فتخرّج برتبة دكتوراه في النقد الأدبي، حائزًا شهادة دكتوراه في النقد الأدبي المقارن من كليَّة سانت أنتوني – جامعة أكسفورد سنة 1980. وكان موضوع أطروحة الدكتوراه: Aspects Of The Lebanese Contribution to Modern Arabic Literary Criticism. وكان قد انتخب، خلال سني دراسته في إنكلترا، أوَّل أمين سر لإتِّحاد الطلَّاب اللبنانيين في بريطانيا وشمال إيرلندا من سنة 1975- 1979. [8] وعند عودته إلى لبنان عيّن أستاذًا محاضرًا في الجامعة اللبنانية لحين تقاعده. وجيه فانوس - ويكيبيديا. [2] نشاطه الثقافي والأكاديمي [ عدل] تولّى وجيه فانوس إلى جانب التدريس الآكاديمي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، العديد من المهام، منها: انتخابه ممثلاً للأساتذة، ومديرًا للفرع الأول لدورتين متتاليتين من العام 1986 إلى العام 1992، كذلك تولى رئاسة قسم اللغة العربية وآدابها في الكلية لست سنوات. حاز رتبة الأستاذية في الجامعة اللبنانية العام 1990، وشغل مهام أستاذ زائر، ومحاضر، ومستشار أكاديمي، وعضو لجان تحكيم، وعضو مناقش، في عدة جامعات لبنانية وعربية. كذلك حاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت ، و جامعة بيروت العربية ، والمدرسة الحربية، وقد عينّ المستشار الأكاديمي لرئيس الجامعة الإسلامية في لبنان ، ورئيس قسم الدراسات العليا في كلية الآداب في الجامعة.
ظاهرة أبي فانوس عند الفجر قُبيل شروق الشمس.
قامت الدنيا ولم تقعد! ركض ظل المنادي عند المساء وتوقف أمام شجرة الخروب الوارفة. مسح عرقه وابتلع ريقه وصرخ: – أبو فانوس آتٍ! هَرَعَ الجميع إلى دكاكينهم يوظبونها كيفما اتفق فتمايلت ذبالات الشمع والمصابيح، وتكومت البضائع في الداخل بسرعة، ورُدّت الأبواب، وتصادمت الأجساد ببعضها، ومَن لم يكمل شراء حاجياته أو لم يدفع ثمنها، تركها وهرب. إنهم يركضون مرعوبين لا يلوون على شيء، كأن شيطاناً أصابهم بمسٍ عنيف. حتى الحمير المربوطة بالأوتاد أو الجذوع اليابسة، بدأت تتخبط. ومن خلف المنحنى يتقارب ضوء متمايل. إنه يتقدم كمنارة: خطوة يميناً وأخرى يسارا. ويمشي الظل من تحته على مهلٍ قد غرق في السواد.. لا لون، بالتحديد، له؛ لكنه داكن أصابه الظلام بضراوة. فإن تمعنت فله من البشر الشكل الخارجي، لكن الملابس أو الأردية الملفوفة، تبديه كمن خرج من العالم السفلي. والضوء الذي يشع من الفانوس الذي فوقه، يزيد من تقاطيع الظلمة. من هو ابو فانوس - طموحاتي. إنّه يبهر عين الرائي بالوضوح، فيزداد ظلام ما في الأسفل. ولقد أرعبهم طوال سنوات بتوقعاته للطقس وما هو آتٍ. تكون السماء صافية فينظر إلى الأعلى بغتة، ثم يقول بصوت غريب: – مطر على الطريق! فلا تكاد تمضي ساعات قلائل حتى يصير الجو مثل لعنة.
ومنذ آخر مشكلة تسبب بها، أو تسببت به، قرروا أن يجدواً حلاً: منعوه من الخروج نهاراً، واشترطوا عليه عند الخروج ليلاً أن يكونَ فوق رأسه الفانوس، وأن تكون يداه مقيدتين. حتى مع هذا لم يسلموا منه: بذكاء أو بغباء، لا أحد يعرف يقيناً، مضى بالفانوس الذي فوق رأسه.. إلى أماكنهم المظلمة!