فمَن أخذ بتلك العقيدة أعزَّه الله، ومَن تركها خذله الله. وقد عَلِم ذلك كلُّ من قرأ التاريخ، فمتى حاد المسلمون عن دينهم حاق بهم ما حاق، كما حدث لهم في الأندلس وغيرها. 11- أنها ترفع قدْرَ أهلها: فمن اعتقدها، وزاد عِلماً بها، وعملاً بمقتضاها، ودعوة للناس إليها – أعلا الله قدرَهُ، ورفع له ذكره، ونشر بين الناس فضله، فرداً كان أو جماعة؛ ذلك أن العقيدة الصحيحة هي أفضل ما اكتسبتهُ القلوب، وخير ما أدركته العقول؛ فهي تُثمِر المعارف النافعة، والأخلاق العالية. 12- السَّلامة والنَّجاة: فالسنَّة سفينة النَّجاة، فمن تمسَّك بها سلم ونجا، ومن تركها غرق وهلك. العقيدة القاموس الإسلامي للناشئين والشباب ج1 - مكتبة نور. 13- العقيدة الإسلامية عقيدة الأُلفة والاجتماع: فما اتحد المسلمون، وما اجتمعت كلمتهم في مختلف الأعصار والأمصار – إلا بتمسُّكهم بعقيدتهم، وأخذهم بها، وما تفرَّقوا واختلفوا إلا لبعدهم عنها. 14_ التميُّز: فهي عقيدة متميزة، وأهلها متميزون، فطريقتهم مستقيمة، وأهدافهم محدَّدة. 15- أنها تحمي مُعتنِقيهَا من التخبُّط والفوضى والضَّياع: فالمنهج واحد، والمبدأ واضح ثابت لا يتغيَّر، فيسلم معتنقها من اتباع الهوى، ويسلم من التخبط في توزيع الولاء والبراء، والمحبة والبغضاء، بل تُعطيه معياراً دقيقاً لا يخطىء أبداً، فيسلم من التشتُّت والتشرُّد والضَّياع، فيعرف من يوالي، ويعرف من يعادي، ويعرف ما له وما عليه.
وكل ما في الإسلام من تشريع وتوجيه وإرشاد إنما يقصد إلى إعداد الإنسان ليكون عبدا خالصا لله، لا لأحد سواه، ولهذا كان روح الإسلام وجوهره هو التوحيد. وذكر القرضاوي ثمرات هذه الربانية في النفس والحياة، يجنيها الإنسان في الدنيا والآخرة حين يستلهم المعنى الحقيقي من الخاصية ومنها: – معرفة الغاية من وجود الإنسان في الكون – الاهتداء إلى الفطرة، ليعيش الإنسان في سلام ووئام مع نفسه، ومع فطرة الوجود الكبير من حوله، فالكون كله رباني الوجهة. – سلامة النفس من التمزق والصراع الداخلي بين التوجهات – التحرر من العبودية للأنانية والشهوات 2- ربانية المصدر والمنهج، والمقصود بها أن المنهج الذي رسمه الإسلام للوصول إلى غاياته وأهدافه، منهج رباني خالص لأن مصدره وحي الله تعالى إلى خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم[7]. فكان الإسلام هو المنهج الفذ الذي سلم مصدره من تدخل البشر، وتحريف البشر، ذلك أن الله تعالى تولى حفظ كتابه ودستوره الأساسي بنفسه وهو القرآن المجيد وأعلن ذلك لنبيه ولأمته. خصائص العقيدة الاسلامية. [1] الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (1/69). [2] المدخل الفقهي العام، مصطفى الزرقا (46). [3] المصدر السابق. [4] الكليات الأساسية الشريعة الإسلامية (22).
ربانية المصدر والغاية المراد بربانية المصدر والغاية، أن مصدر الشريعة الإسلامية من الله تعالى، ومنتسب إلى رب الخلق والكون سبحانه، والهدف من أحكام الشريعة بلوغ رضاه، فالمسلم يستمد شرائعه المختلفة من مصدرين أصيلين، هما القرآن الكريم الذي أوحاه الله بحروفه، ثم السنة النبوية، وهي أقوال النبي – صلى الله عليه وسلم – وأفعاله وتقريراته التي أمر الله بالتأسي بها بقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (الحشر: 7)، فالنبي يحمل رسالة الله إلى الناس، وما يقرره بقوله وفعله إنما هو بوحي الله وأمره { وما ينطق عن الهوى – إن هو إلا وحي يوحى} (النجم: 3 – 4). ومن هذين المصدرين وتأسيساً على قواعدهما اشتق العلماء عدداً من المصادر الفرعية للشريعة كالإجماع والقياس والاستصحاب والاستحسان والعرف وغيرها. خصائص العقيدة الإسلامية، وسِماتها، ومميّزاتها ! - عقيدتنا تأصيل وبيان - أبو فهر المسلم - طريق الإسلام. والخروج عن هذه المصادر إلى أحكام البشر إنما هو تحاكم إلى الهوى ومشاركة لغير الله في إحدى خصائصه تبارك وتعالى {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (الأعراف: 54)، فكما خلق وحده فإنه يشرع وحده[6]. ويتفرع عن هذه الخاصية الأولى معنيان يجب الاعتبار بهما حين يطلق اللفظ: 1 – ربانية الغاية والوجهة، إشارة إلى أن الغاية من الإسلام حسن الصلة مع الله تعالى والحصول على مرضاته، فهذه هي غاية الإسلام وهي بالتالي غاية الإنسان ووجهة الإنسان ومنتهى أمله وسعيه في الحياة.
