ومعظم أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه تابعه على روايتها غيره من الصحابة، ولم ينفرد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بنحو 110 أحاديث فقط، وأكثرها في الترغيب والترهيب والأخلاق والقصص كما سيأتي بيانه.
واختلفت الروايات في تحديد تاريخ وفاة أبي هريرة، فقيل سنة 57 ه، وقيل 58 ه. أوصى أبو هريرة حين حضره الموت، فقال: إذا مت فلا تنوحوا عليّ، لا تضربوا عليّ فسطاطاً، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي، كما كانت له قبل وفاته دار في ذي الحليفة، تصدق بها على مواليه. جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
وكذلك عثمان وعلي رضي الله عنهما، فكان جُلُّ اهتمام الخلفاء الأربعة منصبًا على إدارة الدولة الناشِئة المباركة. ثالثا: الخلفاء الأربعة ماتوا جميعًا قبل سنة 40 هـ، في حين أن أبا هريرة ظل حيًا حتى سنة 58 هجرية، وكان رضي الله عنه مُتَفَرِّغًا لتعليم الناس أمورَ دِينِهِم، فمن الطبيعي جدًا أن تكون أحاديث أبي هريرة أكثر عددًا من أحاديث الخلفاء الأربعة.. رابعا: عدد أحاديث أبي هريرة لا يتجاوز 5000 حديثًا، وكلها أحاديث مكررة بأسانيد متعددة إليه، بمعنى أن متن الحديث يكون واحدًا، ولكنْ سمعه من أبي هريرة رجلانِ من التابعين، فيُسَمَّي كلُّ سَنَدٍ منها حديثًا، مع أنه في الأصل حديثٌ واحدٌ، وأما بدون المكرر فعدد أحاديث أبي هريرة 1300 حديث تقريبًا. وقد شاركه الصحابة في رواية 1200 حديث منها، وقد تفرّد أبو هريرة بـ 100 حديث فقط عن الرسول صلى الله عليه وسلم!. أبو هريرة.. روى «5374» حديثاً - صحيفة الاتحاد. خامسا: هناك شيءٌ يجب التنبيه عليه، وهو أن هذا العدد الكبير من الروايات المنسوبة إلى أبي هريرة فيه أسانيد ضعيفة، وهذا يعني أن أبا هريرة لم يقله ولم يَرْوِهِ أصلا، فلا يصح أن يُنسب إليه!. سادسا: أبو هريرة كان ملازمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن جاء رضي الله عنه مسلمًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة، ولهذا يقول له عبد الله بن عمر بن الخطاب ؓ: [يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ].
وكيف لو علم القارئ الكريم أيضاً: أن الخمسة آلاف حديثاً المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة لم يأخذها كلها من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ، بل أخذ كثيراً منها عن إخوانه السابقين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ثم كيف لو علم القارئ الكريم أيضاً أن أبا هريرة رضي الله عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع سنوات ، وليس ثلاثة فقط. عدد احاديث ابو هريرة. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مدة صحبة أبي هريرة رضي الله عنه: " قدم في خيبر سنة سبع ، وكانت خيبر في صفر ، ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة إحدى عشرة ، فتكون المدة أربع سنين وزيادة ، وبذلك جزم حميد بن عبد الرحمن الحميري" انتهى. فتح الباري " (6/608). وأما إخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن نفسه أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين ، كما وقع في "صحيح البخاري" (حديث رقم/3591) أنه قال: (صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ سِنِينَ ، لَمْ أَكُنْ فِى سِنِىَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِىَ الْحَدِيثَ مِنِّى فِيهِنَّ). فهذا محمول على تقديره رضي الله عنه للمدة التي لازم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة شديدة ، واستثنى الأيام التي ابتعد فيها حين ذهب إلى البحرين ، أو في بداية إسلامه ، أو في أيام الغزوات ، حيث قد لا يتيسر له ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته.
– عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقي ثلث الليل الآخر ، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فاغفر له؟)). رواه البخاري. – عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( إذا أحب الله العبد ، نادي جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض)). رواه البخاري. – عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( إن الله قال: من عادي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلى ب النوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي تبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)). إحصائيات الحديث - الحديث والسنة. رواه البخاري. – عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( كان رجل يسرف على نفسه ، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر على ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً.