هـ. ثم إن الحديث جاء موصولاً صريحاً من طرق أخرى عن هشام ، أوصالها الحافظ ابن حجر في:"تغليق التعليق" (5/22) إلى تسعة ، خَرَّجها جماعة ، ومنهم: الطبراني في:"الكبير" (برقم:3417) وأبو داود في:"السنن" برقم (4039) والبخاري في:"التاريخ" (1/304). وعليه فالحديث لا مَطْعَن صحيح في سنده ، وصحتُهُ مشهورة ، وفي ذلك يقول الحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى في:"علوم الحديث" (ص/61):" ولا التفات إلى أبي محمد بن حزم الظاهري الحافظ في رده ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر أو أبي مالك الأشعري … من جهة أن البخاري أورده قائلاً فيه: قال هشام بن عمار وساقه بإسناده ، فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام ، وجعله جواباً عن الاحتجاج به على تحريم المعازف ، وأخطأ في ذلك من وجوه ، والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" أ. الرد على من أعلّ حديث المعازف عند البخاري. - رقيم. هـ. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في:"تغليق التعليق" (5/22):" هذا حديث صحيح ، لا علة له ولا مطعن ، وقد أعلَّه أبو محمد بن حزم بالانقطاع بين البخاري وصدقة بن خالد ، وبالاختلاف في اسم أبي مالك ، وهذا كما تراه قد سقته من رواية تسعة عن هشام متصلاً فيهم ، مثل: الحسن بن سفيان وعبدان وجعفر الفريابي ، وهؤلاء حفاظ أثبات" أ.
الرابع: أنه علَّقه بصيغة الجزم، دون صيغة التمريض؛ فإذا توقف في الحديث أو لم يكن على شرطه يقول: ويُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويُذكر عنه، نحو ذلك، فإذا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد جزم وقطع بإضافته إليه. الخامس: أنا لو أضربنا عن هذا كله صفحًا؛ فالحديث صحيح متصل عند غيره: قال أبو داود في كتاب اللباس: حدثنا عبد الوهاب بن نَجْدَة، حدثنا بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قَيْس، قال: سمعت عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، قال: حدثنا أبو عامر أو أبو مالك، فذكره مختصرًا. ورواه أبو بكر الإسماعيلي في كتابه "الصحيح" مسندًا، فقال: أبو عامر، ولم يشكّ. انتهى. أحاديث ثابتة في خطورة المعازف - إسلام ويب - مركز الفتوى. الوجه الخامس: إعلاله بالشك في الراوي؛ لا يضر؛ لأنه شك في اسم الصحابي، والصحابة كلهم عدول. وعليه فنُلزم ابن حزم رحمه الله بما قاله عقب إعلاله الحديث بما تقدم: ووالله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ترددنا في الأخذ به. وبناء على ما تقدم فليس فيه مستمسك لأحد بإعلاله والاستدلال به على حل المعازف. ورضي الله عن الشيخ الطريفي وأطلقه من أسره إذ قال: تحليل المعازف لا يجلب الشك بتحريمها بقدر ما يجلب اليقين بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث أخبر عن وقوع ذلك بعده: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون.... المعازف.
رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع. ومنها: حديث أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليشربنّ أناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير. رواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني وصححه الألباني. والله أعلم.
رواه البزار والضياء ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وصحيح الترغيب والترهيب. وقال صلى الله عليه وسلم: إني لم أنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نعمة: لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان. رواه ابن أبي شيبة والبزار والحاكم والبيهقي بألفاظ متقاربة وحسنه الألباني ، ورواه الترمذي بنحوه وحسنه. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً: إن الله حرم علي أو حرم الخمر والميسر والكوبة. قال سفيان: فسألت علي بن بذيمة عن الكوبة، قال: الطبل. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني وشعيب الأرناؤوط. وعن عبد الله بن عمرو أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وقال: كل مسكر حرام. تحريم المعازف يشملها بكل أنواعها - إسلام ويب - مركز الفتوى. رواه أبو داود وصححه الألباني ، وقال صلى الله عليه وسلم: الجرس مزمار الشيطان. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وعن نافع قال: سمع ابن عمر مزماراً فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً، قال: فقلت: لا، فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا.