إنَّ المتأمل المنصف، لو قارن بين المعتقدات السَّائدة بين النَّاس اليوم، لوجد للعقيدة الإسلامية - المتمثلة في عقيدة أهل السنة والجماعـة - خصائص وسمات تُميزها وأهلها بوضوح عن المعتقدات الأخرى من ديانات أو فرق أو مذاهب أو غيرها. ومن هذه الخصائص والسمات: 1 – سَلاَمَةُ المصدر: وذلك باعتمادها على الكتاب والسُّنَّةِ وإجماع السَّلف، وأقوالهم فحسب. وهذه الخاصية لا توجد في مذاهب أهل الكلام والمبتدعة والصوفية، الذين يعتمدون على العقل والنظر، أو على الكشف والحدس والإلهام والوجـد، وغير ذلك من المصادر البشرية الناقصة التي يُحـكمونها أو يعتمدونها في أمور الغيب، (و العقيدة كلها غيب). ما هي خصائص الشريعة الإسلامية؟ - إسلام أون لاين. أما أهل السنة فهم - بِحَمْدِ اللهِ -معتصمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع السف الصالح وأقوالهم ، وأي معتقد يستمد من غير هذه المصادر إنما هو ضلال وبدعـة. فالذين يزعمون أنهما يستمدون شيئًا من الدين عن طريق العقل والنظر، أو علم الكلام والفلسفة، أو الإلهام والكشف والوجـد، أو الرؤى والأحلام، أو عن طريق أشخاص يزعمون لهم العصمة (غير الأنبياء) أو الإحاطة بعلم الغيب (من أئمة أو رؤساء أو أولياء أو أقطاب أو أغواث أو نحوهم)، أو يزعمون أنه يسعهم العمل بأنظمة البشر وقوانينهم.
النبوات: هو أحد أركان العقيدة الإسلامية فإن الإيمان بان عيسى بن مريم رسول الله وعبد الله والإيمان بسيدنا محمد صلى الله علية وسلم ، بأنه خاتم الرسل والإيمان بجميع الرسل والإيمان بالوحي المنزل على الرسل والإيمان بالملائكة والرسول هو الوسيط بين الله تعالى وخلقه يقوم بمعرفته الحق من الباطل ويبلغهم بأحكامه. خصائص العقيدة الإسلامية. السمعيات: الركن الثالث العقيدة الإسلامية هي السمعيات ، وقد اكتفي الرسول محمد من السمعيات بذكر الجنة والنار وهما أصلية العظيمين فهما دار الثواب ودار العقاب. أهمية العقيدة الإسلامية حيث ل اهمية منزلة التوحيد كبيرة جدا ومن الأهمية: أول ما بدأ به الرسول هو غرس الإيمان بالله وتكوين العقيدة ويدعو بوحدانية الله وهي دعوة كل الأنبياء من قبل الرسول وقال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ) ، وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (( إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام)). تعد العقيدة هي الأساس لباقي الأعمال فإذا قمت بتقوية وإصلاح القلب ينعكس ذلك في الأخلاق والتعامل والعبادات ، ويكون ذلك بمقدار ضعف أو نقص هذه العقيدة يترتب على ذلك نقص في الالتزام بالدين في السلوك والخلق.
4- شمولُها، فالثقافة الإسلامية لا تقتصر على بيان وتوضيح صفات الله جل وعلا، والآخرة وما سيكون فيها، بل تقدم منهجاً شاملاً للحياة مصلِحاً لها، يجعل حياة المؤمن بها المنفذ لتعاليمها حياةً منضبطةً، وتجعل تصرفاته مبنية على مصالحه، فالشريعة جعلت مصالح العباد في الدنيا والآخرة هي الغاية فيما تأمرهم به وتنهاهم عنه من التصرفات. 5- التوازن، فالثقافة الإسلامية توازن بين عبودية الإنسان لله الواحد، وبين مقام الإنسان المكرم في الكون، والمسخر له كل ما في السماوات والأرض. 6- الإيجابية، فالثقافة الإسلامية تلزم الإنسان بالسعي والجد في تحصيل مصالحه ومصالح الناس في الدنيا والآخرة، وتحذر من الكسل والتواكل والتخاذل. هذه بعض الخصائص التي تتميز بها الثقافة الإسلامية، يجمع بينها اعتماد هذه الثقافة على الوحي، وسعيها لتحقيق المصالح الدنيوية والأخروية للبشر، قال الله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ".