وصفهم.. وهم كُثُر! وأقل ما يُقال عنهم: أنهم لا يراعون حقوق الناس كما بيَّنها الله، ولا القوانين التي وضعها ولاة الأمر، ولا المبادئ الإنسانية، ولا القيم الأخلاقية.. حكم عن قطع الرزق. يستعينون بأساليب، وحيل، تتطوَّر يوماً بعد يوم، و»بفتاوى» ما أنزل الله بها من سلطان، باطنها الكذب وظاهرها الخداع!
حكم وأقوال مأثورة عن ضيق الرزق:- ومن ظنّ أنَّ الرِّزق يأتي بحيلةٍ فقد كذَّبته نفسه وهو آثم. يفوت الغنى من لا ينام عن السُّرى وآخر يأتي رزقه وهو نائم. فما الفقر في ضعف احتيالٍ ولا الغنى بكدٍّ والأرزاق في النَّاس قاسم. سأصبر إن دهرٌ أناخ بكلكلٍ وأرضى بحكم الله ما الله حاكم. لقد عشت في ضيقٍ من الدَّهر مدَّةً وفي سعةٍ والعرض منِّي سالم. كم من قويٍّ قويٍ في تقلُّبه مهذّب الرأي عنه الرِّزق منحرف. وكم ضعيفٍ ضعيف الرأي تبصره كأنه من خليج البحر يغترف. حكم عن الرزق - موضوع. لاَ تَطْلُبَنَّ مَعِيشَةً بِتَذَلُّلٍ فَلَيَأْتِيَنَّكَ رِزْقُك الْمَقْدُورُ، وَاعْلَمْ بِأَنَّك آخِذٌ كُلَّ الَّذِي لَك فِي الْكِتَابِ مُقَدَّرٌ مَسْطُورُ. توكَّل على الرَّحمن في كلِّ حاجةٍ ولا تؤثرنّ العجز يوماً على الطّلب. ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزِّي الجذع يسَّاقط الرُّطب. مقالات قد تعجبك: أقوال نور الدين السالمي عن الرزق:- هون عليك فإن الرزق مقسوم ُ والعمر في اللوح محدود ومعلوم. فلا يزيد على ما خط منه كما لاً يدفع الجبن ما في الغيب محتوم، فبذلك الجهدُ في سعي تروم به زيادة الرزق جهل منك مذموم. وصونك النفس عن موت تصادفه وقد تأجل حمق فيك مرسوم.
وقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى فضل قراءة بعض سور القرآن الكريم وآياته كفضل قراءة الفاتحة والبقرة وآل عمران والكهف والسجدة والواقعة والملك والإخلاص والمعوذتين وغيرها، وفصلنا ما ورد في السنة النبوية من فضائل لهذه السور كما بينا بعض الأحاديث التي لم تثبت في فضائل بعض السور القرآنية فراجع الفتاوى التالية: 5692 ، 18178 ، 27184 ، 27354 ، 38401 ، 51256 ، 54036 ، 54397 ، 58644. والله أعلم.