هـ. ويُجَاب عنه بما ذكره بدر الدين العيني رحمه الله تعالى في: "عمدة القاري" (21/175) بقوله:" قوله: ( قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري) هكذا رواه أكثر الحفاظ عن هشام بن عمار بالشك. وكذا وقع عند الإسماعلي من رواية بشر بن بكر ، لكن وقع في رواية أبي داود من رواية بشر بن بكر حدثني أبو مالك بغير شك. والراجح أنه عن أبي مالك الأشعري وهو صحابي مشهور. قيل: اسمه كعب ، وقيل: عمرو ، وقيل: عبد الله ، وقيل: عبيد ، يُعد في الشاميين ، وأما أبو عامر الأشعري فقال المزي اختُلِف في اسمه ، فقيل: عبد الله بن هانئ ، وقيل: عبد الله بن وهب ، وقيل: عيد بن وهب ، سكن الشام ، وليس بعَمّ أبي موسى الأشعري" أ. هـ. والقول بجهالة ( أبي عامر) مع كونه صحابياً: لا يَضُر ؛ لثبوت العدالة المطلقة للصحابة ، قاله الحافط ابن حجر رحمه الله تعالى في:"فتح الباري" (10/56) والقاعدة في ذلك عند المحدثين مشهورة ، وذكرها الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في:"الكفاية" (ص/93) بقوله: " كل حديث اتصل إسناده بين مَن رواه وبين النبي e لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله, ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله e ؛ لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، وإخباره عن طهارتهم ، واختياره لهم في نص القرآن" أ.
تاريخ النشر: السبت 18 رمضان 1428 هـ - 29-9-2007 م التقييم: رقم الفتوى: 99615 121212 0 373 السؤال لقد سمعت أن حديث البخاري الذي فيه بيان أنه سيأتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف.. الحديث. سمعت أن هذا الحديث لا يحتج به و أنه لا يمكن الاحتجاج به على تحريم الموسيقى، كما سمعت أن بعض أحاديث البخاري و مسلم فيها نظر و أن بعض العلماء قد ضعفوا بعضها وخاصة الأحاديث المعلقة ربما سمعت فما قولكم وهل هذا صحيح ؟ و جزاكم الله خيرا. الإجابــة الخلاصة: أحاديث الصحيحين تلقتها الأمة بالقبول فمسندها المتصل أغلبه صحيح، وقد رد الحفاظ على من انتقدهما كابن حجر والنووي، وأما الحديث فقد رد ابن الصلاح وابن حجر والعراقي والألباني على من قال بتضعيفه، وقد ثبت كثير من الأحاديث تفيد تحريم الغناء. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الأغلب في أحاديث الصحيحين المتصلة السند الصحة، وقد ذكر كثير من أهل العلم الاتفاق على صحة ما أسند فيها ، وخالف الدارقطني في بعض أحاديث البخاري ورد عليه ابن حجر فيها كلها، وخالف في بعض أحاديث مسلم ورد عليه النووي. وأما المعلقات في البخاري المجزوم بنسبتها فهي ثابتة عنده لكنها لا تبلغ درجة الصحيح المتصل السند.
عنوان: رد الطعن في سند حديث المعازف عند البخاري بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري) بسم الله الرحمن الرحيم حديث المعازف أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في:"الجامع" (10/51) بقوله: " وقال هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثنا عطية بن قيس الكلابي قال حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ـ والله ما كذبني ـ سمع النبي e يقول: ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف. ولينزلنّ أقوام إلى جنب علَم يروح عليهم بسارحةٍ يأتيهم ـ يعني الفقير ـ لحاجة فيقولوا: إرجع إلينا غداً ، فيبيّتهم الله ، ويضع العلَم ويَمْسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة). وقد اعترض ابن حزم الظاهري ـ كما في:"المحلى" (9/59) ، و:"رسالة الملاهي" (ص/434 ـ مجموعة رسائله) ـ وآخرون على السند بثلاثة أشياء: ـ أولها: انقطاع السند ما بين البخاري وهشام بن عمار. وثَمَّة دلالتان على ذلك عندهم: ـ أما الأولى: فسياقة البخاري للسند سياقة تعليق ـ أي: انقطاع من أول السند ـ ؛ لذا قال ابن حزم:" وأما حديث البخاري فلم يورده البخاري مسنداً ، وإنما قال فيه: قال هشام بن عمار "أ.