الملك لله والدنيا مداولةٌ وما لحيٍّ على الأيام تخليد والناس زرع الفنا والموت حاصدهم وكل زرع اذا ماتم محصود الناس ذا فاقد يبكي أحبته وذاك يبكى عليه وهو مفقود وذاك أبدت له الأيام زينتها وذاك ايامه هم وتنكيد ان سالمت غدرت أو وههبت رجعت ظل يزول وما تعطيه مردود والدهر وجه عبوس في تقلبه وللمنايا سهام صيدها الصيد تصطاد ما لا تكاد الأسد تنظره وحيلها لاصطياد الكل ممدود لو يمنع الموت سلطانا بقوته لكان حيا سليمان بن داود
الملك لله والدنيا مداولة. - بديوي الوقداني.. (مكتوبه كامله ف الوصف كامله).. - YouTube
الزركلي 3 تحدث عن الألغاز الشعرية كفن من فنون الشعر النبطي وأشار إلى تسميتها ب(الغبوات) وإلى براعتهم في صنعها واستشهد بأربعة نماذج نورد أحدها: أنشدك عن غمر شبابه أسبوعين ومن بعد سبوعين يصبح الغمر شايب كل فرح به غير قضاية الدين ومدوّرين الفيد فوق النجأيب وهو لغز في (الهلال) والألغاز الأخرى كانت حول اللحية والكذب ويونس عليه السلام. 4 تحدث عن لغة هذا الشعر وخصائصها مشيراً إلى أن الشعراء يدخلون في شعرهم مفردات جديدة أو استعمال لم يسبقهم إليه أحد فهم حملة مقاليد اللغة في بني قومهم يتصرفون في أساليبها وجموعها كما تشاء لهم قرائحهم وضرب بعض الأمثلة:فقولهم (لا جاك فلان) أي (إذا جاءك فلان)، وقولهم (اللي) بمعنى الذي، وقولهم (نصاه) بمعنى قصده،لإضافة إلى وصل همزات القطع، وكسر ياء المضارعة،وتسكين أواخر الكلمات. 5 أشار إلى أوزان الشعر وطريقتهم في وزن الأبيات فقال:"كما كان الشاعر الجاهلي يقول الشطر الأول أو البيت الأول من القصيدة وهو لم يسمع بتفاعيل الخليل فيجري إلى آخر القصيدة على نظام واحد كذلك نجد الشاعر البدوي يبتدئ بلالاته (أي يقول قبل الشروع بالقصيدة:يالالا لالا للي ،لي لالا لالا للا أو ما يوافق النغم الذي يريد أن ينظم القصيدة فيه) ثم يرتجل القصيدة لا يختلف البيت عن الآخر وزناً وقافية، وإنما دليله النغم واللالات لا غير.
مدخل: قال الزركلي في كتابه (ما رأيت وما سمعت):"ينظم الشاعر المبدع من أهل مصر أو سورية أو العراق القصيدة وينشرها في إحدى الصحف مشكولة كلماتها مفسّرة ألفاظها موضحة معانيها ثم ينظر إليها عن بعد يترقب ما يكون لها من الأثر في نفوس القوم فإذا قارئوها ثلاثون في المئة من قراء الصحيفة، وفاهموها عشرة في المئة منهم، ولا يحفظها واحد في الألف. جريدة الرياض | توثيق الزركلي للشعر النبطي في كتابه (ما رأيت وما سمعت). ويرتجل الشاعر البدوي القصيدة ارتجالاً لا يتعمل فيها ولا يتكلف ولا يرجع إلى قاموس فيتناقلها الحفاظ من بعيد القبائل وقريبها يتناشدونها ويتغنون بها، ولا أغالي إذا قلت أنها تعيش في أدمغة هؤلاء قبل أن تكتب أكثر مما تعيش تلك في أدمغة أولئك وقد نشرت وكتبت " اه لقد كتب الزركلي هذا الرأي سنة 1339ه متعجباً من سيرورة الشعر النبطي بين الناس هنا وحفظهم له ؛ فماذا سيكتب لو قدّر له أن يعيش الثورة الإعلامية لهذا الشعر النبطي في هذا الزمان ؟! شاعر الفصحى يدرس الشعر النبطي: (شعر البداة) تحت عنوان تحدث شاعر الفصحى العظيم المؤرخ العلامة خير الدين الزركلي في كتابه (ما رأيت وما سمعت)عن الشعر في الحجاز وقسمه إلى قسمين: القريض ويعني به الفصيح ،والحميني ويعني به النبطي. وأشار إلى بعض المصطلحات المستخدمة في باب الشعر عند أهل الحجاز فهم يسمون المساجلة قصيداً ،والقصيدة نشيداً ،واللغز غبوة ، وبدلاً من (لا فض فوك) يقولون (صح لسانك).
ولنعد الآن إلى جانب آخر من حياته فنقول: انه اختص بالأشراف أمراء مكة المكرمة، فلقد مدحهم ومجدهم بقصائده، وقربوه فأصبح نديما لهم لايكاد يفارقهم ونال جوائزهم، كما أن جل قصائده فيهم كانت بالشعر النبطي، وبعضها بالفصيح، إذ أنه ممن أجاد النوعين وبرع فيهما، هذه نبذه عن الشاعر بديوي الوقداني رحمه الله تعالى المتوفى سنة (1296ه) وسنه عند وفاته كان (52) سنة، فهو لم يعمر طويلاً، ولو أن الله سبحانه وتعالى أمد في عمره، لكان عطاؤه أكثر، ولكنها الآجال وأقدار العباد، فلكل أجل كتاب. وهنا لابد من دعوة لأخواني الباحثين المهتمين بتراثنا وتاريخ الجزيرة العربية إلى بحث ودراسة في سيرة هذا الشاعر الكبير، ومحاولة البحث في الكتب والتراجم الحجازية، لعلنا أن نقف على معلومات أوفى وأكثر عن أخباره، فهو علم جدير بالدراسة والبحث. وختاما لابد من شكر للأستاذ المؤرخ الأديب فائز بن موسى الحربي على دلالته على ان بديوي من المترجمين في هذا الكتاب النفيس نزهة الفكر فله مني وكل مستفيد جزيل الشكر وأوفر الدعاء. مزارع بديوي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم / سيف العز.
وقد كان للشريف حامد بن عبدالله نصيب الأسد، حيث ورد له 34 بيتاً، وذلك بسبب اجتماع الزركلي به واستنشاده له قال الزركلي:" وما كنت أستطيع فهم كلامه لما فيه من غريب كلم البداة لولا أن أسعفني أحد أشراف مكة بأن كان يترجم لكل منا ما يقوله الآخر " كما ورد لبديوي الوقداني 16بيتاً وزيد بن هويشل 14بيتاً ومقيبل الوديود 13بيتاً. وأخيراً من خلال ما سبق يتضح لنا إن الزركلي رغم بعده عن بيئتنا فإن نباهته جعلت له قصب سبق في دراسة الشعر النبطي وتسليط الضوء على شعرائه ورواته وجوانبه الأخرى، كما أنه يعتبر من أوائل من ربط بين الشعر الجاهلي والشعر النبطي ، ومن أوائل من حاول التمييز بين شعر البادية والحاضرة النبطيان إضافة إلى توثيقه لعدد من النصوص النبطية في زمن مبكر.