وفي آية وللآخرة خيرٌ لك من الأولى هذه الآية تجعل المسلم يحرص على العمل لآخرته التي هي أفضل بكثير من الدنيا الزائلة، وتجعل المسلم لا يتعلق بأمور الدنيا أو على ما فاته فيها من مصالح دنيوية ليست دائمة. تحث السورة على الرفق باليتيم والعطف عليه والاهتمام به. وأيضاً من الفوائد الروحانية لسورة الضحى الهدى. تعلم أن الرزق كله بيد الله وحده، فالله تعالى يغني من يشاء، ويرزق من يشاء ويهدي من يشاء. وصلنا وإياكم إلى نهاية المقال حيث قدمنا لكم فضل قراءة سورة الضحى سبع مرات، وفوائد سورة الضحى الروحانية مع العلم أن الرسول صلى الله عليه كان يكثر من قراءتها بالأخص عند أوقات المغرب والعشاء.
إلا أن العلماء والمفسرون ذكروا أن تلك السورة معبرة عن عطف الله سبحانه وتعالى. كما أنها توضح مدى كرم الله ولطفه بعباده. إلى جانب ذلك فإن سورة الضحى تبث الأمل والتفاؤل في نفس القارئ. كما أنها تساعد على تخفيف الوجع والآلام. أيضا فهي تبث الطمأنينة في النفوس والثقة بأن الله سوف يقضي الحوائج. سورة الضحى في المنام يمكن تفسير رؤية تلك السورة في المنام على النحو التالي: يرى ابن سيرين أن رؤية تلك السورة إشارة إلى إكرام اليتيم. كما أن من رأى نفسه يقرأ السورة فإنها ترمز إلى أنه سوف يطمئن بعد الخوف. ورؤية شخص يقرأها في الحلم، دليلاً على أن هناك خير ومنفعة للرائي من جهة القارئ. أيضا سماع ترتيل السورة إشارة إلى الغنى والمال الوفير. ويرى النابلسي أن سورة الضحى في المنام دليلاً على الكرم والعطاء. كما أنها قد تكون بمثابة البشرى من التخلص من اليأس. أيضا إذا رأى الحالم آيات السورة، كان ذلك إشارة إلى أنه سوف يحصل على العديد من المنافع. رؤية قراءة الضحى في المنام، إشارة إلى أن الرائي سوف يرزق بالمال بعد الفقر. ويرى ابن شاهين الظاهري أن تلك السورة تشير إلى أن الرائي يعين الفقراء. كما أن من قرأ السورة في المنام فهي إشارة إلى أنه لا ينهر السائل ويحسن إليه.
[١] التعريف بسورة الضحى سورة الضحى هي سورة مكية باتفاق العلماء، وآياتها إحدى عشرة آية، تسمى "سورة الضحى"، وأيضاً "سورة والضحى" لابتدائها بهذه الكلمة، وقد جاء في سبب نزولها أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أدميت أصبعه، ولم يخرج من بيته يومين أو ثلاثاً. [٣] ولم ينزل عليه الوحي في تلك الفترة، فجاءت زوجة أبي لهب تدَّعي أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد ودَّعه وتركه وأبغضه، فأنزل الله -عز وجل- سورة الضحى ترد عليهم. [٣] التفسير الإجمالي للسورة يُقسم الله -سبحانه وتعالى- بالضحى، وهو وقت بداية النهار إذا ارتفعت الشمس، وبالليل إذا اشتدّ ظلامه وغطّى على الأرض، بأنه -عز وجل- لم يترك نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولم يبغضه كما زعم المشركون، بل يُبشّره بأنّ الآخرة هي أفضل له من الدنيا، وأنّ له فيها من العطاء الرباني الذي سيُرضيه. [٢] ثم يُذكره -سبحانه وتعالى- بأنه رعاه منذ ولادته، فقد كان يتيماً فأوجد له القلوب التي تحن عليه، وكان فقيراً فأغناه من فضله، وكان لا علم له بالدين الحق فهداه له، ثم يوجهه إلى الحنو على الأيتام والفقراء، وأن يشكر فضل الله -سبحانه وتعالى- عليه. [٢] المراجع ^ أ ب ت ث الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصرة، صفحة 287، جزء 30.
[3] وآيات سورة الضحى (11)، تتألف من (40) كلمة في (165) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات ، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة. [4] ترتيب نزولها مقالة مفصلة: ترتيب سور القرآن سورة الضحى من السور المكية ، [5] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل الحادي عشر، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثالث والتسعون من سور القرآن. [6] سبب نزولها قيل: إنَّه لما تأخر عن النبي (ص) الوحي خمس عشرة ليلة قال قوم من المشركين: ودّعَ الله محمداً وقلاه، فأنزل الله تعالى هذه السورة تكذيباً لهم وتسليةً للنبي لأنَّه حزن بأنقطاع الوحي عنه، [7] ثم بيّنت الآيات المتفرعة على التي سبقتها نِعم الله تعالى على النبي ، كأنه قيل: فقد وجدت ما يجده اليتيم من ذلة وانكسار فلا تقهره، ووجدت مرارة حاجة الضال إلى الهدى والسائل إلى الغنى فلا تزجره، ووجدت أنّ ما عندك من نعمةٍ أنعمها عليك ربك بجوده وكرمه ورحمته، فاشكر نعمته بالتحديث بها ولا تسترها. [8] وفي الآية الرابعة والخامسة ورد عن الإمام الصادق أنه قال: دخل رسول الله على فاطمة وهي تطحن بالرّحى، وعليها كِساء من أجلّة الإبل، فلما نظر إليها بكى، وقال لها: يا فاطمة تعجّلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة غداً، فأنزل الله تعالى عليه: ﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾.
المراجع مقالات متعلقة القرآن الكريم 7743 عدد مرات القراءة
السّائل: هو من يطلب مالًا. فلا تـَـنـْـهَرْ: فلا تـَزْجُرْه، وارفـُـقْ به.